هاتف بالأقمار الاصطناعية أوقع بمجموعة laquo;القاعدةraquo;
laquo;مسؤول محطة المقاتلةraquo; في إيران قضى في الغارة ايضاً
لندن - كميل الطويل
أكد مصدر مطلع أن laquo;أبو الليث الليبيraquo; ( واسمه الحقيقي علي عمار الرقيعي، من مواليد 1972) القيادي البارز في laquo;القاعدةraquo; الذي قُتل مساء الإثنين بصاروخ يُعتقد بان طائرة laquo;بريداتورraquo; تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. اي) أطلقته على منزل كان يختبئ فيه في شمال وزيرستان، كان يرأس وفداً من laquo;القاعدةraquo; في طريقه إلى مقابلة مع القيادي في laquo;طالبانraquo; الباكستانية بيت الله محسود الذي تتهمه الاستخبارات الأميركية والباكستانية بالضلوع في عملية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو الشهر الماضي في روالبندي، وهو أمر نفى محسود علاقته به.
وكشف المصدر الذي تحدث إلى laquo;الحياةraquo; شرط عدم كشف اسمه، أن قيادياً كبيراً في laquo;الجماعة الإسلامية المقاتلةraquo; يدعى عبدالغفار الدرناوي قٌتل مع laquo;أبو الليثraquo; وأكثر من عشرة آخرين في الغارة الصاروخية في منطقة مير علي في شمال وزيرستان. وقال إن الدرناوي كان laquo;مسؤول محطة المقاتلةraquo; في إيران، وانتقل إلى أفغانستان قبل نحو ثمانية شهور فقط، بعدما تقرر دمج laquo;المقاتلةraquo; في تنظيم laquo;القاعدةraquo;، وهو أمر أعلنه laquo;أبو الليثraquo; في شريط فيديو مع الدكتور أيمن الظواهري في صيف العام الماضي.
ووصف المصدر الدرناوي بأنه laquo;شخصية ميدانية مهمة جداًraquo;، وكان يعمل مدرّساً في ليبيا قبل أن يسافر إلى أفغانستان العام 1993. ولم يرجع إلى بلاده منذ ذلك التاريخ. ويدل توليه مسؤولية laquo;محطة إيرانraquo; على مدى أهميته في laquo;المقاتلةraquo; كون هذا البلد يلعب دوراً أساسياً في استضافة الذاهبين إلى أفغانستان والعائدين منها.
ويبدو أن الدرناوي هو الرجل الذي أشارت إليه وسائل إعلام باكستانية بوصفه laquo;نائب أبو الليثraquo; الذي قُتل في مير علي، من ضمن مجموعة تضم ما لا يقل عن سبعة عرب وستة من آسيا الوسطى. ونقلت وكالة laquo;أسوشيتد برسraquo;، أمس، عن مصدرين في الاستخبارات الباكستانية قولهما إن laquo;أبو الليثraquo; قُتل عندما كان يحاول استخدام هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية ويدخل إلى الشبكة العنكبوتية العالمية (الانترنت) في منزل قيادي قبلي متشدد يدعى laquo;عبدالستارraquo;.
ويُشكّل مقتل laquo;أبو الليثraquo; نجاحاً للاستخبارات الأميركية التي كانت تلاحقه منذ سنوات، حتى قبل أن يلمع اسمه في إطار laquo;القاعدةraquo;. إذ في حين غادرت قيادة laquo;الجماعة المقاتلةraquo; كابول بعد سقوط نظام laquo;طالبانraquo; في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001، بقي هناك على رأس مجموعة من عناصر التنظيم. وقاد بنفسه هجمات ضد الأميركيين وقوات الحكومة الأفغانية الجديدة في شرق أفغانستان خصوصاً. وأقر مسؤولون عسكريون أميركيون بأنهم حاولوا قتله بصاروخ في غارة على مدرسة في خوست العام الماضي، لكنه لم يكن بين القتلى. وتعتبره مصادر الاستخبارات الأميركية مسؤولاً عن laquo;هجوم انتحاريraquo; استهدف قاعدة باغرام قرب كابول في شباط (فبراير) العام الماضي خلال وجود نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني فيها.
وينتمي laquo;أبو الليثraquo; إلى عائلة ليبية معروفة بتدينها، وكان مدرّساً قبل انتقاله إلى الخارج والتحاقه بـ laquo;المقاتلةraquo;. واعتقلته السلطات السعودية في حملة دهم العام 1995 لكنه استطاع الفرار من سجنه في جدة، وانتقل إلى أفغانستان. واعتقل الأميركيون شقيقه الأصغر عبدالحكيم عمار الرقيعي (متزوج من أفغانية) بعد سقوط كابول في 2001. وتقيم إحدى شقيقاته في بريطانيا.
وسألت laquo;الحياةraquo; القيادي السابق في laquo;المقاتلةraquo; نعمان بن عثمان عن هذه المعلومات، فرفض الخوض فيها، علماً أنه كان انتقد خطوة laquo;أبو الليثraquo; في الانضمام إلى laquo;القاعدةraquo;، خصوصاً أنها تمت من دون استشارة قادة laquo;المقاتلةraquo; المعتقلين في ليبيا. وكان بن عثمان أبلغ laquo;الحياةraquo; العام الماضي أنه قابل قادة laquo;المقاتلةraquo; في سجنهم وانهم طلبوا منه نقل رغبتهم في مشاورة laquo;أبي الليثraquo; في موضوع حوار جرى بينهم وبين الدولة الليبية. ولم يرد laquo;ابو الليثraquo; علناً على طلب قادة laquo;المقاتلةraquo;.
وأكد بن عثمان، رداً على سؤال، أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وقّع فعلاً قراراً بالإفراج عن 90 شخصاً من المتهمين بأنهم عناصر في laquo;شبكات دعمraquo; لـlaquo;المقاتلةraquo;، مشيراً إلى أن مسؤول الأمن الداخلي الليبي عبدالله السنوسي اجتمع مع عائلات المعتقلين وأبلغهم بقرار الإفراج عنهم. وتوقع الإفراج عن دفعة ثانية من laquo;المقاتلةraquo; قريباً.
التعليقات