لندن : تتوجه وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت الى الشرق الاوسط اليوم لتقييم احتمالات تحقيق تقدم في محادثات السلام المجمدة بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكن الاقتتال الداخلي بين الفصائل الفلسطينية سيجعل مهمتها صعبة.وتتصاعد وتيرة الاقتتال بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة فتح وتعثرت المحادثات التي ترمي لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. ولايزال الجيش الاسرائيلي يقاتل نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية.
لكن بيكيت ستأمل في الحصول على علامات ايجابية لوسطاء السلام الدوليين ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير.وقال مسؤول في وزارة الخارجية قبل زيارة بيكيت quot;نريد أن نوضح للطرفين أن عملية السلام في الشرق الاوسط هي الهدف الاساسي وأن التوصل لحل اقامة دولتين من خلال التفاوض هو أفضل السبل للمضي قدما.quot;وفي عام 2003 وضع مفاوضو اللجنة الرباعية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط والمؤلفة من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا خطة quot;خارطة الطريقquot; التي تشمل خطوات يتعين على اسرائيل والفلسطينيين تنفيذها بحيث تفضي الى وجود دولتين جنبا الى جنب.
لكن لم يتحقق تقدم يذكر نحو تحقيق هذه الاهداف وفي العام الماضي تغلبت حماس على فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ومنذ ذلك الحين تكافح حكومة حماس للحكم تحت وطأة عقوبات فرضتها دول غربية عليها بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.واجتمعت اللجنة يوم الجمعة في واشنطن وأيدت مساعي أمريكية جديدة لإحياء المحادثات بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكنها اختلفت مع سياسة واشنطن القائمة على عزل حماس.
ومن المتوقع أن تجري بيكيت محادثات مع شخصيات مهمة من الجانبين بمن فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولكنها لن تخرج عن السياسة القائمة بمقاطعة حماس.وقال المسؤول البريطاني quot;انهم (حماس) يدركون ما عليهم فعله كي يتحاور المجتمع الدولي معهم.. نبذ العنف والاعتراف باسرائيل وقبول جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك خارطة الطريق.quot;
وتسببت اشتباكات بين أنصار حماس وفتح في مقتل ما لايقل عن 17 شخصا يوم الجمعة واقتحم أنصار حماس مجمعات تستخدمها القوة التابعة لعباس وأضرمت النيران في جامعتين كبيرتين.ويقول بعض المحللين ان دعم بلير المطلق للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق ورفض حكومته الدعوة لوقف فوري لحرب لبنان التي نشبت العام الماضي أضعف موقفها في المنطقة.
وقال نديم شحاده وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط بمركز كاثام هاوس للابحاث في الشؤون الخارجية quot;بريطانيا قد تكون في وضع يسمح لها بالمساعدة (في الشرق الاوسط) لكن توني بلير ليس كذلك. انه لا يتمتع بالمصداقية في المنطقة كي يكون وسيطا أمينا.quot;
التعليقات