الملك عبد الله العربي الوحيد في قمَّة مجموعة العشرين
لقاء مرتقب بين العاهل السعودي وأوباما في لندن
فهد سعود وزيد بنيامين: غادر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الدوحة متجهاً الى لندن للمشاركة في قمة العشرين تحت عنوان (النمو، الوظائف، والاستقرار) حيث من المتوقع ان تعقد اول قمة سعودية أميركية تجمعه مع الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما.
وستكون الازمة المالية العالمية على رأس اولويات هذه القمة، وسيمثل العاهل السعودي المنطقة العربية والخليجية على وجه الخصوص التي ينظر اليها الغرب اليوم باعتبارها احد ابرز منابع حل مشاكل هذه الازمة، بسبب الاموال التي جمعتها اثناء الفورة النفطية التي وصل فيها سعر البرميل الى 147 دولاراً قبل نحو عام من الان.
القمة ستشهد مشاركة الالاف من المختصين، سيكون على بريطانيا حمايتهم، وسط أنباء تتحدث عن تنظيم تظاهرات عملاقة خلال ايام القمة، لكنها القمة الاولى التي تشهد حضور الدول النامية الى جانب الدول العظمى حيث سيكون للكل كلمة، في عصر ما بعد الازمة.
وسيصل الملك عبد الله في يوم وصول باراك اوباما نفسه الى لندن لكن اولوياته بين الدوحة ولندن تختلف، ففي الدوحة كان يبحث عن موقف عربي موحد ومصالحة عربية شاملة، ولاجل ذلك تجاوز العديد من العقبات التي كان من ابرزها كلمة الزعيم الليبي العقيد القذافي التي عرض في نهايتها المصالحة، فيما حملت البداية العديد من الالغام التي قرر العاهل السعودي تجاوزها عن طيب خاطر، باعتباره هو من يقود عملية المصالحة والوصول الى اجندة عربية مشتركة في منطقة ما بعد الاحتلال الاميركي.
اما في لندن فعليه لقاء قادة العالم لشرح موقف المنطقة من الازمة العربية وضرورة ان يكون هناك صوت عربي على مائدة كل ملتقى دولي من اجل ان يكون العرب مشاركين في القرار وليس منفذين له، فالازمة العالمية قد غيرت الكثير، وزعزعت الثقة في الانظمة التقليدية الامر الذي جعل من الاهمية بمكان ان يصنع اكبر عدد من عناصر المجتمع الدولي القرار.
وستكون السعودية الممثل العربي الوحيد في هذه القمة، ولاجل ذلك حضر قمة الدول العربية واللاتينية في الدوحة من اجل تنسيق المواقف بين قادة المنطقتين فيها، في وقت تجاوزت تجارتهم البينية ثلاثة اضعاف ما كانت عليه بين القمة الاولى في برازيليا في 2005 والقمة الثانية في الدوحة 2009.
القمة ستشهد مشاركة 10 دول نامية حيث ستناقش تلك الدول سبل الخروج من الازمة المالية، وسبل انتشال اقوى 25 بنكاً في العالم من ازمتها بحسب المصادر الدبلوماسية.
وستكون الصين في مقدمة الدول النامية الموجودة في هذه القمة، والتي تدخل في مراحل التفاوض الاخيرة للمشاركة في صندوق النقد الدولي، وهي المؤسسة التي طالما اتهمتها الدول النامية بأنها مؤسسة تهملهم بدل الاستماع اليهم.
وتحتاج اميركا وبريطانيا الى اموال الصين والسعودية اكثر من اي وقت مضى وذلك من اجل تغطية تكاليف دفع ديون البنوك العالمية، وهي فرصة لهذه الدول من اجل فرض سياساتها، فالصين مثلاً طرحت فكرة عملية احتياطية عالمية تضاف الى جانب الدولار، وهو الامر الذي رفضته واشنطن، لكن عليها الاستماع اليه اثناء انعقاد القمة.
صندوق النقد العالمي الذي لطالما كان نادياً للدول الغنية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، يبحث عن تمويل من قبل الاقتصادات النامية الجديدة بعد ان وقع تحت ضغوط كبرى بسبب الازمة العالمية التي ضربت العديد من الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.
ولكن العديد من الدول النامية التي تشارك في هذه القمة ومن بينها البرازيل، الصين، روسيا والهند قد قالت وبصورة واضحة، انها لن تشارك في هذه المؤسسات العالمية دون ان يكون لها مقعد على طاولة صنع القرار فيها، فهذه الدول اصدرت بيانات خلال الايام القليلة الماضية تؤكد انها تريد المزيد من المساحة لارائها على المستوى العالمي، ومن بين المؤسسات هذه، ان يكون لديها صوت في مجلس الامن الدولي مثلاً.
الولايات المتحدة ستقول لكل من الصين والبرازيل وروسيا والمكسيك والهند، ان لديها مكان لها في صندوق النقد الدولي، مقابل الحصول من هذه الدول على تبرعات في هذا الصندوق، بحسب مسؤول في الادارة الاميركية، وهي ستطلب من قادة القمة دعمها في هذا المسعى قبيل انعقاد قمة صندوق النقد الدولي الشهر المقبل، فيما ترفض بعض الدول الاوروبية هذا الاقتراح، لانه يفقدها القوة اللازمة في هذه المؤسسات التي طالما كانت تعتقد انها تملكها في الماضي.
التعليقات