في الخامس والعشرين من الشهر الجاري, وفي منطقة عفرين, وتحت ظلال أشجار الزيتون والزيزفون, أقيم المهرجان العاشر للشعر الكردي في سوريا, حضره جمع غفير من المهتمين بالشأن الثقافي السوري العام والكردي الخاص, إضافة إلى عدد من الإخوة العرب وممثلي الدوريات الكردية الثقافية مثل ( برس - روجدا - هلوست - المنبر - بهار - كلستان - بروان - ريوان - زانينكه -سوركل - زفي - سبا - الحوار - المثقف التقدمي - الاوسط الديمقراطي ) .
افتتح المهرجان بقصيدة للشاعرة الرقيقة باران بارافي, ثم ألقى الأستاذ مشعل التمو كلمة المهرجان باللغة العربية, أكد فيها على أن الشعر الكردي السوري جزء من التراث الإنساني والحضاري الذي يشكل الأساس الموضوعي لسوريا الحديثة, ومن ثم تطرق إلى أهمية الشعر ومدى تأثير الإحساس الشعري في إعادة الإنسان إلى عالم الإنسان, خاتما كلمته بالترحيب بالحضور, شعراء ومهتمين, على أمل أن يكون المهرجان القادم في أروقة المنتديات السورية الرسمية . ثم ألقى الأستاذ خبات فندي كلمة المهرجان باللغة الكردية مؤكدا على ذات النقاط الواردة في النص العربي, ثم تتالت فعاليات المهرجان بقصائد الشعراء الكرد (سيتر -&محمد قره حسن - بيروري كنجو - جوان قادو - ماهين شيخاني - صالح حيدو - شيركو - جوان عبدال - علي مراد - وئام بدرخان) تخللت قراءات الشعراء فقرات موسيقية متنوعة أداها كل من الفنانين (احمد جب - سفكان - فواز شيخموس - زكريا دلجان من فرقة كرداغي) والجدير بالذكر أن الشاعر فتح الله الحسيني قدم زملائه الشعراء بمقتطفات من قصائده الوجدانية بالتعاون مع الشاعرة باران بارافي بمقاطع من قصائدها الرقيقة , كما قرأت في المهرجان كل البرقيات الواردة من الشعراء والكتاب والمؤسسات الكردية السورية المنتشرة في إرجاء العالم كـ (الدكتور زرادشت حاجو رئيس pena& الكردية - سيروان حاج بركو مسؤول موقع عامودا للثقافة الكردية - دلبخوين دارا مسؤول موقع افستا الكردي - الكاتب والباحث الكردي مصطفى رشيد - الكاتب والشاعر الكردي جان كرد - الكاتب والقاص حليم يوسف - الكاتب صالح جعفر - مجموعة فندي للثقافة الكردية - الأستاذ عبد الحميد درويش - الأستاذ محمد موسى محمد - روناك رؤوف صاحبة جريدة ريوان - الكاتب الكردي صالح كفربري - الشاعر الكردي كمال نجم - الشاعر الكردي زارا دليبرو - الشاعر الكردي بركن بره - الشاعر العربي السوري ممدوح عدوان) . ثم ألقى الأستاذ إسامة عاشور عضو لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا كلمة باللغة العربية أكد فيها على التعايش المشترك وضرورة تجسيد هذا التعايش لبناء مستقبل مشرق لوطن يضمنا جميعا عربا وكردا وأقليات مختلفة . وفي ختام المهرجان تم تكريم الشاعر المبدع الكردي فرهاد جلبي نظرا للاسهاماته الجليلة في ميادين الأدب والإبداع والنشاطات المميزة من اجل الارتقاء بالواقع الثقافي الكردي في سوريا نحو غد امثل .
كما كان مقررا تكريم الشاعر المبدع العربي السوري نزيه أبو عفش , لكن نظرا لمغادرة الشاعر المفاجئة صباح يوم الاحتفال, دون أن يُعلم منظمي المهرجان بأسباب رحيله المباغت! ولذلك فقد استعيض عن التكريم بكلمة اعتذار من الأستاذ مشعل التمو أوضح فيها استغراب اللجنة لهذا التصرف غير المتوقع من شاعر جعل جل همه الدفاع عن قضايا الإنسان , وان اللجنة سترسل "التكريم" له لأنها تعتبر أن غيابه ربما يتعلق بمستوى مصداقية قبول الآخر المتمايز والمختلف في الوطن الواحد .
اللجنة المنظمة& لفعاليات المهرجان العاشر للشعر الكردي في سوريا&
مشعل التمو
فتح الله حسيني
باران بارافي
خبات فندي
علي حبو
ياسين حسين


&
&
هنا نص الكلمة الافتتاحية
&
الضيوف الأعزاء
الشعراء الاكارم
نرحب بكم جميعا في افتتاح فعاليات المهرجان العاشر للشعر الكردي في سوريا, والذي هو بمناسبة يوم الشعر الكردي السوري, كأحد أهم روافد هويتنا الوطنية السورية ونتاج التنوع الحضاري والثقافي, المميز لمجتمعنا تاريخا وحاضرا, ونتمنى أن يكون المستقبل انصع بياضا وأنقى حضورا وفعالية , مستقبلا تتمازج فيه الثقافات السورية وتأتلف في لوحة جمالية تعيد رونق التاريخ المشترك, وتفسح المجال لإبداع الذات الإنسانية, ولعل الشعر كحالة إبداعية, يمتلك سر تأثيره الخاص, معبرا عن همه الخاص, وحزنه, وألمه الخاص أيضا, بجمالياته وصوره الفنية, بما هو تجسيد حضور لبيئة معاشة, بارهافات الحس والصور البيانية, وهو في هذا يقاوم عجز الواقع, بالتحليق فوق المدى, مراكما الحلم الإنساني بإرهاصات التجارب المرة, متجاوزا أفق المنع والتحريم, بفضاءات اللغة المتعددة واللامتوقعه, ليعيد الإنسان إلى عالم الإنسان.
&
الإخوة الحضور&
إننا إذ نحتفل بيوم الشعر الكردي السوري, فإننا نسعى إلى تجسيد همنا الخاص بتجليه الشعري, في بنية العمومية السورية, المتضمنة لأرث حضاري مختلف, وتاريخ إنساني مشترك, فيه التنوع والأصالة, وفيه التعدد والتمازج والتاريخ الناصع البياض, وإذا كنا نخرج إلى الطبيعة لنحتفل بيوم الشعر الكردي في سوريا, فلان عشقنا للطبيعة كحاضنة للصفاء والنقاء والجمال الأصيل ورمزية ما هو موجود, يشكل في اغلب الأحيان مضمون البناء الشعري, من حيث أن لكل لغة جمالياتها ونقاط ارتكازها الإبداعية, وهي أداة التعبير عن الوجود, وهو ما يتجلى في الكثير من شعرنا الكردي, حبا ووفاء لجوهر الإنسان, كذات واعية, نهضوية الفكرة, حداثية الهوى, تعيد رسم الواقع بما هو عجزا واستنهاضا, لان القصيدة الحية بما هي ناتج إبداعي, هي الأكثر تكثيفا وتركيزا وتعبيرا وجدانيا, ولعل الصفاء الشعري في متن النص وإبداعه, هو ما يجعل من الشاعر, شاعرا, وليس "وكيلا سياسيا أو اقتصاديا ", على حد تعبير محمود درويش.
&
الإخوة الأعزاء
كلما كان الشعر ابداعا, صياغة ولغة, ابتكارا في الحس والمشاعر, كلما جاد علينا الإيقاع الداخلي, بموسيقى جذابة ومؤثرة, تجذب الانتباه بأحاسيسها وصورها المجازية, مهما كانت اتجاهاتها الشعرية, من حيث هي تلامس الإحساس الإنساني , وتعيد بناء روحية تذوق الحياة خارج الخرائط المدماة حينا والحاجزة حينا أخر.
&
إننا ندعوكم إلى تذوق بعض الشعر الكردي السوري, بلغته الأم, التي هي جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري, بكل بهائه وقدرته على التعايش وصنع المستقبل, أملين أن تستمتعوا بإحساس الشعر, المعبر عن ذات الإنسان الكردي السوري ورؤيته الجمالية, وعسى أن نتمكن في المستقبل القريب من تقديم هذه اللوحات الشعرية, الإنسانية, في الصالات والأندية الثقافية السورية.
نرحب بكم مرة أخرى, ونشكركم على تجشم عناء الحضور, فنحن وإياكم مدعوون للاستماع والاستمتاع, وقضاء بضع ساعات شعرية, تعيد آهاتنا وتراكم أحلامنا في رؤية غد مشرق لوطننا سوري .
والسلام عليكم&
&
لجنة إعداد المهرجان العاشر للشعر الكردي في سوريا