بغداد:اهدى الشاعر العراقي جليل خزعل بلاده جائزة عربية مهمة في مجال تخصصه بأدب الاطفال، مؤكدا انه في كل يفوز فيها بجائزة يشعر أَولاً أنَّ الفائز هو العراق، وهذا ما يزيد من سعادته بالفوز، ثم يشعر أن هذا الفوز هو نوع من رد الاعتبار له، ولجميع زملائه العاملين في مجال أدب وثقافة الأطفال المهمشين من قبل المؤسسات الرسمية،
فاز الشاعر العراقي جليل خزعل، المتخصص في ادب وثقافة الطفل، بالجائزة الأولى لمسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال التي تنظمتها الهيئة العربية للمسرح التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، جاء ذلك بعد ان اعلنت الامانة العامة لهيئة المسرح العربي نتائج الدورة الخامسة من المسابقة للعام 2013 حيث بلغ عدد المتنافسين هذا العام، أربعة وثمانين متنافساً من أغلب البلدان العربية، وقد مرّت النصوص المشاركة بثلاث تصفيات، تأهل منها للمرحلة الثانية 48 نصاً، ثم تأهل للمرحلة الثالثة 26 نصاً. فازت منها ثلاثة نصوص حيث حصل الكاتب جليل خزعل من العراق على الجائزة الأولى عن نصه ( هدية العصفور )، وحصلت الكاتبة صفاء البيلي من مصر على الثانية عن نصها (استغماية )، فيما كانت الجائزة الثالثة من نصيب الكاتبة الأردنية هيا صالح عن نصها ( من حقي) وسيتطبع النصوص الفائزة في كتاب خاص يصدر الهيئة العربية للمسرح. وسيتم تكرم الفائزين ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي السادس الذي سيقام في العاشر من شهر كانون الثاني القادم في الشارقة، وتعد هذه المسابقة أهم المسابقات على الصعيد العربي التي تسعى إلى تعزيز مكانة النص المسرحي في المشهد الثقافي.
وقد اكد الشاعر جليل خزعل في حوار مع (ايلاف) أن شعر الأطفال هو ميدانه الأول، معترفا أن مسرح الأطفال فعالية ثقافية في غاية الأهمية، وهو يقدم للطفل متعة، وفائدة تفوق بكثير ما يقدمه الشعر والقصة مجتمعان،فالمسرح (أبو الفنون).
* ما هو شعورك وأنت تفوز بهذه الجائزة؟
-خلال مسيرتي الطويلة التي تمتد قرابة الخمسة وثلاثين عاماً في ميدان أدب وثقافة الطفل، حصلت على الكثير من الجوائز المحلية والعربية، فأنا صاحب الرقم القياسي رسمياً في عدد جوائز الإبداع التي تمنحها وزارة الثقافة في العراق من بين جميع المبدعين العراقيين الذين يكتبون للكبار والصغار، فقد حصلت على جائزة الإبداع خمس مرات متتالية، كما حصلت على جوائز عربية في مهرجانات أغنية الطفل العربي، ومسرح الطفل العربي، ومهرجان القاهرة الدولي للبرامج الاذاعية والتلفزيونية، وكل مرة أفوز فيها بجائزة أشعر أَولاً أنَّ الفائز هو العراق، وهذا ما يزيد من سعادتي بالفوز، ثم أشعر أن هذا الفوز هو نوع من رد الاعتبار لي، ولجميع زملائي العاملين في مجال أدب وثقافة الأطفال المهمشين من قبل المؤسسات الرسمية، وفي مقدمتها وزارة الثقافة. على الرغم من ثقافة الأطفال في العراق، هي الفعالية الأبرز من بين كل الفعاليات الثقافية الأخرى.
* هل تجد أنها مسؤولية مضافة الى مسؤولياتك الاخرى؟
- أنا دائم الشعور بالمسؤولية سواء فزت بجائزة أم لم أفز، لأن الكتابة للأطفال هي بحد ذاتها مسؤولية كبيرة على عاتق من يقوم بها، فكاتب الأطفال هو المسؤول عن اعداد أجيال المستقبل، وبالتالي هو المسؤول عن القرارات المصيرية التي ستتخذها هذه الأجيال، والتي يتحدد على ضوئها مصير المجتمع بأكمله. كاتب الأطفال يشكل المادة الأساس في تفكير، ووجدان هذه الأجيال، من خلال ما يغرسه في عقولهم من قيم، ومفاهيم، هذه المرحلة الخطيرة من أعمارهم، والتي ترسم إلى حد كبير ملامح شخصياتهم في المستقبل، كما يشير إلى ذلك الكثير من علماء النفس، وعلماء التربية.
* ما حكاية هذا االنص وما الذي يتناوله؟
- هدية العصفور مسرحية شعرية موجهة لمرحلة الطفولة المتوسطة، يمتزج فيها الواقع بالخيال من خلال أحداث مشوقة تحدث في قرية هادئة، تسكن فيها شخصيات متناقضة منها مايمثل الخير، ومنها ما يمثل الشر، تهدف المسرحية الى غرس مباديء المحبة وقيم الصدق، والأمانة، والتسامح ونبذ العنف، واحترام الجار في نفوس الأطفال، كما تنمي فيهم مفاهيم الجمال، وتدعوهم الى النظافة والحفاظ على البيئة.
*هل من سر وراء تحولك من الشعر الى المسرح؟ايهما اقرب الى الطفل الشعر ام المسرح ام القصة؟
- هذه ليست التجربة الأولى لي في مجال مسرح الطفل، فقد كتبت الكثير من المسرحيات، التي مثلت في العراق وبعض البلدان العربية، صحيح أن شعر الأطفال هو ميداني الأول، لكنني أعترف أن مسرح الأطفال فعالية ثقافية في غاية الأهمية، وهو يقدم للطفل متعة، وفائدة تفوق بكثير ما يقدمه الشعر والقصة مجتمعان. فالمسرح (أبو الفنون) كما نعرف؛ كونه يشمل الشعر، والقصة والموسيقى، والرسم، والرقص، و التمثيل، و هذه الفنون عندما تتناغم بشكل صحيح، تشد الطفل وتأخذه في رحلة ممتعة جداً. وأنا شخصياً أراقب سعادة الأطفال، وأدوّن انطباعاتهم عن العروض، كلما حضرتُ مسرحية للأطفال. وغالباً ما أجدهم مندمجين، ومتفاعلين مع هذه العروض. فأتحمس للكتابة للمسرح، لكي أسعد هذا الجمهور الجميل.
*هل تعتقد أن الطفل ما زال يقرأ في ظل وسائل الاتصالات الحديثة والفضائيات؟
- وسائل الاتصال الحديثة سرقت القراء الصغار، وأخذتهم إلى عوالم أخرى بعيداً عن الكتاب، والمجلة الورقية التي كانت تجذب جيلنا، والأجيال التي تلتنا؛ لذا علينا اليوم أن نجتهد أكثر، ونبتكر الكثير من الطرائق، والوسائل المميزة التي تجعل الطفل يعود الى المطالعة.
عزوف الأطفال عن المطالعة في عصر الاتصالات ظاهرة عالمية، وقد نظمت الكثير من المؤتمرات والندوات، وكتبت الكثير من البحوث والدراسات حول هذا الموضوع، يمكن للمهتمين من الأباء والمعلمين الإطلاع عليها. والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا الجانب. وأنا هنا أحيي القائمين على الحملات التي بدأت في بلدنا تحت شعار (أنا عراقي، أنا أقرأ ) وأدعوهم، لتنظيم ندوات، أو لقاءات مع المختصين في هذا الجانب؛ من أجل عرض خبراتهم، وتجاربهم الناجحة في مجال تشجيع الأطفال على المطالعة.
*هل من أعمل أواصدارات أو مؤلفات جديدة.؟
- أصدرت قبل أيام سلسلة من أربعة كتب عنوانها (غابة الحروف) عن دار البراق لثقافة الطفل، و لي تحت الطبع مجموعة من الكتب الشعرية والقصصية في بيروت. كما ستصدر لي قريباً في الشارقة مجموعة من الأقراص التي تضم عدداً من الأغنيات والأناشيد التعليمية مصحوبة بالرسوم المتحركة. وكذلك لي تحت الطبع مجموعة شعرية عنوانها (الأميرة بغداد) ستصدر هذاالعام عن دار ثقافة الأطفال في بغداد، كما تجري الآن الاستعدادات في الدار المذكورة، لتمثيل مسرحيتي التي تحمل عنوان (كرخ ورصافة ) والتي ستقدم ضمن فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية
والجدير بالذكر أن الشاعرجليل خزعل يعد من أبرز شعراء الأطفال على الصعيدين العربي والعالمي. وقد أصدر أكثر من 60 كتاباً للأطفال في مجال الشعر، والقصة، والحكايات المصوّرة، والكتب العلمية. بالإضافة إلى عشرات البحوث، والدراسات، والمقالات الصحفية حول أدب وثقافة الطفل،كما كتب العشرات من الأغاني والأناشيد، والمسرحيات، وأفلام الرسوم المتحركة، والمسلسلات الإذاعية والتلفزيونية،وشارك الكثير من المهرجانات، والمؤتمرات الثقافية والأدبية الخاصة في أدب وثقافة الطفل. وحصل على جوائز كثيرة عن أعماله الأدبية للأطفال التي طبعت في أغلب بلدان الوطن العربي. وترجمت إلى اللغة الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، واليابانية، والكردية، والفارسية، والعبرية، وتدرّس نصوصه في مناهج الدراسة في مراحل رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والمعاهد والجامعات في العراق والكثير من الدول العربية