واشنطن: اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الاحد انه لا يملك دليلا على ان ايران شرعت فعليا في صنع قنبلة ذرية. وقال البرادعي لمحطة quot;سي ان انquot; الاخبارية الاميركية quot;لم تردني اية معلومة حول وجود برنامج نووي عسكري ملموس وقيد العمل حتى الآنquot;، مشيرا الى ان التهديدات الاخيرة التي اطلقها الاميركيون لم تكن سوى quot;صب الزيت على النارquot;.
واضاف مستشهدا بتصريحات لمسؤولين اميركيين quot;حتى وان كانت ايران تحاول حاليا الحصول على سلاح ذري (...)، فهذا الامر يحتاجها على الاقل سنوات بعد لكي يتحققquot;. وتابع quot;علينا مواصلة العمل بوسائل دبلوماسية خلاقة. لدينا الوقت. فلست ارى حلا آخر غير الدبلوماسية وعمليات التفتيشquot;، معتبرا ان المواجهة العسكرية ستقود الى quot;الهاويةquot;.
وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي الى حيازة القنبلة الذرية تحت ستار برنامجها النووي السلمي. ولكن ايران تقول ان انشطتها النووية سلمية بالكامل وترفض وقف تخصيب اليورانيوم على الرغم من الضغوط الاميركية والعقوبات التي فرضها عليها مجلس الامن الدولي بسبب رفضها هذا.
واعاد موقف التحدي الذي تعتمده طهران والتصلب الواضح في موقف ادارة بوش التي اعلنت الخميس عن عقوبات اميركية احادية الجانب على ايران، الى الاذهان ذكريات التصعيد الذي سبق الحرب على العراق. وعلى الرغم من ان الرئيس بوش قال ان امتلاك ايران للقنبلة الذرية quot;قد يقود الى محرقة نوويةquot; والى quot;حرب عالمية ثالثةquot;، فان البيت الابيض نفى الجمعة ان يكون سائرا باتجاه الحرب.
وقال البرادعي انه اذا كانت الولايات المتحدة تمتلك معلومات حول الطموحات النووية لايران quot;فسأكون مسرورا للغاية باستلامهاquot;. ويزور فريق المفتشين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية ايران حاليا. واضاف quot;هناك دوما الكثير من علامات الاستفهام. ولكن، هل شاهدنا في ايران العناصر النووية التي يمكن ان تتحول سريعا الى سلاح؟ كلا. هل رأينا برنامجا للتسليح النووي قيد العمل؟ كلاquot;.
وذكر البرادعي بالتقدم الذي تم احرازه في الملف النووي لكوريا الشمالية بفضل الدبلوماسية، منتقدا العقوبات الاميركية الجديدة على طهران في وقت من المقرر ان تعقد الدول الست الكبرى المكلفة التفاوض مع ايران بشأن برنامجها النووي اجتماعا مطلع تشرين الثاني نوفمبر لبحث هذا الملف. واضاف quot;اعتقد ان العالم اجمع موافق على ان العقوبات لوحدها لا تقدم اي حلquot;، مشيرا الى وجوب ان تكون هناك حوافز ايضا.
وعلى خط مواز، دان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الغارة التي شنتها اسرائيل في ايلول/سبتمبر في سوريا على موقع يشتبه في انه يؤوي انشطة نووية في حين اكدت دمشق انه عبارة عن مبنى عسكري قديم.
وقال عن هذه الغارة quot;بصراحة انا مستاء للغايةquot;، مؤكدا انه quot;حتى اليوم لم نحصل على اي معلومة حول وجود انشطة نووية (في سوريا)، انشطة نووية سريةquot;.واضاف quot;لدينا نظام، اذا كانت لدى دول ما معلومات بشأن عمل بلد ما على برنامج مرتبط بالنووي، فعليها الاتصال بنا. لدينا السلطة للذهاب ميدانيا والتحقيق. ولكن ان تقصف اولا ثم تطرح الاسئلة لاحقا، اعتقد ان هذا يطيح بالنظام ولا يقدم اي حلquot;.
التعليقات