على خلفية التوتر التركي الكردي
ألمانيا تتحضر لأي تصعيد داخلي بين الجاليتين

اعتدال سلامه من برلين: استغلت السفارة التركية في برلين امس الاول عيدها الوطني وذكرى تأسيس كمال اتاتورك للجمهورية العلمانية التركية لكي توضح حقيقة الوضع عند الحدود العراقية التركية وتبرر الهجمات التركية ضد معاقل حزب العمال الكردستاني ، ولتشجب أيضا ما وقع في عدد من المدن الالمانية من صدامات بين الاتراك والاكراد. اذ تظاهر يومي السبت والاحد الماضيين بضعة الاف من الاكراد في احياء كروسبيرغ ونيوكولن وشباندوا في برلين رافعين صور قائدهم المسجون في تركيا عبدالله اوجلان منددين بالنظام التركي فاعترض شباب اتراك التظاهرة وحدثت مواجهات كادت تتحول الى صدامات خطرة، ونتج من ذلك جرح 18 شرطيا وعدد من المتظاهرين والقي القبض على اكثر من 30 تركيا وكرديا.

والخطورة في القضية ان الجاليتين تسكنان الاحياء نفسها تقريبا وخاصة في برلين حيث يجمعهما حيّا كروسبيرغ ونويكولن.والجدير بالذكر انه وفي اليوم الذي عزز فيه الجيش التركي قواته عند الحدود مع العراق بدأت تظهر معالم العداء بين الاكراد والاتراك في المانيا وقد تعاد حسب قول صحافي تركي الصور التي شهدتها المانيا في التسعينات من القرن الماضي حيث وقعت صدامات خطرة للاسباب الحالية نفسها. وتدعو الاوضاع في شوارع الاحياء التي يسكنها الاتراك والاكراد الى الحذر والخوفولا أحد يعرف متى ستنفجر وباي حجم، لذا شددت الشرطة، وبالتحديد في العاصمة حيث تسكن اغلبية الاتراك والاكراد، الاجراءات الامنية.

لكن بعض الاتراك يستبعد حدوث صدامات خطرة، فحسب قولهم العناصر التي كانت مصدر قلق لم تعد تلعب دورا كبيرا مثل مجموعة الذئاب الرمادية التي تأسست في المانيا في الثمانينات من القرن الماضي، وهناك مجموعات لم يعد لها قوة تذكر، والذئاب الرمادية التجمع قريبة الى افكار حزب العمال الكردستاني المحظور في المانيا. رغم ذلك شهدت المانيا العام الماضي اعتداءات على ممتلكات تركية لكنها ظلت متفرقة و ليست خطرة ، فيما اشار تقرير لمكتب حماية الدستور الى وجود 300 عضو من هذا التجمع وحوالى الف مؤيد لحزب العمال الكردستاني في برلين يملكون قدرة القيام بأعمال عنف.

واعترفت السلطات الالمانية ان الشباب الاتراك طاردوا الاكراد يوم الاحد في شوارع كروسبيرغ على الرغم من ان التظاهرة الكردية كانت مسجلة لدى الشرطة ، ومن غير المستبعد تكرار ذلك في الايام المقبلة لانه من المتوقع تزايد عدد التظاهرات الكردية الشاجبة للحرب التركية ضد اهاليهم.

لكن في الوقت نفسه يوجد اكراد يرفضون مثل هذه الاعمال وطالبوا الحكومة الالمانية العمل للحد من انشطة المجموعات المتطرفة. كما انتقدت شريحة كبيرة من الجالية التركية وسائل الاعلام الالمانية لانها تبالغ في نقل تفاصيل الاحداث التي تقع في المانيا بين الفريقين واعتبروها عنصر تحريض، وطالبت الحكومة التخلي عن ترددها واعلان موقف واضح من حزب العمال الكردستاني رغم انه على قائمة الاحزاب المحظورة واظهار موقف واضح منه وشجب ما يقوم به.

وما يثير القلق ان كلوديا شميدت مديرة دائرة الشرطة في برلين تأخذ في الاعتبار إمكانية احتدام الوضع بين الاكراد والاتراك خاصة في العاصمة اذا ما قررت تركيا فعليا شن هجوم على الاكراد في شمال العراق، وتتوقع وقوع صدامات في الشوارع، فهناك اكثر من الف كردي على استعداد للمواجهة، لذا طالبت السلطات الرد بعنف على اي تجاوز يقع ، وطالبت بعدم التقليل من شأن حزب العمال الكردستاني في المانيا ايضا.

وعقب الصدامات الخطرة وجه وزير داخلية اقليم برلين الاشتراكي ارهادر كورتين نداء الى الاكراد والاتراك في برلين للحفاظ على الهدوء وهدد كل مفتعل للعنف ان كان تركيا او كرديا بالتسفير الفوري او انزال اشد العقوبات اذا كان مجنسا او لديه اقامة دائمة، وهو لا يريد اللجوء الى العنف لكن لن يتغاضى عن اي عمل غير قانوني يرتكب. وهو كما عدد من السياسين يتوقع موجة عنف من نوع جديد ، فحتى الان التزم الاتراك المتعصبون لقوميتهم اسلوب التظاهر والتجمع وعليهم الالتزام بذلك وعدم التحول الى العنف المباشر مثل اعمال المطاردة التي وقعت للاكراد يوم الاحد الماضي.

ولا يوجد رقم محدد لعدد الاكراد في المانيا لان نسبة منهم حصلت على الجنسية الالمانية، الا ان العدد الرسمي يصل الى حوالى 600 الف من اصل 1,3 مليون كردي يعيش في اوروبا الغربية اتوا قبل عقود طويلة لذا فان هناك جيلا ثالثا منهم. وهذا ينطبق ايضا على الاتراك وتشير احصائيات المانية لعام 2005 الى وجود ما يقارب من 2،3 مليون تركي حصل 415 الف منهم على جنسية المانية.