أمير الكويت صباح الأحمد ينقل لرفسنجاني
قلق دول الخليج من القوة النووية
نصر المجالي وفادي عاكوم من المنامة: قالت مصادر كويتية اليوم أمام إيلاف إن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي قطع إجازته الخاصة في مصر عائدا إلى بلاده البارحة للتحادث مع علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص النظام في الجمهورية الإسلامية في إيران سيعبر عن قلق دول مجلس التعاون الخليجي من البرنامج النووي الإيراني وتداعياته بما في ذلك خشيتهم من أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر الواقع على الجانب الآخر من مياه الخليج وما قد يترتب على ذلك من مخاطر بيئية كارثية. وهذا المفاعل هو الأقرب إلى الأراضي الكويتية ومياهها.رفسنجاني يتحدث الى الصحافيين لدى وصوله الى الكويت
وقال تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية أنه يبدو أن الإيرانيين لن يتراجعوا عن حقيقة أن بلادهم أصبحت نووية ويجب التعامل معها من هذا المنطلق.
وتعزز طهران هذا التوجه بتصريحات مسؤوليها ومنهم رافسنجاني وبالاستعراض العسكري بما في ذلك الاستعراض المقرر الثلاثاء بالقرب من مرقد الإمام الخميني الذي سيتضمن عرض أسلحة متطورة للمرة الأولى.
ويقلل المراقبون من تأثير الدور الكويتي والخليجي في حجم التوتر بين واشنطن وطهران خاصة في ظل إصرار كل من الجانبين على موقفه، وبعد أن أدرج الملف النووي الإيراني على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي، وهو الأمر الذي جعل دول الخليج العربية تفكر عمليا في كيفية التعامل مع أي تداعيات محتملة للبرنامج النووي الإيراني.
وفيما منعت وسائل الاعلام المحلية من تغطية وصول هاشمي رفسنجاني الى الكويت، فإن وسائل الاعلام الايرانية نقلت عن رفسنجاني، لدى وصوله، طمأنته المنطقة ازاء النوايا الايرانية. وقال بالفارسية 'نحن نريد ان نطمئنكم.. برنامجنا النووي لخدمة مصالح المنطقة كلها'.
واكد السفير الايراني جعفر موسوي لصحيفة (القبس) ان محادثات رفسنجاني في الكويت ستركز على الملف النووي الايراني، والوضع في العراق للمحافظة على وحدة التراب العراقي، فضلا عن دعم الحكومة الفلسطينية المنتخبة.
وكان رفسنجاني زار امس مصفاة الاحمدي، كما استقبل في مقر اقامته في الكويت كزائر رسمي، رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والنائب الاول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع الشيخ جابر المبارك، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح.
وتأتي الزيارة بعد أيام من إعلان إيران قيامها بتخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع أن تركز المباحثات على البرنامج النووي الإيراني الذي تشعر الكويت بالقلق حياله.
ويقول محمد العجمي، مراسل بي بي سي العربية في الكويت، إن هاشمي رافسنجاني استبق زيارته التي بدأها للكويت بالتأكيد أن إيران دخلت النادي النووي العالمي ولا رجعة في ذلك، مستبعدا إقرار مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الجاري لقرار يقضي باستخدام القوة ضد بلاده حسب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
غير أن رافسنجاني قال فور وصوله الكويت: quot;إننا نريد أن نطمئنكم أننا في خدمة منافع المنطقةquot;، في وقت تتزايد فيه مخاوف الكويتيين والخليجيين بشكل عام من التوجهات النووية الإيرانية وما قد يسفر عنه التوتر بين واشنطن وطهران.
وأبلغت مصادر كويتية مطلعة بي بي سي أن رافسنجاني سيلتقي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الاثنين وأن المباحثات الكويتية الإيرانية ستبحث تطورات الملف النووي الإيراني، بما في ذلك احتمالات تعرض إيران لضربة عسكرية، وتداعيات ذلك على دول المنطقة.
ويكتسب ذلك أهمية خاصة في ظل تهديدات لمسؤولين إيرانيين باستهداف المصالح الأميركية في المنطقة وهو الأمر الذي يعني ضرب دول الخليج التي تتمركز فيها القوات الأميركية.
وتقول المصادر ذاتها إن الكويتيين سينقلون إلى الإيرانيين قلقهم ودول الخليج من البرنامج النووي الإيراني وتداعياته بما في ذلك قلقهم من أي تسرب إشعاعي من مفاعل بوشهر الواقع على الجانب الآخر من مياه الخليج وما قد يترتب على ذلك من مخاطر بيئية كارثية.
وفيما يتعلق بالمواجهة بين الولايات المتحدة وايران وسوريا، قالت مصادر سورية مطلعة في دمشق إن طهران تراهن على دور سوري مبادر وفاعل لتخفيف المخاوف العربية من دخول إيران إلى نادي الدول النووية، ربطاً بتنامي قوتها العسكرية على ضوء ما أبرزته المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها القوات الإيرانية. وأكدت المصادر أن المسؤولين السوريين ركزوا في مباحثاتهم مع المسؤولين الإيرانيين على ضرورة أن تلعب إيران دوراً متوازناً في حل المعضلات التي تواجه العملية السياسية في العراق، والعمل على التخفيف من حالة الاستقطاب المذهبي الحاد، لأن هذا لا يشكل خطراً على مستقبل العراق، بل يهدد جموع المنطقة ككل، وفي المقدمة بلدان الخليج العربي.
وفي إلإطار ذاته، قالت صحيفة فاينانشيال تايمز انرفسنجاني اوضح خلال زيارته لسورية ان واشنطن quot;غير قادرة على المغامرةquot; باشعال حرب في المنطقة دون اجراء مباحثات حول البرنامج النووي الايراني. واضافت الصحيفة ان رافسنجاني الذي زار ايضا الكويت يسعى الى كسب تأييد العرب لطهران التي كانت قد اعلنت انها تمكنت من تخصيب اليورانيوم.
التعليقات