الرئيس المصري خلال إجتماعه مع رئيس مجلس الشورى الإيراني |
غادر الرئيس المصري مبارك القاهرة أمس في زيارة مفاجئة إلى ثلاث دول خليجية هي الإمارات والكويت والسعودية، بعد يوم واحد من لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، وتحذير اسرائيلي لمصر من خطورة التهديدات الإيرانية، ما أثار تكهنات وطرح تساؤلات حول مغزى التحرك المصري المفاجئ إلى الخليج، وهل هو بقصد التحذير من التهديدات الإيرانية وتأكيد وقوف مصر بجانب دول الخليج فى مواجهة الأطماع والتهديدات الإيرانية، أم انه سعي لتسوية التوترات العربية -الإيرانية ومنع أي مواجهة غربية - إيرانية محتملة.
القاهرة: يرى محللون انه على الرغم من أنّ الهدف المعلن من وراء زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى ثلاث دول خليجية هي الإمارات والكويت والسعودية - وفقًا للبيانات الرسمية - هو quot;تأكيد الروابط القويةquot; التي تربط ما بين مصر وكل من الدول الثلاث التي تشملها الجولة، إلا أن محادثات الرئيس مبارك ستتطرق إلى الملف الإيراني في ضوء المقترحات الجديدة التي حملها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الى الرئيس مبارك فى لقاء القاهرة.
واجتمع الرئيس مبارك مع رئيس مجلس الشورى الإيراني الزائر لمدة ساعتين بحضور رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور. ووصف لاريجاني المحادثات عقب اللقاء بأنها كانت quot;جيدة جدًا وبنّاءةquot;، نافيًا وجود أي تعارض في سياسات بلاده من مساندة حزب الله وحماس وبين الموقف من تأييد الجهود المصرية لمساندة المصالحة الفلسطينيةquot;، مشيرًا الى ان quot;مصر بموقعها الجغرافي قدمت الكثير من المساعدات بكل شكل ممكن للشعب الفلسطيني.. ان مساندتنا لحماس معنوية ومساندة للتقارب بين الفصائل الفلسطينيةquot;.
الشيخ خليفة بن زايد مستقبلاً الرئيس حسني مبارك |
وحمل رسالة لاريجاني الى مبارك من نظيره أحمدي نجاد تتضمن عرض إيراني جديد quot;لتسوية التوتراتquot; بين الدول العربية والدولة ذات الأغلبية الشيعية. وأكدت مصادر مطلعة quot;لإيلاف quot;ان الرئيس مبارك توجه الى دول الخليج لمناقشة هذا الاقتراح الذي يتضمن quot;تطمينات إيرانية ونهجا جديدًا في معالجة القضايا العالقةquot;.
وتشعر الدول العربية بقلق بالغ إزاء تزايد النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، ودعمها لجماعات مسلحة مثل حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني بالإضافة الى برنامجها النووي. وتخشى من عدم الاستقرار فى المنطقة فى حال اتخذت إسرائيل أو الولايات المتحدة إجراءات عسكرية لوقف طموحات إيران النووية. كما تشعر هذه العواصم بالقلق من تقديم واشنطن تنازلات لإيران في أي حوار من شأنه أن يعزز من قوة طهران الإقليمية على حسابها.
وتحاول إيران استعادة علاقتها الدبلوماسية مع القاهرة، التي قطعت عقب توقيع مصر اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979، واستضافة مصر للشاه المخلوع محمد رضا بهلوي. وقالت المصادر ان الرئيس الإيراني جدد فى رسالته التى حملها لاريجاني دعوته لإعادة العلاقات فورا، إلا ان مصر ترى ان هناك عقبات تحول دون عودة العلاقات يجب على إيران إزالتها حتى تعود الأمور لمجراها الطبيعي.
وطالما انتقدت القاهرة تدخل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية. وسبق ان طالبت طهران بإزالة لوحة جداريه كبيرة لقاتل الرئيس المصري السابق أنور السادات، خالد الاسلامبولي، وتغيير اسم الشارع الذي يحمل اسمه فى طهران.
وقد أكد الرئيس مبارك فى لقائه مع لاريجاني quot;رفض القاهرة لأي محاولة لابتزاز للعواصم الخليجية أو محاولة إجبارها على اتخاذ مواقف تتعارض مع مصالحها الوطنيةquot;، فى إشارة الى مطالبات إيران بضم مملكة البحرين إلى إيران باعتبارها إحدى محافظاتها، وتهديداتها المباشرة من خلال دعمها للحوثيين في شمال اليمن في حربهم ضد السعودية.
أمن مصر القومي
ويقول السيد عبد الحميد المحلل والباحث السياسي بأحد المراكز المتعددة التخصصات quot;لإيلافquot; ان أمن مصر القومي يبدأ من الخليج، مشيرًا إلى أنه على الرغم من التوتر في العلاقات المصرية ndash; الإيرانية إلا ان مصر ترى أحقية إيران فى امتلاك برنامج نووي للاغراض السلمية، وترفض تماما استخدام القوة العسكرية ضدها لما تفرضه من تهديدات وتداعيات خطيرة على امن المنطقة واستقرارها. quot;ولذلك تفضل القاهرة الحوار والدبلوماسية فى معالجة هذه القضية quot;.
ويتصور عبد الحميد ان زيارة الرئيس مبارك إلى دول الخليج ليست للتحذير من التهديدات النووية الإيرانية بقدر التباحث مع زعماء الدول الثلاثة بشأن quot;استكشاف سبل لمنع اى مواجهة عسكرية إيرانية ndash; عربية محتملة quot;.
وقد حذر وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان بعد لقاء استغرق ساعة مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان الاحد مصر من التهديدات الإيرانية وقال ان quot;مصر لديها الكثير الذي ينبغي أن تخشى عليه من إيران أكثر من خشية إسرائيل للجمهورية الإسلاميةquot;. وأضاف ليبرمان أن quot;الخطر الأكبر في الشرق الأوسط حاليا هو إيران التي تعد تهديدًا أكبر للدول العربية المعتدلة عن تهديدها لإسرائيل، وانها تحاول تكرار نموذج حزب الله في مصر والأردن واليمنquot;.
التعليقات