الأحد: 04. 09. 2005
لا أرى سببا وجيها يستدعي بقاء الرئيس اللبناني اميل لحود في منصبه، كان يفترض ان يستقيل بعد اجماع وطني واسع ضده، وهو يدرك ان قطاعات كبيرة من الشارع اللبناني تعرف انه جاء رئيسا للجمهورية بالضغط السوري وليس بالتوافق الوطني.
واذا كانت تلك التطورات تحمل طابعا سياسيا ويمكن تفسيرها على اكثر من وجه، فان اعتقال قادة الأجهزة الامنية، الذين كانوا يأتمرون بإمرته خلال جرائم قتل الحريري وحاوي وقصير وغيرهم، وسلسلة التفجيرات التي هزت لبنان، يستدعيان منه الاستقالة الفورية وتحمل المسؤولية السياسية وليست الجنائية عن كل تلك الحقبة السوداء التي هددت الأمن الوطني، وقتلت قادة الفكر وحاولت تعطيل التنمية والعودة بالبلد الى نقطة الصفر!
هذا التمسك بالمنصب هو مرض عربي عضال، وغياب تحمل المسؤولية السياسية، هو تقليد عريق في الثقافة العربية، وعدم الاعتراف بالأخطاء هو جزء من العقل السياسي العربي الذي يعاند حتى اللحظة الأخيرة، ثم يقدم على تنازلات اكبر بكثير مما كانت مطلوبة منه، واحيانا يتحول من العناد ورفض كل شيء الى الاستسلام والقبول بكل شيء.
كل محاولات اقناع العقيد القذافي بالتفاهم ذهبت هباء منثورا، وظل يردد مواجهته للامبريالية، وان ليبيا لن تهزم، ثم بقدرة قادر سلم «الخيط والمخيط» للولايات المتحدة، وتم شحن اسلحته ووثائقه الى واشنطن بالطائرات! قبله رفض صدام حسين كل محاولات اثنائه عن العناد، فرفض التفتيش على الأسلحة، ورفض قبلها الانسحاب من الكويت وظل يعاند، وظل محمد سعيد الصحاف يتحدث عن هزيمة «العلوج» حتى صحونا على صدام في حفرة!
لا وجه للمقارنة بين الرئيس لحود ونماذج مثل صدام والقذافي، ولأنه لا وجه للمقارنة، ولأن لبنان بلد يحكمه دستور وتداول سلطة، لذلك نعتقد بضرورة الاستقالة الفورية للرئيس لحود.
التعليقات