بالعبري... سيناء "تورا بورا" جديدة

بيروت - آمنة القرى:

أبرزت الصحف العبرية الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين، بعدما اندلعت مجددا اشتباكات عنيفة في قطاع غزة بين الشرطة وعناصر من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأدت إلى سقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، ولفتت إلى "تعليق" سلطات الاحتلال عدوانها على الأراضي الفلسطينية، لإفساح المجال أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتحرك ضد المسلحين قبل زيارته لواشنطن! فيما يجري الإعداد للقاء قريب بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون.


ولاحظت ان الاشتباكات الفلسطينية هي الأعنف في تاريخ القطاع كما لاحظت ان السلطة الفلسطينية تحاول جديا فرض قرار إنهاء المظاهر المسلحة، غير أنها لاحظت أيضا ان هذه الاشتباكات لن تثير حربا أهلية. وسجل تقرير إسرائيلي معلومات أمنية على خلفية التحذير من وقوع عمليات تستهدف الإسرائيليين في منتجعات سيناء المصرية فزعم وجود تحركات لتنظيم "القاعدة" في المنطقة، التي تحولت إلى "تورا بورا" جديدة!

"هآرتس": اعنف الاشتباكات بين "حماس" والسلطة

وعلق داني روبنشتاين في "هآرتس" على الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها غزة بين الشرطة الفلسطينية وعناصر من حركة "حماس". فاعتبر ان تبادل النار يدل على ان السلطة الفلسطينية تحاول جديا فرض قرار إنهاء المظاهر المسلحة. وأشار إلى ان ما شجع محمود عباس على المباشرة في تنفيذ هذا القرار هو الدعم الذي لقيه هذا التوجه في الشارع الفلسطيني، بالإضافة إلى الغضب الشعبي من "حماس" على خلفية الانفجارات التي شهدتها إحدى مسيرات الحركة في مخيم جباليا والتي أدت إلى سقوط 19 شخصا. وإذ لاحظ ان الاشتباكات بين "حماس" والشرطة الفلسطينية كانت الأعنف في تاريخ القطاع، أكد ان هذه الحوادث ستبقى ضمن الإطار المحلي الضيق ولن تثير حربا أهلية بين الفلسطينيين.

"إسرائيل" تساعد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"!

وفي مقال آخر، يحمل عنوان ""إسرائيل" تساعد حماس!" حذر روبنشتاين من ان عمليات الاعتقال الجماعية التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق نشطاء "حماس" في الضفة وعمليات اغتيال قيادييها لا تساهم سوى في تعزيز الجناح المتشدد للحركة. وشدد ألا يتخذ "نضال" "إسرائيل" ضد هذه الأخيرة طابعا عسكريا بحتا. محذرا من ان الحملات العسكرية لا تساعد في تقليص نفوذ "حماس" في الشارع الفلسطيني بل على العكس فهي تؤدي إلى إضعاف "أبومازن" و"فتح".
فالفلسطينيون في الضفة يتداولون معلومات مفادها ان الاعتقالات الجماعية التي تنفذها "إسرائيل" بحق عناصر "حماس" هي جزء من صفقة بين عباس وشارون وتهدف إلى ضرب الحركة الإسلامية وإضعافها قبل الانتخابات التشريعية. كما حذر من ان موجة الاعتقالات قد تؤدي إلى تحول "حماس" إلى العمل السري وهو ما سيعقد جهود السلطة الفلسطينية لوضع حد لنشاطات الحركة.

السياسة المستقبلية لحزب "أرض "إسرائيل" الكبرى"

واعتبرت "هآرتس" في افتتاحيتها ان جلسة التصويت الأخيرة في "الليكود" التي أفضت إلى عدم تقديم موعد الانتخابات الداخلية في الحزب، قد أظهرت معالم السياسة الإسرائيلية للأعوام القليلة المقبلة. فقد أكدت النتيجة ان "الليكود"، الذي يعرف بحزب "أرض "إسرائيل" الكبرى"، يوافق أيضا على إخلاء المستوطنات ورسم حدود بين دولتي فلسطين و"إسرائيل". معتبرة ان هذا يعني ان الشعب الإسرائيلي بأكمله يتبنى هذا الموقف لأن اللجنة المركزية في التكتل تعكس الوجه الحقيقي لـ "الأمة الإسرائيلية" أكثر من أي حزب آخر. فالجمهور الإسرائيلي يؤيد الانسحاب إلى حدود العام 1967 والسماح للفلسطينيين بأن يعيشوا حياتهم بشكل مستقل بغض النظر عما إذا كان ذلك سيتحقق وفقا لمعاهدة سلام مع الجانب الفلسطيني أم بشكل أحادي. ولفتت إلى ان التطورات التي شهدها هذا العام "في إشارة إلى خطة فك الارتباط" أثبتت ان ارييل شارون تحول من رجل سياسة إلى رجل دولة ما أكسبه تأييد الرأي العام الإسرائيلي لصالح قضية يؤمن "شارون" بأنها محقة.

"دبكا فايل": سيناء "المحرمة" وعناصر "القاعدة"

وأوردت "دبكا فايل" من على موقعها على الانترنت ان عناصر "القاعدة" يحولون صحراء سيناء إلى "تورا بورا" جديدة، إذ شكلوا شبكات إرهاب محلية بمشاركة البدو والفلسطينيين وهم يسيطرون اليوم على خمس مساحة سيناء التي أصبحت "محرمة" على الشرطة المصرية. وزعمت ان عناصر "القاعدة" يتحصنون جيدا في مرتفعات سيناء، كما ينشرون عناصر مسلحة ويزرعون العبوات الناسفة على الطرقات المؤدية إلى هناك ما يجعل من الصعب جدا على القوات المصرية شن عملية برية ضد هؤلاء العناصر. مستنتجة بأنه لن يكون أمام مصر حل سوى شن عمليات قصف جوية لمراكز اختباء أعضاء "القاعدة". غير انها استدركت انه من المستحيل اللجوء إلى هذا الحل لعدة أسباب أهمها ان معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية تصنف سيناء على أنها منطقة منزوعة السلاح وهو ما سيضطر الرئيس مبارك إلى طلب الإذن من "إسرائيل" الأمر الذي سيثير غضب شريحة كبرى من المسلمين التي ستتهم الحكومة المصرية بالتعامل مع الدولة اليهودية في الحرب على الإرهاب الإسلامي. هذا فضلا عن ان الأجهزة الأمنية المصرية لا تملك معلومات استخبارية كافية بشأن عدد الصواريخ المضادة للطائرات التي تملكها "القاعدة" في سيناء.