جدة (السعودية): قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الثلاثاءإن بلاده سترسل بعثة دبلوماسية إلى العراق للبحث في إعادة فتح سفارة للمملكة في بغداد، مؤكدًا أن بلاده تدعم quot;الجهود الإقليمية والدوليةquot; لتحقيق الأمن في العراق. وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اللذين يزوران المملكة quot;لدعم الحكومة (العراقية) قمنا باستقبال بعثة للعراق في المملكة وتحدثنا في شأن الأمن وقررنا اننا سنرسل بعثة للعراق لنرى كيف سنبدأ بإقامة سفارتنا في العراقquot;.
وأوضح وزير الخارجية السعودية أن البعثة ستتألف من دبلوماسيين في وزارة الخارجية وتحفظ عن الكشف عن موعد زيارة البعثة للعراق. وأضاف: quot;من هذا الجانب المسألة في طريقها للتنفيذ وحلها بشكل يرضي الحكومتينquot;.
وكان العراق قد أعاد فتح سفارته في الرياض في شباط/فبراير الماضي للمرة الأولى منذ 1990 عندما اغلقت عشية حرب الخليج الاولى مع قطع العلاقات مع نظام صدام حسين. واعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2004 في اعقاب سقوط النظام السابق، إلا أن المملكة لم تعد فتح سفارتها في بغداد في ظل الأوضاع الامنية السائدة في العراق.
الى ذلك، اكد الامير سعود quot;ان المملكة حريصة على استمرار دعم الجهود الاقليمية والدولية تحقيقًا لأمن العراق واستقراره في اطار سيادته واستقلاله ووحدة اراضيهquot;. الا انه اعتبر ان quot;نجاح هذه الجهود مرهون بتحقيق العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية بين كافة ابناء العراق من مختلف شرائحهم وفئاتهم العرقية والدينية وانتماءاهم السياسية الأمر الذي يحمل الحكومة العراقية مسؤوليات كبيرة وتاريخية في بلوغ هذه الاهداف بمنأى عن التدخلات الخارجيةquot;.
كما رد الامير سعود على تصريحات السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد التي اتهم فيها السعودية وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط بتقويض جهود انهاء العنف في العراق. وقال وزير الخارجية السعودي إن هذه quot;التصريحات اذهلتني بالحقيقة لأنه كان (خليل زاد) في المنطقة ولم نسمع منه يومًا من الايام انتقادًا للاجراءات التي تتخذها المملكةquot;. واضاف quot;شرحي للموضوع انه لا بد انه تأثر بالأجواء في الامم المتحدة عندما ذهب الى نيويوركquot; بعد تعيينه سفيرًا في المنظمة الدولية بعد بغداد.
وكان خليل زاد قد قال لشبكة سي ان ان الاحد quot;لا شك في ان السعودية وعددًا من الدول الاخرى لا تبذل كل ما بوسعها لمساعدتنا في العراقquot; مضيفًا ان quot;بعضهم لا يكتفي بعدم تقديم المساعدة، بل انهم يفعلون اشياء تقوض جهود تحقيق تقدمquot;. كما اعرب عن الاسف بأن بعض الدول المجاورة للعراق ليس لها تمثيل دبلوماسي في بغداد. وقال الفيصل في الموضوع الامني العراقي quot;عبرنا عن قلقنا من استمرار الحالة الامنية في العراق واعربنا عن املنا بأننا سنتمكن من العمل عن كثب مع الحكومة العراقية بشان الاجراءات الامنية وخاصة بالتعامل مع النشاط الارهابيquot;.
وذكر في هذا السياق quot;كل ما يسعنا ان نفعله لحماية الحدود بيننا وبين العراقيين كنا نفعله على مدى الوقت واعتقد ان ما نحتاج إليه الآن هو من الطرف الآخر من الحدود وقد كنا على اتصال مع اصدقائنا العراقيين والاميركيين لزيادة الحماية على الطرف الاخر من الحدودquot;.

كما اضاف الامير سعود ان quot;تنقل الارهابيين اؤكد لكم انه بهذا الجانب، اي باتجاهنا، ياتينا من العراق والى السعودية وليس بالعكس من السعودية الى العراق، وهذه مسالة تشكل قلقا لحكومتنا ولهذا السبب نحن طلبنا التعاون والتنسيق بيننا وبين الجهات الامنية العراقيةquot;.
quot;سنحرص على حضورquot; المؤتمر الدولي للسلام
وقال الفيصل أيضًا إن بلاده ستحرص على حضور المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا الرئيس الاميركي جورج بوش لعقده في الخريف المقبل لإعادة اطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال الفيصل quot;بالنسبة إلى مؤتمر السلام قلنا قبل اننا مهتمون بمؤتمر سلام يعنى بجوهر السلام وقضايا السلام وقضايا تكون جوهرية، وألا يكون هذا مجرد منصة للقاء وحوار دون اثراء الجانب السلميquot;. واضاف quot;اما هل سنحصل على دعوة من الوزيرة لحضور هذا المؤتمر؟ عندما يتم ذلك سندرس الامر عن كثب وسنحرص على الحضورquot;.

واوضح الفيصل ان الجانب السعودي سمع من رايس شرحا لمبادرة الرئيس الاميركي حول مؤتمر السلام. واضاف quot;نعتقد ان المبادرة تضمنت العديد من العناصر الهامة والايجابية حول شمولية الحل وقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة الاطراف وتفكيك المستوطنات وحل مشكلة اللاجئين والقدس وهي عناصر تلتقي في مضامينها مع المبادرة العربية للسلام الشامل، وقد رحبنا بهذه المبادرةquot;.
وكانت السعودية قد رحبت على لسان quot;مصدر مسؤولquot; بدعوة الرئيس الاميركي لعقد مؤتمر دولي للسلام. ودعا الرئيس الاميركي الشهر الماضي الى quot;عقد مؤتمر دولي هذا الخريفquot; لاستئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط يضم تحت رعاية وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، الاسرائيليين والفلسطينيين وبعض الدول العربية.