تعددت لها الأسباب والقلق من quot;النوويquot; واحدُ :
quot;مهندس دبيquot; محمد بن راشد يزور السعودية

محمد بن راشد مترأساً الوفد الإماراتي إلى قمة الخرطوم في آذار الماضي أ ف ب
سيف الصانع من دبي: ذكرت مصادر خليجية خلال حديث لها مع quot;إيلافquot; نهار الأحد أن رئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد، الذي يتولى حكم دبي أيضاً، سيزور المملكة العربية السعودية بعد يوم غد الثلاثاء، في إطار المباحثات السياسية المشتركة بين البلدين التي من المقرر أن تجمع quot;مهندس دبيquot; وباني معجزتها الحداثية مع العاهل السعودي الملك عبدلله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز. ولم تشأ المصادر ذاتها إبداء تفاصيل أوسع عن حيثيات زيارة المسؤول الإماراتي الرفيع إلى الرياض والملفات المحتمل طرحها على طاولة المباحثات مع أركان الحكم السعودي ، بالرغم من أن مراقبين يرون أن في هذه الزيارة، التي أعقبت زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ستكون ذات بعد سياسي على غير ما اعتاد السياسيون السعوديون الذين عهدوا quot;شيخ دبيquot; ذو اهتمامات اقتصادية لافتة.

وقال محللون سياسيون أن الحاكم الحداثي التحديثي لأمارة دبي يشاطر حكام الخليج القلق مما ستؤول إليه طموحات إيران النووية وحاكميها بعدما أعلنت طهران انضمامها إلى النادي النووي العالمي، وذلك في مقابل القلق العارم من سيناريوهات معالجة الأزمة الإيرانية من قبل المجتمع الدولي الذي لم تبقَ على مهلته سوى أيام معدودة قبل استصدار قرار من مجلس الأمن يحدد آلية التعامل مع نووي إيران.

ولا تزال الجمهورية الإيرانية صاحبة محاولات تصدير ثورتها الإسلامية إلى الجوار، تماطل فيما يتعلق بالجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها الآلة العسكرية الطهرانية منذ سنين عددا ، ضاربةً بالعديد من المناشدات والطلبات الخليجية والعربية التي تتمحور حول إيجاد حل سلمي للأزمة عرض الحائط دون إبداء أي اهتمام يُذكر،بينما يواصل شيوخ الخليج مراهنتهم على الوقت والمفاوضات السلمية لحل الأزمة.

ومع ذلك فإن العلاقات التجارية ما بين ضفتي الخليجين ، الفارسي من جهة والعربي من جهة أخرى،تسير قدما بشكل كبير فاق كل التوقعات التي اعتقدت أن التأثير السياسي سيلقى بظلاله على أي محاولة تواصل من أي نوع، وخصوصا حجم التبادلات التجارية ما بين الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإيرانية ،وهو ما يصفه مراقبون بأنه قد يشكل quot;حبل النجاة الأخير لإغراء طهران في بناء إستراتيجية علاقات هادئة مع جيرانهاquot; على قولهم.

وكان السعوديون قد أطلقوا كرة الثلج التحذيرية من طموحات إيران في المنطقة قبل نحو عام على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي يعتبر أقدم وزراء خارجية الخليج وأعرقهم، إذ عمل لنحو ربع قرن في إدارة دفة السياسة الخارجية لبلاده وسط متغيرات وانهيارات صاحبت المسرح العالمي وغيرت ممثليه،وهو سيجد أمامه على الطاولة أحدث وزراء خارجية الخليج الشيخ عبدالله بن زايد صاحب quot;الخلاف الأزليquot; ،كما يبدو، مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

وتلقت الدول الخليجية بهدوء إعلان إيران نجاحها في تخصيب اليورانيوم، واغتنمت بعضها هذه المناسبة للدعوة مرة جديدة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، وعلى الأخص مفاعل quot;بوشهرquot; النووي الذي يُعد أقرب إلى العواصم الخليجية أكثر من قربه من العاصمة الإيرانية طهران،وأكثر قرباً أيضاً من المفاعل النووي الإسرائيلي الذي يطالب العرب بإزالته، أو إخضاعه للرقابة الدولية.

ومكمن هذا الاطمئنان الخليجي إزاء المفاعل النووي الإسرائيلي علاوة على بعده عنهم،فإنه يقع في قبضة سياسيين متعقلين رغم منهجيتهم العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، ما يجعل التفكير في استخدامه أمرا مستحيلا إلا حين الضرورة القصوى التي تتعلق بوجود الدولة اليهودية أو عدمه، ُيضاف إلى ذلك التمكن التقني الذي يجعل التفكير في أي تسرب إشعاعي أمرا مستبعداً جداً، على عكس الثقة الخليجية في التقنية الإيرانية المسلمة التي خلقت بوشهر.

وعلى عكس المواقف السابقة التي تخوفت من البرنامج النووي الإيراني، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية إلى quot;تغليب لغة المنطق والحوار للتوصل إلى كل ما من شأنه المساهمة في طي هذا الملفquot;.

وكان العطية أعرب خلال قمة دول مجلس التعاون الخليجي الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن قلق دول المجلس (السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان) إزاء البرنامج النووي الإيراني، داعيا طهران إلى الانضمام إلى معاهدة لجعل منطقة الخليج منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.