مشاركة واسعة في مؤتمر حوار الأديان والقمة الاقتصادية
الملك عبد الله يزور أميركا في ظل قلق خليجي من اوباما
زيد بنيامين من دبي: يترأس العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وفد بلاده الى مؤتمر حوار الأديان الذي سيقام على مدى يومين في نيويورك، الثاني والثالث عشر من شهر تشرين الثاني، ثم سيكون عليه حضور قمة العشرين في واشنطن التي تسعى للتباحث حول سبل الخروج من الأزمة المالية العالمية الأقوى منذ نحو ثمانية عقود. ويمكن للعاهل السعودي خلال هذه الزيارة التعرف على الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما، والتعرف كذلك على إتجاهات السياسة الأميركية المتوقعة في عهد الرئيس الملون الأول في تاريخ أقوى إمبراطورية في العالم؛ وذلك خلال زيارة صاحب أكبر إقتصادات الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة.
يقول خالد الدخيل المحلل السياسي السعودي إن العاهل السعودي quot;سيفعل ما بجهده للتعرف على الرئيس الأميركي القادم ومعرفة توجهاته، ولكن تلك التوجهات قد لا تظهر بصورة آنية بل إنها بحاجة إلى وقتquot; بحسب تحليل نقلته وكالة رويترز.
وبحسب برنامجه الانتخابي، سيسعى اوباما بإعتباره الرئيس الأميركي الجديد الى فك إعتماد الولايات المتحدة الأميركية على نفط الشرق الأوسط خلال عشر سنوات كما سيسعى الى حوار مع إيران وكذلك الإنسحاب من العراق وفق أجندته التي أعلنها خلال الإنتخابات.ومن شأن تنفيذ هذه الأهداف الواردة في أجندة اوباما التصادم مع المملكة العربية السعودية التي تعتبر حليفاً إستراتيجياً للولايات المتحدة الاميركية منذ أربعينيات القرن الماضي .
|
وقد أكد الملك عبد الله بن عبد العزيز في رسالة التهنئة لاوباما على البعد التاريخي للعلاقات السعودية الأميركية قائلاً quot;بهذه المناسبة نؤكد على عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين بلدينا الصديقين بالإضافة إلى الأمل للوصول إلى السلام والعدل وتقوية الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسطquot;.
وقد أبدى الإعلام السعودي ميلاً محدوداً بإتجاه الرئيس الأميركي الجديد خلال حملته الإنتخابية ويقول دبلوماسي سعودي إن السلطات السعودية كانت تشعر بالإرتياح إلى الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جورج بوش بسبب العلاقات الشخصية بين عائلتي الزعيمين والجمهوريين عموماَ في مقابل شعار جديد يطرحه اوباما مفاده quot;التغيير الذي يمكن أن نؤمن بهquot; يمكن أن يؤدي إلى تغيير الصداقات وقطع القديمة منها.
ويقول خبير الطاقة كينت موريس إن quot;طرح اوباما لنفسه كقائد للتغير أمر قد أثار البلبلة لديهمquot; في اشارة الى دول الخليج. وفي أول قرارات ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بدأت القيادة السعودية توسيع قاعدة علاقاتها لتشمل آسيا وروسيا بجانب إستمرار علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة رغم وجود 15 من بين 19 من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر يحملون الجنسية السعودية.
ويرى غريغ بريدي وهو خبير في الطاقة أن quot;التصادم مع السعودية حول الطاقة قادم لا محالة، فالإنتاج الأميركي للنفط يتراجع مقابل زيادة صادرات السعودية نحو الشرق حيث تقع آسياquot;.
ومع تراجع أسعار النفط إلى هذه المستويات يبدو أن إحتمالات ضربة أميركية موجهة إلى إيران تزداد خصوصًا مع إقتراب نهاية ولاية الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش والحجة جاهزة فالولايات المتحدة والسعودية تخشيان من المفاعل الإيراني الذي تقول طهران أنه يستخدم للأغراض السلمية فيما تعتقد واشنطن وحليفاتها في منطقة الخليج أن هذا غطاء فقط من أجل إنتاج سلاح نووي.
ويقول الدخيل المحلل السياسي السعودي أنه يتوقع quot;أن يمر اوباما باوقات صعبة مع إيران، أنا أحد أولئك المقتنعين أن إيران تريد الحصول على سلاح نووي، وأعتقد الزيارة الحالية ستمنح السعودية الفرصة لدعم الرئيس الجديد والحصول على دعمه وتفهمهquot;.
ويخاف السعوديون الذين يقودون العالم السني وباتوا في مواجهة مباشرة مع الشيعة منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، يخافون من أن تصل واشنطن إلى إتفاق مع طهران يتحول بموجبه الشيعة الى قوة اساسية في المنطقة ويستلمون زمام أمور مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
كما تخاف السعودية من إنسحاب أميركي من العراق قد يعزز من السلطات الشيعية في هذا البلد حيث يحاول القادة السنة الحصول على جزء أكبر من الحقوق السياسية والتمثيلية في بغداد.
التعليقات