بهية مارديني من دمشق: تتكثف توقعات الأوساط السياسية في سوريا، وتنصب على أن هذا الصيف قد يشهد جولات ساخنة من القتال على مختلف الجبهات سواء في لبنان أو غزة أو حتى الجولان وهذا ما يشعر القادة السوريون بأن عملية السلام ماتت، وما يجري على هامشها مجرد مضيعة للوقت . وتشير مصادر مطلعة إلتقتها ايلاف في دمشق، إلى ان هناك نصائح روسية لسوريا بأن تخفف من تصريحاتها وألا تسعى الى جلب عوامل تأجيج جديدة للعلاقات مع واشنطن من قبيل الدفع باتجاه تشكيل حكومة ثانية في لبنان، أو تشجيع صقور حماس على مزيد من التعنت والتفرد وهي النصائح التي تأخذها سوريا بالإعتبار وتشير الى انها تعمل على اقصى ضبط ممكن للنفس، ولكن ليس الى ما لا نهاية .

وتؤكد المصادر على أن المناورات العسكرية الاسرائيلية الثانية في الجولان خلال اسابيع قليلة تدل على أن اسرائيل جادة بالفعل في التحضير لتفجير حرب في الشرق الاوسط أو أنها قررت فعلاً تنفيذ عدوان على ايران وتتحسب من دخول سوريا الحرب الى جانبها مستغلة الظروف وانشغال اسرائيل بحرب ضد ايران بهدف استعادة اراضيها المحتلة ولإعتبارات سياسية مهمة، وهي ان ضرب ايران اذا لم يتم الرد عليه بطريقة قاسية فإن موقع سوريا الاستراتييجي سيتضرر كثيرًا .

وعن احتمال ان تكون الحرب مشتركة تبدأها إسرائيل على ايران ثم تدخل اميركا الى جانب اسرائيل وسوريا الى جانب ايران، ترى المصادر ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تدخل بشكل فج وسافر في مثل هذه المغامرة، وهي اساسًا لو قررت ان تضرب ايران فلن تترك اسرائيل تتدخل في ذلك بهدف عدم استثارة الشارع الاسلامي والعربي. ولكن المصادر نفسها تلفت الى ان اميركا ستكون كالعادة مستودع السلاح واسرائيل هي اللواء الحربي المتقدم .

وعن حظوظ سوريا في مواجهة عسكرية مع اسرائيلي تقر المصادر بأن اسرائيل متفوقة على سوريا وبأنها قادرة على انزال خسائر مؤلمة بالسوريين ولكن بالمقابل فإن سوريا لديها من الوسائل ما يجعل اسرائيل تفكر كثيرًا قبل الشروع بالهجوم عليها.

وترى المصادر السورية بأن quot;النفاق الدولي وبعض النفاق العربي quot;يجعل من اسرائيل تتنمر على الفلسطينيين والسوريين، وتجعل منهم مجرد quot;لاهثين للصلحquot; خصوصًا بعد ان خرجت معظم الدول العربية القادرة والمثؤثرة من ساحة الصراع لحسابات كثيرة .

وعن التوقعات برغبة اميركا بتغيير النظام في سوريا، عبر عدوان اسرائيلي شامل عليها ترى المصادر أن من يتحدث بهذا الكلام ليس واهمًا فقط بل quot;يتمنىquot; معتبرًا quot;ان النظام في سوريا له عمق شعبي وقبول من مختلف اطياف السوريين quot; الذين سيكونون مع حكومتهم في كل الظروف.