&

&“Call me Ishmael” Herman Melville

& ناديني بوشعيب
وعلى ضحكها
أشارت بأصبعها أن أكلم
سكرتيرة أخرى
إسمي بوشعيب
إسم أحمله كالخطيئة
إسم يحمل الحصى
وقيظ الحر
وشم لا يفارقني
إسم يضعني في الواجهة
مفتوحا وعريانا
لا مكان للتخفي
إسم يصاحبني كالظل
تنقل في جهات عديدة

إسم ثقيل
يحمل معه قرى الشاوية
وأغاني العيطة
حلمت به
تمزقت به
فرحت به
ضاجعت به محافظات
&من الكنيسة الكاتوليكية
وأخريات دفع بهن القدر
إلى فراشي
أحبك أيها الأسمر الشقي
أحب الصحراء فيك
أحب خشونة لغتك
أحبك وأنت نائم
وأشفق عليك
وأنت تصيح كالمذعور
يخفق قلبك بقوة
كأن أضلعك ضاقت به
ماذا حدث لك هناك
وفي أي سماء عشت؟
ما آثار الخربشات
على الجهة اليسرى
من أسفل عينيك؟
هل عشت مضطهدا؟
ماذا تبقى منك؟ &
وماذ ضاع؟
ماذا حدث لك أيها الكائن الهش؟
هل عشت قساوة زمن لم أعشه؟
وأين ألبوم صورك؟
&لا صور معلقة على الحائط
لا شئ في الدار




يدل على أنك عربي
من أنت أيها الغريب؟
هل تركت كل شيء
وراءك
وأسلمته للعدم؟
لما لا تغير إسمك إذا؟
هل خرجت متسللا
كالهاربين&
إلى المنافي البعيدة
قبل أن تعانق سمائي؟
أحبك أيها الشريد
كما أحب المسيح وأكثر
ٱتمنى لو أستلقي
في جرحك
وأستريح
تقلقني الغيمة
التي تحجبك عني
وأحبك
انحنت برفق على صدرك
لتهدأ
وتستقر الحياة فيك
كم مرة أشفق على حبيبتي
تتعثر شفتاها&
يتلعثم اللسان
إسمي بوشعيب
العين في أقصى الحلق
اضغطي على لسانك برفق
حتى يرجع إلى الوراء
ويتقلص قيلا
لا عهد لها بهذا العذاب
هل أبلع لساني
لأنطق حرفك العربي
حنجرتك أهم من هذا الحرف
الألم في الجهة الأخرى
اسقطي العين من الإسم
وانطقيه هكذا بوشيب
حرري الإسم من العين
حرري العين من عقالها
لا تنسفي الإسم&
خذي الحروف وبعثريها
افضحي أسرارها
اجعلي التاريخ يطفو على السطح
خفيفا دون عصاب
فكي الإسم كما أفكك
&أزرار قميصك ببطء
كما تسرحي خصلات شعرك&
حين تلتوي



&&
لا تفرقي الحروف بعيدا
عن بعضها
اتركي للإتصال
&فرصة للتشابك
جمعي الأجزاء المثناترة
بطريقتك
عري الإسم من قداسته
وامنحيه الحياة في المدينة
اخرجيه من دائرة المتاهة
من تطاحن الدين&
اغمسيه في مائك حتى يَتَبَلَّل
وانفخي من روحك فيه
حتى يستوي
حتى يستفيق من غفوه&
برأت العين
من عصاب التاريخ
وانكماش اللحظة
وعانقت عصرا
ليس لي
وقفت على رؤوس أصابعها
الظهر مستقيم
اليدان اشتبكتا
حتى رسما دائرة
مَددت عنقها إلى الأمام
وارتفع رأسها قليلا
وبدأت ترقص الباليه
ارتفعي قليلا أيتها الأميرة النا ئمة
اعزفي أغنيتك
ولحنك الأبدي&
فقد أضاء نهارك ليلك
وتذكرت كم مشيت
منحني الكتفين
مقوس الظهر كالعليل
إسمي بوشعيب
كنت أفرك عيني في الصباح
أقاوم نعاسا شهيا
الساعة السابعة صباحا
موعد الذهاب إلى الكتاب
والإستماع إلى أناشيد الموتى
وتهوي عصا الفقيه الطويلة&
على ظهري حين أخطئ
كأني مسيحي صغير
كيف أعبر للجهة لأخرى&
لأرى ما تراه
لَكِ الفن٬ الرقص، وموسيقى الجاز
ولي كتاب أرهقني حمله
لك الإنتصارات،والأنوار
ولي الظلام
لك الأعرس ولي المراثي