قينان الغامدي
الحب ليس عاطفة نكتمها في صدورنا فقط، الحب عاطفة أصيلة وسلوك نبيل، ولابد أولاً أن تكون هذه العاطفة القدسية معلنة وكل فعل أو سلوك يترجمها لابد أن يكون واضحاً ومعلناً ومنسجماً معها، وأنا ومعي الغالبية العظمى من المواطنين السعوديين لا نجد حرجاً ولا غضاضة في أن نعلن على رؤوس الأشهاد أننا نحب قيادتنا ونجلها ونحترمها، وبوضوح أكبر وباختصار شديد نحن نحب أسرة quot;آل سعودquot;، نحبها بقلوبنا وهذه منحة ربانية لا دخل لنا فيها ولا نستطيع تفسيرها، ونحبها بعقولنا وهذه محبة لها مبرراتها العقلية والمنطقية، ومن هذه المبررات وليس كلها أننا توحدنا في هذه البلاد التي تعتبر شبه قارة تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله بقيادة والدنا الفذ الذي لم نعطه بعض حقه حتى الآن الملك العبقري النادر عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وأننا بهذه الوحدة العظمى خرجنا من وحشة الخوف إلى واحة الأمن، ومن كوارث الاقتتال والتناحر، إلى روعة التآخي ومن كفرية الفقر، إلى إيمانية وآمال الغنى، ومن حقارة الضعف، إلى جمال القوة، ومن الجهل القاتل، إلى العلم الباني منعش القلوب ومغذي العقول، هل هذا يكفي لنحب آل سعود؟ نعم يكفي وزيادة، لكن إليك المزيد، مات عبدالعزيز وقد استقرت البلاد فجاء أبناؤه من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً، فواصلوا البناء وكان لكل منهم بصمته التاريخية التي لا ينكرها إلا جاهل أو حاقد، والجاهل واجبنا أن نعلمه، أما الحاقد فواجبنا أن quot;نخصرهquot; حتى يموت بغيظه، ثم جاء عبدالله بن عبدالعزيز فواصل وما زال يواصل مسيرة من سبقوه يعاضده سلطان بن عبدالعزيز وغيره من أبناء وأحفاد عبدالعزيز الكرام، ومنذ أيام الملك سعود وحتى يومنا هذا هناك خطوات بناء ضخمة تحدث نحن نعرفها ونشعر بها لأننا نعيشها لحظة بلحظة، ولضخامة خطوات البناء هذه وسرعتها يعتريها - وهذه طبيعة الأمور - بعض الخلل الأمر الذي حتم على القيادة أن توالي أيضاً خطواتها الإصلاحية، والأمر الذي حتم علينا نحن المواطنين المحبين أن نطالب بالمزيد المزيد من خطوات البناء وخطوات الإصلاح فنحن طماعون في الخير، وسأضرب لذلك مثلاً حياً طرياً، أمس أصدر الملك قراره بتخفيض البنزين والديزل ولست في حاجة إلى شرح إيجابياته الهائلة ولا فرحة المواطنين بصدوره، كما أصدر وفقه الله قراره الخاص ببناء 16 ألف وحدة سكن للفقراء وهذا القرار وسابقه خطوات بناء وإصلاح في نفس الوقت، ولست في حاجة للتوضيح إلاّ إذا كان هناك أحد لا يعرف أننا أكبر بلد بترولي ومحروقاتنا غالية، وأننا أمضينا سبع خطط تنموية وفقراؤنا يتكاثرون. أقول نحن طماعون في الخير ولذلك بمجرد أن أعلنت قرارات الخير هذه، قلت بقيت الكهرباء، وأنا لا أريد تخفيض رسوم الاستهلاك، أريد فقط إلغاء الرسوم الإضافية التي فرضت منذ سنوات، ولا أظن أن هناك داعياً لاستمرارها اليوم في ظل الرخاء البترولي الذي نعيشه. هذا جانب أمّا الجانب الآخر فنحن طماعون فيما هو أكبر وأعم وأشمل. فنحن نعرف أن كل هذا الذي يتم هو خطوات بناء وإصلاح وملكنا وولي عهده حفظهما الله يؤكدان دائماً على استمرار مسيرة البناء والإصلاح، ومن وحي محبتنا الصادقة وطمعنا المبرر نريد أن تكون هذه الخطوات مستمرة وشاملة، وهنا سأعود إلى الجذر إلى أسرة آل سعود نفسها التي نحبها بقلوبنا وندرك مصالحنا معها بعقولنا. ونعلم علم اليقين أن ضمان وحدتنا ونهضتنا وعزنا بعد الله هو في بقاء هذه الأسرة الحاكمة، ولهذا نريد منها أن تتخذ إجراء يطمئننا على بقائها هذا إلى الأبد، أقصد نظاماً واضحاً ودقيقاً لتوارث الحكم، نحن ولله الحمد ليس لدينا مشكلة اليوم، لكننا نريد أن نطمئن على أولادنا وأحفادنا، وجيراننا في الكويت لم تحدث لديهم مشكلة على مدار أربعين سنة أو أكثر منذ أن وضعوا دستورهم الجميل، لكن حين حدثت المشكلة لم يجزع أحد، وكلهم أسرة حاكمة ومواطنين كانوا مطمئنين، ويقولون quot;الدستور موجود، ونحن كما قلت ليس لدينا مشكلة، ولا نريدها أن تكون، لكننا نريد أن نطمئن أن هناك ما يحول دون حدوثها، أو ما يمثل مرجعية لحلها لو حدثت.
هذا الجانب الأول من طمعنا المحب والمحمود، أمّا الجانب الآخر فنريد جمع كل خطوات البناء والإصلاح التي حدثت، والتي ستحدث والتي طلبت والتي ستطلب في برنامج إصلاحي واحد مبرمج زمنياً وله آليات تنفيذ واضحة، وآليات رقابة صارمة، ثم يعلن على الملأ، ولدينا بحمد الله من الكفاءات المؤهلة ما يصعب حصره سواء من أبناء الأسرة المالكة أو من المواطنين، إنني أعرف أننا ولله الحمد بخير، لكنني في أيام الخير هذه لا أريد أن أكون واحداً من المخدرين - بكسر الدال - أريد أن أكون من المدركين لأهمية ادخار القرش الأبيض تحسباً لليوم الأسود، والقرش الأبيض هذا ليس فلوساً فقط، إنه أيضاً دستور وبرامج وقوانين، وهذا الدستور والبرامج والقوانين حين نضعها في اليوم الأبيض المريح فإننا لا نمنع قدوم اليوم الأسود فقط وإنما نلغيه نهائياً من مستقبلنا كله. ولهذا فنحن والحمد لله بخير لكننا نريد أن نطمئن أكثر وأكثر على مستقبلنا جميعاً حكاماً ومحكومين. وبالله التوفيق.
- آخر تحديث :
التعليقات