هافانا: كان الشقيقان فيدل وراوول كاسترو نجمي عطلة نهاية الاسبوع الماضي في كوبا حيث عرض اول شريط فيديو لفيدل منذ اشهر وصدرت اشادات براوول بمناسبة بلوغه السادسة والسبعين بعد عشرة اشهر على توليه الرئاسة quot;بالوكالةquot;.

وظهر فيدل كاسترو في الشريط مرتديا بدلته الرياضية الحمراء والزرقاء التي الف الجميع مشاهدتها وهو يبتسم لرئيس الحزب الاشتراكي الفيتنامي نونغ دوك مان ويمازحه في موقع ابقي على سريته.

وقد بدأ في هذا المكان شهره الحادي عشر من النقاهة اثر خضوعه لعملية جراحية ارغمته على نقل السلطة الى راوول. وبالرغم من ظهوره هزيلا وشاحبا، بدا الزعيم الكوبي البالغ من العمر ثمانين عاما بحالة افضل مما سبق. وقد اعلن بنفسه اخيرا ان وزنه زاد وquot;استقرquot; بمستوى ثمانين كلغ.

والشريط الذي يستمر دقيقتين ونصف وبثه التلفزيون منتصف ليل السبت الاحد ثم اعاد بثه الاحد، هو الاول لفيدل كاسترو منذ 30 كانون الثاني/يناير حيث ظهر في شريط الى جانب حليفه الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، والسابع الذي يتم عرضه منذ اصابته بوعكة صحية.

وكان حذر في 24 ايار/مايو في احدى المقالات التي وجهها الى الكوبيين quot;في ما يتعلق بالافلام والصور التي تتطلب قص الشعر وتقليم اللحية والشاربين بشكل مستمر وعناية يومية متأنية، فليس لدي الوقت حالياquot;.

وقال فيدل كاسترو عن الزعيم الفيتنامي الذي التقاه على مدى ساعتين تقريبا السبت quot;انه شقيقquot; مضيفا عن فيتنام بحسب التعليق quot;انه بلد لن ننساه ابداquot;. وكانت اربع صور للزعيمين الكوبيين تتصدر الاحد صحيفة quot;خوبنتود ريبيلديquot;.

وتعود اخر صور التقطت لفيدل كاسترو الى 21 نيسان/ابريل خلال لقاء عقده مع وو غوانزنغ المسؤول الكبير في الحزب الشيوعي الصيني وبث شريط فيديو عنه على التلفزيون الصيني وليس في كوبا.

واكد رئيس البرلمان الكوبي ريكاردو الاركون الجمعة على شبكة سي ان ان الاميركية انه quot;يمكن القول عمليا ان فيدل كاسترو تعافى تماماquot; ولو انه quot;ما زال يتحتم عليه الخضوع لنظام صارم من التمارين الرياضية لاستعادة قوتهquot;.

والواقع ان الزعيم الكوبي نشر منذ 29 اذار/مارس عددا متزايدا من المقالات في الصحف الرسمية، حمل فيها جميعا على الرئيس الاميركي جورج بوش وعلى سياسته المتعلقة بالمحروقات البيولوجية.

وتجنب حتى الآن الحديث عن عودته الى ممارسة مهام الرئاسة. ويحاول المسؤولون الكوبيون تأكيد على استئناف مهامه قريبا. الا انهم يتجنبون ذكر اي تاريخ لذلك، فيما يستبعد معظم الكوبيين والمحللين ان يتمكن من استئناف نشاطه بالوتيرة التي كان عليها في الماضي.

وفي موازاة تسليط الاضواء على فيدل كاسترو، اشادت وسائل الاعلام الرسمية بشقيقه راوول بمناسبة عيد مولده السادس والسبعين الاحد. وتساءل التلفزيون الكوبي في نشرته الاخبارية مساء الاحد quot;كيف عسانا نهنئ العزيز راوول؟quot; عارضا صورا من الارشيف للمسؤول الثاني في النظام الكوبي الذي يتولى حقيبة الدفاع منذ الثورة عام 1959.

وقال الصحافي التلفزيوني quot;حين نراه ببزته الخضراء نشعر بالطمأنينةquot;، موجها تحية الى quot;الزعيم، الصديق والشقيقquot; الذي يوحي بquot;الاحترام والاعجابquot;. غير ان راوول كاسترو بقي بالرغم من المناسبة متمسكا بتحفظه المعروف فتجنب الظهور على وسائل الاعلام وفق النهج الذي يتبعه منذ ان عهد اليه شقيقه الاكبر بمهام الرئاسة في 31 تموز/يوليو وهو الذي لم يظهر علنا الا في المناسبات المفروضة عليه بفعل منصبه، مثل استقبال رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي السبت.

ونقلت الصحف ومحطات الاذاعة والتلفزيون الاحد الاشادات التي وجهها اليه اعضاء الحكومة والمنظمات الشبابية الشيوعية والقوات المسلحة، مشددة على quot;وحدة الصفquot; بين الشقيقين كاسترو.

ويعتبر راوول اكثر براغماتية من شقيقه خصوصا على الصعيد الاقتصادي. وقد كثف خلال الاشهر الماضية اتصالاته على مستوى عال مع الدول الآسيوية وفي طليعتها الصين وفيتنام، مقابل العلاقات الفاترة القائمة مع الدول الاوروبية باستثناء اسبانيا.