&
"كلمات، كلمات انكليزية مليئة بالصدى والذكريات والعلاقات ـ بطبيعة الحال، تتراقص على شفاه الناس في بيوتهم، في الشوارع، في الحقول منذ قرون". هكذا بدأت فرجينيا وولف حديثها الذي بثته اذاعة بي بي سي مسجلا أول مرة في 29 نيسان/ابريل 1937 في اطار سلسلة بعنوان "الكلمات تخذلني". ولم يبق من التسجيل الأصلي إلا ثماني دقائق ويُعتقد انه التسجيل الوحيد الباقي لصوت الكاتبة البريطانية التي انتحرت عام 1941.&
وبمناسبة مرور 75 عاما على انتحار وولف قرر القسم الثقافي في بي بي سي ترجمة حديثها الاذاعي الى رسوم متحركة استوحت فيها الفنانة فيبي هولستيد اعمالا في النقش على الخشب انتجتها فانيسا بيل شقيقة فرجينيا وولف. &وكان الحديث الاذاعي المسجل تحول ايضا الى مقالة أدبية ضمن مجموعة صدرت بعنوان "موت الفراشة ومقالات اخرى". واختصرت بي بي سي التسجيل الى دقيقتين من الرسوم المتحركة. ونشرت النص الكامل للتسجيل قائلة انه يتيح الاطلاع على نظرة وولف الى الكتابة وفرصة نادرة للاستماع الى صوتها.
واعتبرت وولف في حديثها "ان الكلمات هي ملك بعضها البعض... ولكي نستخدم كلمات جديدة بصورة صحيحة علينا ان نخترع لغة جديدة ، وهذه ليست مهمتنا رغم اننا سنواجهها. مهمتنا ان نرى ما يمكن ان نفعله باللغة الانكليزية كما هي. كيف نربط الكلمات القديمة في منظومات جديدة لكي تبقى، لكي تصنع جمالا، ولكي تقول الحقيقة. هذا هو السؤال". واعتبرت وولف "ان الكلمات، مثلنا، لكي تعيش براحتها تحتاج الى خصوصية".&
&
وختمت وولف حديثها الاذاعي بالقول "ان الكلمات تريد منا ان نفكر وان نحس قبل ان نستخدمها لكنها تريد منا ان نتوقف ايضا، أن نصبح لاواعين. فان لاوعينا هو خصوصيتها، وظلامنا نورها..."
&