لندن: شهدت بريطانيا العام الماضي انتعاشاً في الاستثمار بمساهمة شركات من سائر انحاء العالم في عدد قياسي من المشاريع بلغ 2213 مشروعاً، بينها مشاريع في البنية التحتية ومعامل في قطاع الصناعة التحويلية ومشاريع في علوم الحياة.

وارتفع عدد المشاريع المدعومة من الخارج بنسبة 11 في المئة موفرة 82650 فرصة عمل فضلا عن صيانة أكثر من 30 الف وظيفة موجودة ، ودفع عجلة النمو في الفترة التي سبقت الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي في 23 يونيو الماضي. 

وتأتي هذه الأرقام التي نشرتها وزارة التجارة الدولية مع طائفة من البيانات الجديدة عن الفترة التي اعقبت الاستفتاء مبينة ثقة المستهلكين البريطانيين واستمرار الشركات في تشغيل الأيدي العاملة. 

وكانت الولايات المتحدة اكبر مصدر للتمويل بدعمها 570 مشروعا،ً ولكن بريطانيا كانت ايضا الأولى بين البلدان الاوروبية في تلقي الاستثمار من الاقتصادات الناشئة بدعم الشركات الصينية 156 مشروعاً ودعم التمويل الهندي 140 مشروعاً.

وقال وزير التجارة الدولية ليام فوكس ان هذه النتائج تبين ان بريطانيا ما زالت هي المكان الأفضل للاستثمار. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن فوكس قوله "ان استمرار هذه الثقة ببريطانيا يساعد على استدراج الاستثمار الاجنبي لإيجاد وظائف وضمان وفرص للمواطنين في انحاء بريطانيا".

في هذه الأثناء شهدت مخازن البيع بالتجزئة والأسواق التجارية زيادة الأشخاص الذين يزورونها ليلا وتزايد ارتياد المطاعم خلال العطل الرسمية رغم هبوط حجم التسوق نهاراً بسبب استحواذ الانترنت على حصة أكبر من المصروفات العائلية.

وإجمالا هبط حجم التسوق بنسبة 4.1 في المئة خلال العام استمرارا للاتجاه الذي بدأ منذ سنوات نحو التسوق على الانترنت على حساب التسوق من مخازن كبيرة على اطراف المدن. 

وارتفع حجم التسوق المسائي بأكثر من 17 في المئة في حين ان الشراء من المتاجر المحلية في الشارع الرئيس بعد الساعة الثامنة مساء ارتفع بنحو 10 في المئة مع تزايد اقبال الزبائن على المطاعم والحانات.

كما وجد اتحاد الصناعة البريطانية ان زيادة تشغيل الأيدي العاملة في الشركات وخدمات الزبائن أعلى من المعتاد وان خطط الشركات الاستثمارية تتوافق مع المتوسط العام على المدى البعيد.

وقالت رئيسة قسم التحليل الاقتصادي في الاتحاد آن ليتش ان القطاع الخدمي اهتز بمياه بريكسيت وخاصة حين يتعلق الأمر بشعور الشركات بالتفاؤل ولكن التباطؤ الحقيقي في النمو على مستوى الوظائف المكتبية والصناعية "كان تباطؤاً متواضعاً نسبياً".

وأظهر استطلاع اجراه بنك لويدز ان 67 في المئة من العائلات البريطانية تنظر نظرة ايجابية الى اوضاعها المالية، وهي اعلى نسبة منذ بدأ البنك استطلاعاته هذه قبل خمس سنوات. ولكن ثلثي البريطانيين قالوا انهم متشائمون بآفاق الاقتصاد الوطني عموماً رغم تفاؤلهم بأوضاعهم الشخصية. 

وتبين الارقام الرسمية انخفاض معدل البطالة بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي فيما سجل الانفاق في تجارة التجزئة زيادة حادة على الضد من تشاؤم الشركات ، في مؤشر الى ان الخوف من تباطؤ النمو قد لا يكون مبرَّراً.

وقال روبن بولوك مدير بنك لويدز "ان المستهلكين يبدون ، في الوقت الحاضر على الأقل ، مصممين على تنحية المخاوف من حدوث تباطؤ في الاقتصاد الأكبر جانباً والاستمرار في الانفاق".

في هذه الأثناء وجدت دراسة اجراها بنك باركليز ان جميع مناطق بريطانيا أكثر ازدهاراً الآن منها قبل عام. وان اجمالي الناتج المحلي وثروة العائلة والانفاق والمداخليل كلها ارتفعت فيما هبطت البطالة في انحاء البلاد. وارتفعت الثروة العائلية بأعلى نسبة في اسكتلندا حيث ارتفعت بنسبة 13 في المئة تليها لندن حيث ارتفعت الثروة العائلية بنسبة 12 في المئة.

اعدت "إيلاف" المادة عن صحيفة الديلي تلغراف، الرابط الأصل من هنا:

http://www.telegraph.co.uk/business/2016/08/29/foreign-investment-boom-boosts-uk-growth-hopes/