&
يحمل اختيار الفيلسوف العربي الإسلامي ابن رشد شخصية محورية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 26، الذي يقام في الفترة من 27 أبريل إلى 3 مايو 2016 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك وفق منهج يتيح إعادة الاحتفاء بالشخصيات العربية والعالمية المؤثرة في البناء والثقافة والتنمية، مؤشرا حيويا إلى أهمية التراث العربي الاسلامي المستنير ودوره في مواجهة الفكر المتشدد والمتطرف والضال، فابن رشد الذي يعد من أهم فلاسفة الإسلام، دافع عن الفلسفة وصحح للعلماء وفلاسفة سابقين له كابن سينا والفارابي فهم بعض نظريات أفلاطون وأرسطو، لكن أفكاره وآراءه عرضته لمحنة كبرى حيث اتهمه علماء الأندلس والمعارضون له بالكفر والإلحاد
له مؤلفات عدة في أربعة أقسام: شروح ومصنفات فلسفية وعملية، شروح ومصنفات طبية، كتب فقهية وكلامية، كتب أدبية ولغوية، لكنه اختص بشرح كل التراث الأرسطي. وقد أحصى جمال الدين العلوي108 مؤلفاً لابن رشد، وصلنا منها 58 مؤلفاً بنصها العربي. كما يصنف محمد عابد الجابري مؤلفات إبن رشد في سبعة أصناف: مؤلفات علمية تشتمل على اجتهادات في مجالات مختلفة كالفقه في كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد والطب في كتاب الكليات في الطب، الردود النقدية كرده على الغزالي في كتب الضميمة و فصل المقال و تهافت التهافت و رده على الأشاعرة في كتاب الكشف عن مناهج الأدلة، والمختصرات التي يدلي فيها ابن رشد بآراء اجتهادية ويعرض فيها ما يعتبره الضروري في الموضوع الذي يتناوله ككتاب الضروري في أصول الفقه أو مختصر المستصفى وكتاب الضروري في النحو
تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الدورة 26 من المعرض تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويعمل المعرض على إلقاء الضوء على شخصية ابن رشد، من خلال إقامة جناح خاص للفيلسوف الكبير، كما أن البرنامج الثقافي يتضمن ندوات متخصصة عن شخصية ابن رشد، وعن أثره وأعماله في تلقي المزيد من الضوء على حياته والأثر الذي تركه.
وتحتفي هذه الدورة أيضاً بضيف الشرف: إيطاليا التي ستقدم برنامجاً متكاملاً يتضمن فعاليات ثقافية ومهنية وفعاليات أطفال، إلى جانب مشاركة في ركن الطهي وركن الرسامين تبرز الوجه الثقافي لإيطاليا، وتضيء على الحوار الإماراتي الإيطالي الثقافي المتميز.
وتلقي إيطاليا الضوء في برنامجها المخصص للمعرض على إنتاجها الأدبي من خلال مجموعة مهمة من الجلسات الحوارية، التي سيشارك فيها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، وستعرض أهم الإصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص يشارك فيه أهم الناشرين في إيطاليا. وسيتضمن البرنامج الإيطالي عدداً من المحاضرات والمناقشات، بمشاركة نخبة من المتحدثين المتخصصين في قطاع النشر، فضلاً عن العديد من خبراء التعليم وتقنيات التعلم الحديثة، تحت عدة عناوين؛ أبرزها "السرد القصصي وكتابة التاريخ"، يقدمها فاليريو ماسيمو مانفريدي، "من الصفحة إلى الشاشة"، و"أهمية الشخصية" مع أنطونيو مانزيني، و"إيطاليا الغد: الفنتازية، والرسوم التوضيحية، والرواية لليافعين"، مناقشة مع بياتريس ماسيني وليشيا ترويسي، "القديسون، والملاحون و... الشعراء؟ الشعر الإيطالي في الألفية الثالثة" مع فاليريو ماغريلي، "استناداً إلى قصص واقعية: حينما يُلهم التاريخ الرواية" مع لويجي غارنياري، "على أعتاب نهضة جديدة: أمهات الكتب بوصفها الطريق نحو مستقبل الفن" مناقشة مع ميلانيا ماتزوكو وفينتشنزو تريون.

وقد قال جمعة عبد الله القبيسي، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب "تأتي هذه الدورة لتحمل في طياتها ثباتنا على الخطى التي رسمها لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ منذ أن افتتح أولى دورات المعرض في المجمع الثقافي، كما يحمل هذا العام برنامجاً يركز على القراءة وأهميتها، وستعكس هذه الدورة خلاصة تجربة سنوات طويلة من الخبرة التنظيمية للمعرض وصناعة النشر؛ فقد وصل المعرض إلى مرحلة متقدمة من الاحترافية التي جعلت منه أحد أكثر معارض الكتب نمواً في المنطقة، وقد وجدنا اهتماماً مضاعفاً من قبل ضيوف الشرف التي باتت أكثر حرصاً على التفاعل الثقافي والمهني والمعرفي معنا من خلال برنامجها المشارك، وهي أحد الأهداف الرئيسية التي نسعى إلى تحقيقها من خلال مبادراتنا ومشاريعنا المستمرة، وهي أن نجعل من أبوظبي منارة الثقافة العربية وعاصمتها".&