يتفق خبراء ومحللون في سوق النفط العالمية علىأن زيادة إنتاج النفط الخام من العراق أو أي دولة أخرى لن تؤثر على السعودية كثيرًا، مشيرين إلى أن المملكة تعوّض حاليًا النقص في سوق الإنتاج، وتنتج أكثر مما تحتاج بهدف تلبية الطلب العالمي على أسعار النفط.


محمد الحربي من لندن: أعلن العراق تشغيل حقل قرنة 2، أكبر حقوله غير المنتجة (حقل أخضر) في مدينة البصرة، والذي تطوّره شركة laquo;لوك أويلraquo; الروسية، وسط توقعات بأن يصل حجم إنتاجه في نهاية العام الجاري إلى نحو 420 ألف برميل.

وقال نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، إن: laquo;الحقل يعد ثاني أكبر حقل نفطي في العراق، وسيبدأ بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 ألف برميل يوميًاraquo;، مضيفًا أن laquo;الطاقة الإنتاجية ستصل في نهاية العام الحالي إلى نحو 400 ألف برميلraquo;.

رغم عرقلة الإقليم
يأتي ذلك في الوقت الذي توقعت فيه وزارة النفط العراقية أن تصل طاقة العراق الإنتاجية من النفط الخام في نهاية العام الجاري إلى نحو أربعة ملايين برميل يوميًا، منها 2.65 مليون برميل يوميًا تمثل الطاقة التصديرية لشركة نفط الجنوب.

أضاف الشهرستاني أن العراق تجاوز إنتاجه أعلى المستويات السابقة خلال الشهر الماضي، إذ بلغ إنتاج النفط ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل يوميًا، مشيرًا إلى أن الإنتاج كان قابلًا للزيادة، لو أن نفط إقليم كردستان العراق يسلم إلى وزارة النفط.

ويرى مراقبون أن تأثير ذلك على سوق النفط محدود جدًا في ظل مرونة السوق النفطية، وأنها قادرة على استيعاب أي إضافة جديدة، وسط تفاؤل بتعافي اقتصاد الدول المتقدمة خلال الأعوام المقبلة، لاسيما الولايات المتحدة، إلى جانب ارتفاع الطلب الصيني على النفط، مما جعلها أكبر مستورد للنفط الخام في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وأن ذلك لن يؤثر على إنتاج السعودية، لكونها تنتج وفق احتياج السوق العالمية، وليس لديها رقم معيّن تلتزم به نحو الطلب العالمي للنفط.

وكانت السعودية قد أنتجت 9.767 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام في يناير (كانون الثاني) انخفاضًا من 9.819 ملايين في ديسمبر (كانون الأول).

ترتيب أوضاع
ويرى الاقتصادي السعودي فضل البوعينين في تصريح لــquot; إيلافquot; أن أي كمية من النفط الخام تضاف إلى السوق تؤثر في حجم المعروض، وبالتالي تؤثر على الأسعار، مشيرًا إلى أنه في الغالب فإن سوق النفط تعيد ترتيب وضعها للمحافظة على مستويات الأسعار، خصوصًا أن أوبك تراقب الأسعار باستمرار.

وأضاف أن السعودية تعوّض حاليًا النقص في سوق الإنتاج، حتى وإن استدعى الأمر قيام السعودية بمراجعة حجم إنتاجها، لاسيما أن السعودية تنتج أكثر مما تحتاج بهدف تلبية الطلب العالمي على أسعار النفط.