بهاء حمزة من دبي: في انعكاس فعلي لموهبته الكبيرة كرجل دولة من الطراز الأول استهل الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ممارسته لمهام مناصبه الاتحادية كنائب لرئيس الدولة ورئيسا للوزراء بمجموعة زيارات تفقدية لعدد من امارات الدولة فيما ينتظر ان تكتمل جولته في بقية الامارات التي تعرف بالشمالية والتي تقل في مستواها المادي عن ابو ظبي ودبي.
والمثير في جولات الشيخ محمد الذي يثبت في كل منصب يشغله وكأنه تدرب لسنوات طويلة على ممارسته بالشكل الامثل انه لم يقصد كالمعتاد في مثل تلك الجولات قصور حكام الامارات التي زارها اويعقد اجتماعات مع المسؤولين عن الدوائر المختلفة في هذه الامارة او تلك وانما قصد مباشرة الناس العاديين سواء في المدارس او المساكن مصحوبا بالوزراء المعنيين ليشاهدوا معه على الطبيعة مشاكل الناس ويتلقوا توجيهاته بحلها وجلس مع البسطاء والمعوقين وتحاور معهم واستمع اليهم في مشاهد ذكرت الناس بالراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الامر الذي جعله يزداد قربا من قلوب الناس التي ترى فيه امتدادا للرعيل الذي بنى دولة الامارات وزاد من آمال البسطاء في مزيد من الانفراج في عهده.
وكان نائب رئيس الدولة قد استهل جولاته الميدانية التي تقررت بعد انتهاء فترة الحداد الرسمي على حاكم دبي الراحل الشيخ مكتوم بن راشد ال مكتوم في مدينة الفجيرة بزيارة مبنى قسم الولادة في مستشفى الفجيرة المركزي الذي يجري انشاؤه بإشراف وزارة الأشغال العامة ويضم نحو 75 سريرا حيث وجه الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة بضرورة تجهيز القسم بأحدث المعدات والأجهزة الطبية اللازمة بحيث يلبي حاجة المنطقة.
كما أمر الوزير ببناء ناد للفتيات في مربح يخدم سيدات وفتيات مدينة الفجيرة وضواحيها خلال شهر من الان حرصا على توفير وسائل ومقومات الحياة الراقية للمرأة في إمارة الفجيرة وتمكينها من ممارسة أنشطتها وهواياتها وخدمة أسرتها ومجتمعها بشكل وأسلوب حضاري راق. الشيخ محمد التقى كذلك خلال زيارته للفجيرة بعدد من أبناء وبنات مربح الذين عرضوا عليه احتياجاتهم المعيشية والسكنية ليصدر اوامره الفورية بصيانة المساكن الشعبية لهؤلاء المواطنين والمواطنات فورا ووجه وزير الأشغال العامة ايضا لتنفيذ هذا الأمر وتأمين المسكن الملائم لكل مواطن ومواطنة.
واختتم نائب رئيس الدولة جولته بلقاء مديرات ومدرسات وطالبات مدارس المثنى بن حارثة للتعليم الأساسي ومربح للتعليم الأساسي والثانوي للبنات وابن النفيس للتعليم الأساسي في منطقة الفجيرة التعليمية حيث تعرف على احتياجاتهم ومعوقات التدريس وتطوير التعليم فيها واعدا بمتابعة كل هذه المعوقات والمشاكل بنفسه والعمل على حلها بالسرعة الممكنة ايمانا بأهمية قطاع التعليم والشباب في بناء الدولة العصرية ووجه الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم بسرعة توفير احتياجات المدارس في المنطقة خاصة استبدال الفصول والغرف الخشبية بمبان اسمنتية وتوفير مختبر حاسوب لكل مدرسة فى الدولة وبناء صالات حديثة مجهزة فى المدارس التي زارها سموه لتوفير بيئة سليمة للطالبات والطلبة لممارسة انشطتهم الرياضية والثقافية والفنية وغيرها.
كما دعا المسؤولين المعنيين لإعطاء الأولوية لهذه الشريحة الفاضلة من أبناء وبنات مجتمعنا في منح قروض برنامج زايد للاسكان لتوفير العيش الكريم الآمن لهم ولأسرهم. وقام الشيخ محمد بجولة ميدانية ثانية شملت عددا من المؤسسات الاجتماعية والانسانية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في كل من الشارقة وعجمان استهلها بزيارة مقر الوحدة الشاملة للرعاية الاجتماعية في الشارقة حيث التقى المسؤولين والموظفين فيها وتجول في مختلف اقسامها واطلع على احتياجات الوحدة من المرافق الحيوية التي تخدم نزلاءها من الاحداث الذين يرسلون اليها من قبل الجهات المعنية لتقويم سلوكهم وارشادهم وتدريبهم على ان يصبحوا شبابا نافعين في اسرهم ومجتمعهم.
كما شملت الجولة التي رافقه فيها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد رئيس مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب ومحمد عبدالله القرقاوي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ومريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية مركز الشؤون الاجتماعية في الشارقة حيث التقى المسؤولات والباحثات الاجتماعيات والاختصاصيات النفسيات واستمع الى شرح منهن حول الحالات التي يقدم لها المركز مساعداته وخدماته من سيدات مجتمع الشارقة ومناطقها والتي تبلغ حوالي سبعة آلاف حالة اجتماعية والتي تستحق المساعدة في اطار الخدمات المتعددة التي يقدمها المركز لعدة شرائح اجتماعية منها حالات الاغاثة والطلاق والعجز والسن
ثم زار مركز عجمان لذوي الاحتياجات الخاصة والتقى القائمات على المركز والنزلاء من الاطفال الذين حرموا نعمة السواء كبقية نظرائهم من اطفال المجتمع، قبل ان يتعرف من مديرة المركز على اساليب العلاج والتدريب والتأهيل لهذه الشريحة من الاطفال ويشاهد على الطبيعة كيفية تعليم المعاقين في النطق والجسد والعقل، واصدر في نهاية جولته عددا من القرارات منها توفير اجهزة لإعاقة السمع في المركز فورا وافتتاح مركز جديد لهذا الغرض وافتتاح مركز للعيون يعتني بإعاقة النظر لدى اطفال الوطن.
وكانت دار رعاية المسنين في عجمان المحطة الاخيرة لجولة نائب رئيس الدولة حيث جلس مع نزلاء الدار الذين رحبوا به وعبروا عن فرحتهم بلقائه من خلال الاهازيج الشعبية التراثية فيما جلس بينهم يحاورهم حول كفاح الاباء والاجداد ايام الغوص ومعاناتهم في تلك الفترة التي خلفت رجالا اشداء استطاعوا تجاوز كل المعاناة وشظف العيش خاصة قبل قيام دولة الاتحاد التي وصفوها بأنها دولة خير ومحبة وعطاء لكل ابنائها وبناتها وتوجهوا بالشكر الى سموه على لفتته الانسانية الحانية واطمئنانه على اوضاعهم وظروفهم الصحية والمعيشية.
التعليقات