طهران تحذر واشنطن: لاريجاني يلقي كلمة أمام مؤتمر ميونيخ
عواصم: أعلن مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني الاحد استعداد إيران لتسوية جميع القضايا العالقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال ثلاثة أسابيع. وقال لاريجاني أمام مسؤولين أمنيين من مختلف أنحاء العالم quot;كتبت إلى البرادعي لاقول إننا مستعدون وخلال ثلاثة أسابيع لحل جميع القضايا العالقة معكمquot;. وقد شهدت أروقة المؤتمر اجتماعا بين لاريجاني وخافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أكد سولانا بعده عدم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين.
وقال quot;لقد كان اجتماعا طيبا وقصيرا، وسوف نعكف على استكشاف الحلول الممكنةquot;. كما أشار سولانا إلى أن لاريجاني سوف يواصل مناقشاته مع المسؤولين الأوروبيين الذين يحضرون مؤتمر ميونيخ. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يرأسها محمد البرادعي قد أكدت أنها لم تجد دليلا على سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، لكنها انتقدت طهران لاخفائها أنشطة نووية معينة ورفضها الاجابة على بعض الاسئلة عن برنامجها.
وفي الوقت ذاته وعد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الاحد بالاعلان عن تقدم معين في البرنامج النووي الايراني يوم التاسع من أبريل/نيسان المقبل، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. وكرر أحمدي نجاد تأكيده على حق إيران في إنتاج وقود نووي دون أن يعني ذلك أي خروج على الشرعية الدولية. quot;عروض زائفةquot; واتهم الغرب بالتقدم بعروض زائفة من خلال الدعوة لاجراء محادثات ثم الاصرار على أن توقف طهران أنشطة تخصيب اليورانيوم أولا.
دوست بلازي
لكن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي صرح الاحد بأن عرض الرئيس الايراني بالاستمرار في البرنامج النووي والمفاوضات في آن واحد quot;غير مقبول بالمرةquot;. واكد دوست بلازي ان الاسرة الدولية تصر على ان تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم quot;بالكاملquot;، في حديث الى اذاعة في باريس اليوم الاحد.وقال دوست بلازي لاذاعة quot;راديو جيquot; التابعة للطائفة اليهودية ان quot;على (الرئيس الايراني) محمود احمدي نجاد الا يراوغ: يجب الاختيار بوضوح بين احترام مطالب الاسرة الدولية بالكامل وعزلة ايرانquot;.ودعا الى quot;التمييز بين اولئك الذين يريدون مجتمعا ايرانيا اكثر انفتاحا واولئك الذين يؤيدون رئيسا ايرانيا ينظم مؤتمرا حول المحرقة ويريد محو اسرائيل من الخريطةquot;.
وكان الرئيس الايراني يوجه كلمة أمام مسيرة حاشدة في طهران بمناسبة الذكرى الـ28 لقيام الثورة الاسلامية. ويهيمن البرنامج النووي الايراني على المؤتمر الامني الدولي الذي يعقد في ميونخ بألمانيا. يذكر أن الامم المتحدة حددت مهلة لايران تنتهي هذا الشهر لتوقف تخصيب اليورانيوم وإلا واجهت عقوبات اقتصادية دولية أوسع. وقال أحمدي نجاد إنه لا نية لدى إيران للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنه أضاف أن تخلي إيران عن برنامجها النووي سيمثل خطوة quot;مذلةquot;. وقد أصبح المؤتمر الامني، الذي تأسس عام 1962، فرصة سنوية لقادة العالم لمناقشة القضايا الاكثر أهمية.
وفي وقت سابق قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أمام المؤتمرين إن المجتمع الدولي عازم على الحيلولة دون حصول إيران على أسلحة نووية.
وأصر لاريجاني على موقف بلاده بأنها تسعى للحصول على طاقة نووية وليس أسلحة نووية. ويأمل مسؤولون أوروبيون أن يعقدوا محادثات غير رسمية معه حول الملف النووي الايراني في ميونيخ. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت أنها جمدت ما يقارب نصف معوناتها التقنية إلى إيران تطبيقا للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على طهران أواخر العام الماضي. وقد تم تعليق 22 مشروعا يشتمل على معونات تقنية، وفقا لتقرير للوكالة.
يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمنح مساعدات تقنية لعشرات الدول لتعينها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية في مجالات الطب والزراعة وتوليد الكهرباء. وللوكالة 55 مشروعا من هذا النوع له علاقة بطهران، بينها 22 تم تجميدها الآن تطبيقا للعقوبات الدولية التي تطالب بإيقاف كل المشاريع التي قد تستغلها إيران لانتاج أسلحة نووية. ومن المتوقع أن يقر مجلس أمناء الوكالة الخطوة التي أوصى بها مدير الوكالة محمد البرادعي رسميا في الاجتماع المقبل له الشهر القادم.
وقد ضغطت واشنطن على الوكالة لاتخاذ موقف صارم تجاه طهران. كما قال مسؤول رفيع في الأمم المتحدة لوكالة رويترز للأنباء إن الخطوة تشكل quot;خفضا بارزاquot; للمساعدات التقنية لإيران.
التعليقات