شتائم وهجمات على الأحباش في بيروت

الجمعية تقول أن عبد الله يصلي ويصوم والضحكة على وجهه
شتائم وهجمات على "الأحباش"في بيروت

ولم تقتصر تلبية الدعوة التي وجهتها المنظمات الشبابية على الشبان فحسب. فالازدحام حول ضريح الرئيس الحريري كان مشهوداً، وثمة نسوة لم يقدرن على منع أنفسهن من البكاء "رغم أن العدالة بدأت تأخذ مجراها".

والعبارة الحزينة نفسها تقولها سيدة باكية: "والله شي بيقهر. شو كان عاملهون حتى يغتالوه؟ ظلموه ومنعوه من العمل. لم يكن أحد يعرف الأعمال الجيدة التي كان يقوم بها. التقرير جيد. لكن التقرير لا يعيد رفيق الحريري إلينا".

وعلى وقع الهتافات المختلفة والأغنيات الخاصة بالذكرى استمر الاحتفال بصدور تقرير ميليس الذي لم يجد بين المحتفين من يعارضه بالطبع، بل أنه بات دليلا واضحا على "تورط لحود الذي يجب أن يستقيل لأنه لولا التمديد للحود لما وقع الاغتيال"، يقول الرجل الخمسيني منفعلا ويتابع: "الحكي عن تسييس أو عن غيره عيب. ميليس رجل ألماني يمكن ما سامع فينا من قبل. والأمم المتحدة أشرفت على التحقيق. عيب".

الوجوه المعروفة التي أتت إلى المكان قوبلت بهتاف ترحيب يصل إلى مداه دائما مع وصول "الشهيد الحي" النائب مروان حمادة مترافقاً مع الوزير غازي العريضي. كذلك الأمر بالنسبة إلى الإعلامية جيزيل خوري والنائب إلياس عطا الله. النائب عضو "كتلة المستقبل" وليد عيدو كان يتحرك بصعوبة بين من يمدون له أيديهم مصافحين أو يستوقفونه لالتقاط صورة معه. وزار الضريح ليلا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزير خالد قباني.

وثمة أناس ذهبوا إلى الضريح وأعلنوا عن فرحهم بالتقرير. حيوا الشهيد. لخصوا التقرير الذي وقع في 53 صفحة بأكثر من مطلب. لكن المطلب الذي بدوا أشد إصراراً عليه، المطلب الأول والأخير الذي جعلهم ينسون الأسماء الأخرى الواردة في التقرير كمشتبه فيها، مطلبهم الأول والأخير كان واضحاً ومباشراً: استقالة إميل لحود. أما مشاعرهم نحو رئيس الجمهورية اللبنانية وسوريا فكانت أشد صراحة وأثقل وطأة. كانت شتائم.

وفي وقت لاحق هاجمت مجموعة من الشبان الذين كانوا متجمعين في ساحة الشهداء منزل المسؤول في "الأحباش" أحمد عبد العال في منطقة البسطة. وتولت القوى الأمنية تفريق المتظاهرين وحالت دون اقتحامهم المنزل. وفي السياق نفسه هاجمت مجموعة من الشبان المناصرين للحريري في محلة الطريق الجديدة في بيروت متجر "الديوان" الذي تملكه جماعة "الأحباش" وخربته وعبثت بمحتوياته.

دفاع "الأحباش"
وكان ميليس اعتبر عبد العال "شخصية مهمة في ضوء ارتباطاته بأوجه عدة من التحقيق"، كما جاء في نص التقرير.

ويبدو ان ميليس ومعاونيه استندوا في هذا التصنيف الى الحجم الكبير من الاتصالات الهاتفية التي أجراها عبد العال قبل تفجير مكتب الحريري وبعده والى طبيعة هذه الاتصالات التي شملت شخصيات أمنية لبنانية وسورية، عدا عن الاشتباه بعلاقته بمخزن السلاح الذي ضبط في جنوب بيروت.

وإذا كان التقرير قد عرّف عبد العال بانه مسؤول عن العلاقات العامة والعسكرية والاستخبارية للأحباش، فان الجمعية تبدو في المقابل حريصة على حصر التعريف عنه بكونه مسؤولا ضمن قسم العلاقات العامة في الجمعية.

وأيا تكن التسمية، فالأكيد ان عبد العال الذي مضى على انضمامه الى "جمعية المشاريع حوالى 15 عاما، بنى شبكة واسعة من العلاقات، وبالاخص مع القوى التي كانت فاعلة سياسيا وامنيا على الساحة اللبنانية في المرحلة الماضية، وهو أمر يعتبره "الاحباش" عاديا وجزءا من متطلبات العمل.

وقال المسؤول الاعلامي في "الأحباش" الشيخ عبد القادر الفاكهاني لصحيفة "السفير" ان أحمد العال "لا ينزع الهاتف من يده، وهو ليس من الاشخاص الذين يجلسون في المكتب خلف الجدران الاربعة، وبالتالي كان من الطبيعي ان يتصل بالعديد من الشخصيات والقيادات الامنية، بعد وقوع جريمة الاغتيال، لاستيضاح حقيقة ما جرى ولابداء الاستعداد من أجل التعاون في كشف الحقيقة، وهو بالفعل أعطى بعض المعلومات للاجهزة الامنية التي تتبع الدولة اللبنانية وليس الموساد، لمن فاته هذا الفارق".

وماذا عن دور عبد العال في ملف ابو عدس، يلفت الفاكهاني الانتباه الى انه كانت لدينا معلومات حول انتماء ابو عدس الذي تبنى عملية الاغتيال الى الحركة الوهابية، وقد سارع احمد عبد العال الى وضع هذه المعلومات في تصرف الاجهزة الامنية للمساعدة في كشف خلفيات هذا الشخص.

ويبدي الفاكهاني ثقته ببراءة عبد العال "فنحن جمعية مسالمة وموقفنا واضح وحاسم بتحريم أعمال التفجير والاجرام التي هي مثلها مثل الخمر والربا، ومنطلقنا في هذا الموقف ديني وعقائدي، ويضيف مستعينا بدليل على صحة كلامه: لقد قتلوا قائدنا الشيخ نزار الحلبي ولم نرد بضربة كف، وللمناسبة فان الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقّع بيده على قرار إعدام القاتل، وهذا موقف كبير له".

ويكشف عن ان أحمد عبد العال الموقوف حاليا يصلي ويصوم حيث هو موقوف والضحكة لا تفارق وجهه: "انه آدمي وبراءته ستظهر".

وما رده على القائلين بان علاقة "لاحباش" مع السوريين قد تكون مثار شبهة؟ يجيب: "علاقتنا بسوريا تشبه تلك التي كانت تربط رفيق الحريري ووليد جنبلاط وآخرين بها. مع فارق ان غيرنا استفاد منها كثيرا ونحن اكتفينا بالمردود المعنوي".

وإذ يؤكد ان لا صلة لاحمد عبد العال بمخزن السلاح الذي تمت مصادرته في بربور، يقول: "نحن لا نذهب الى الصيد لانه ممنوع، فما بالك بمستودع أسلحة".

ويستغرب ان تصبح صلة القربى التي تجمع أحمد بشقيقه وليد تهمة لمجرد أن الاخير ضابط في الحرس الجمهوري التابع للجيش اللبناني، متسائلا: "لو ان شقيقه عميل في ميليشيا لحد هل كان (بيمشي الحال)؟".