لا تكتب نصَّا لا يهيمُ على وجههِ في الطُّرقاتِ
كمتشرِّدٍ ، أو كطفلةِ يتيمة ،
أو مثل الكلبِ الأجربِ على رصيفِ الحانة.
لا تكتب نصَّا ، يتجوَّلُ في حدائقِ المُدَّاح
ينثرُ عليهم ، دموعهُ العادِمة الخانقة الانفاس&
ويسرقُ من أفواههم &وردة اصطناعية.
لا تكتب نصَّا &ينزوي على قارعةِ القِراءة
بينما المعنى ينتقلُ من قارئٍ إلى آخر
كما تنتقلُ فتاةُ الليل.
لا تكتب نصَّا &لا يحترفُ نصبَ كلماتهِ&
كميناً للحياة&
أو يخجلُ من رفعِ حركاتهِ
كفخذي البلاد.
لا تكتب نصّا &يعيدُ سردَ الحكايات
فالتكرارُ يخنقُ&
كما هذه الحروب .
لا تكتب نصّا &يكونُ علامةً ،
فعلاماتُ المرورِ لا يلتزمُ بها شاعرٌ ضال
و حوادثُ الكِتابةِ &كثيرةٌ .
لا تكتب نصّا &يكشفُ عن نفسهِ &أمامَ مِشْرحِ النّاقدِ العجوز
بينما الكلماتُ &تتعرّى أمام الجميع .
لا تكتب نصّا ، يحضرُ كمُتَّهمٍ ذليلٍ في محكمةِ اللُّغة ،
فكلُّ نصٍّ لا يلتمعُ كخنجرِ الجريمة &لا يعوَّلُ عليه.
لا تكتب نصّا ، يحضرُ في جمهرةِ التصفيق&
كعارضةِ أزياءٍ ممشوقة ،
فالأضواءُ &تجرحُ جبينَ العتمةِ
و تُخفي مِلحَ انفِجَارك.
لا تكتب نصّا &تحسبهُ أصيلا
فالأصالةُ نسبُ الواهنين
وشرعيَّةُ السُّلطانِ في بلادِكَ ،
وأنتَ، محضُ سُلالةٍ هجينة.
لا تكتب نصّا &يحضرُ في المناسبات يتزيّى كرجلٍ صالح&
أنتَ الغيابُ ، فاكتب كما يليقُ بفضاءِ مقعدٍ شاغر.
لا تكتب نصّا &يطلبُ التماسكَ مثلما يمتهن الانبياء&
وأنتَ كما أنتَ ؛ صعلوكٌ ينمو في التَّشتُّت.
لا تكتب نصا ، وتنتظمَ في كِذبتهِ ،
فالنصُّ &يكذِّبُ كاتبهُ و مزيجه.
لا تكتب نصّا ، بغيرِ أصابعَ محترقة
فالكلماتُ &جثثٌ ،تنتظرُ نارا &لتشتعِلَ .
لا تكتب نصّا &قبلَ أن يُصفّى دمُكَ
فحروفُ التاريخِ مزوَّرةٌ دون دماء".
فاكتب بدمكَ ،
ليُخلقَ جسدُكَ نصّا
وتنجو من المكيدة&
&