& احتضنت قاعة حوار في منطقة الوزيرية ببغداد المعرض الشخصي الخامس عشر للفنان التشكيلي علي الطائي الذي حمل عنوان (عشق مدينة) وافتتحه الفنان سعد الطائي ،وتواصل عدة ايام .
&
& & & ضم المعرض &30 &لوحة ، رسم فيها الفنان علي الطائي (68 عاما) اثنيالات روحه للمدينة التي يعشقها جدا وتوضح فيها شغفه وهي مدينته (بعقوبة) مركز محافظة ديالى التي فارقها على مضض لتظل حكايات الوانها واطياف جمالها تتسامى في مخيلته باذلا الحنين اليها على مر الايام لتكون تلك اللوحات &انطباعات قلبه عن مدينته، زاد من هذه الاشواق ما شهده افتتاح المعرض من عزف موسيقي على البيانو للعازف عمر محمد فاضل اضفى على المعرض سحرا فاض بالحنين الذي ارتآه الفنان في حكاياته مع تصوراته والوانه .
كان ينظر من نافذة قلبه وكأنه ينظر من نافذة من احد بيوتات المدينة ،فتأتيه الفر شاة بالالوان الطبيعية ،يتطلع من خلالها الى الوجوه التي تنبض بالفرح والاجسام التي ممتلئة بالصحة ويقتفي اثر الابتسامات ،مثلما يعانق بمسراته القباب والمنائر ،كل الالوان تهرع اليه بسعادته .
&
من وحي ذاكرته
& & في المعرض تتحدث اللوحات بكل ما فيها عن حكايات الرسام مع مدينته ، انه يذهب الى تفاصيل الكثير من اشيائها ليظهره هائما كأنه في بعض اللوحات يقول ان قلبه هو الذي ينبض على صدر اللوحة وليس الالوان تتماوج او تتمازج مع بعضها معبرا عما يجيش في نفسه وبما يمتلك من خبرة في الرسم تؤهله ان ينجح في ابداع لوحة مثالية ، خاصة انه لا يقف عند مدرسة فنية معينة بل انه يرسم حسب ما يحب وحسب خبرته، لذلك تبدو مكنونات لوحاته باذخة ، فهو يتحدث عن مدينته بكل حبه لها المتجسد في تفاصيل حياتها الجميلة التي يختزنها في ذاكرته لكنه لا يريد ان ينظر ما فعلته الايام بها بعد ان فارقها وهو يعرف انها تعاني من بعض الخراب، لكنه يريد لذاكرته ان تعرف غير ذلك الجمال ،جمال بيوتاتها وطبيعتها وناسها.
مدونة بصرية
الذين شهدوا المعرض في يوم افتتاحه اكدوا ان الفنان علي الطائي فاجأهم مرة اخرى برسوماته عن (بعقوبة) التي سبق ان رسمها ، وكانت المفاجأة مثلما قالوا تكمن في قوة الأعمال والتكنيك القوي، اي السيطرة على الالوان.، مثلما كان المعرض مميزا وبشهادة الكثيرين وهذا ما جعله يشعر بزهو وفرح كبير ويحمد الله رب العالمين، وهذا ما نجده ايضا في حديث الناقد التشكيلي الدكتور جواد الزيدي الذي قال : ان الفنان علي الطائي يكتب سيرة ذاتية او مجموعية، او سيرة مدينة عبر مدونته البصرية متخذا من التمرحل الاسلوبي منهجا للوصول لخلاصات فكرية تحيط العياني لديه، من واقعية صور الطيور والحيوانات والعاب الطفولة والبيوت المفتوحة على البراءة مرورا بالتعبيرية التجريدية التي تفضحه صورة شبحية لقباب الجوامع وبيوت غافية على افياء اسراب من نخيل بعيد.
&
مدينتي عشقي الكبير&
يقول الفنان علي الطائي لـ(ايلاف) :المدة التي استغرقتها في رسم لوحاتي الثلاثين هي أكثر من &ستة اشهر .
& &واضاف : انا اعشق مدينتي بعقوبة وهي عشقي الكبير وحياتي فيها وكل ذكرياتي، وكانت المعاناة الكبيرة لي عندما هجرت منها قسرا ،بقيت اعاني من الابتعاد عنها،وكنت ابكي لفراقها كيف وهي حبي الأول والاخير &لذلك أقمت &لها عدة لوحات ومعرضين.
&وأوضح : انا ارسم ما في ذاكرتي، ارسم واقعية الطيور والحيوانات ولعب الأطفال والأزقة والباب والشناشيل والبيوت المفتوحة على البراءة، بيوت غافية على افياء اسراب النخيل،وكانت مدينتي الحالمة &برائحة الندى في غبش الايام ،صورها باقية في ذاكرتي.
&وتابع : بعض اللوحات حولت المدينة الى فضاء ازرق انطلاقا من فجر العتمة، بعض اللوحات وشحت بألوان الطيف أو ألوان شروق الشمس بلون التراب&
&وختم بالقول :هذا المعرض هو خلاصة خبرتي على مر السنوات، والجديد فيه هو استخدام الواقعية الحديثة وتفكيك بعض مساحات اللوحة من حيث التكوين الانشائي، هو خلاصة تجربتي على مر السنين ،لأول مرة اعرض وانا مرتاح من كل لوحاتي واحبها كلها بشكل متساوي وكان المعرض مفاجأة &للكثيرين من المتابعين لاعمالي.
&