«إيلاف» من دبي: استشرفت "قمة المعرفة" ضمن فعاليات دورتها الرابعة الملامح المستقبلية، الاقتصاد الإسلامي وسبل مواكبته للتطورات في ضوء الثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم، وذلك ضمن إطار جلسة نقاشية تحت عنوان "الاقتصاد الإسلامي في ظل الثورة الصناعية الرابعة".
واستهل الدكتور خالد الجناحي، المستشار العام لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، مشاركته في الجلسة بالتأكيد على مدى ارتباط الاقتصاد العالمي الحي بشكل عام بالثورات الصناعية التي شهدها العالم، بما في ذلك الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى أن الاقتصاد الإسلامي يشكل جزءاً لا يتجزأ من هذه المنظومة، حيث يعد بحد ذاته اقتصاداً حياً تشاركياً يتفاعل مع المستجدات والأحداث العالمية الحاصلة.
وأشار الدكتور الجناحي إلى أن الثورة الصناعية الرابعة تشكل امتداداً طبيعياً لمتطلبات الأفراد والمجتمعات المستمرة، حيث إن نشوء هذه الثورة يعد نتيجة طبيعية لهذه المتطلبات، والتي أسهمت بإيجاد حلولٍ تكنولوجية وتقنية تسعى لتلبيتها. مؤكداً أن الاقتصاد الإسلامي جزء لا يتجزء من هذه المنظومة، حيث شهد بدوره تطوراً كبيراً في منتجاته خلال الأعوام الماضية بهدف توفير حلولٍ اقتصادية ومالية تتناسب مع التطورات التي يشهدها العالم؛ مثل مفاهيم الاستزراع والاستصناع والتي تطورت بهدف توفير حلولٍ تمويلية لقطاعات الزراعة والصناعة.
واستطرد الدكتور خالد الجناحي أن الاقتصاد الإسلامي يكوّن شراكة وثيقة مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وتطورها، مؤكداً أن الاقتصاد الإسلامي يتفرد عن غيره من الاقتصادات العالمية بكونه اقتصاد كفاية يهدف إلى تحقيق رفاهية الفرد والمجتمع، وبالتالي دفعه نحو تكوين شخصية مبدعة خلاقة من خلال توفير المقومات الرئيسة للحياة، مختمماً مشاركته بالتأكيد على أهمية إيجاد معايير ثابتة ودولية، تطبق بشكل متماثل في جميع الأسواق العالمية.
وبدوره، أشار الدكتور وان محمد سليمان، مستشار في بنك التنمية الإسلامية، إلى أن اعتماد تقنيات تكنولوجية تهدف للحد من المخاطر يشكل أحد المحاور الأساسية التي تقوم عليها الثورة الصناعية الرابعة. ويتمثل ذلك جلياً من خلال استثمار حكومة دبي في التقنيات الرقمية الجديدة، وبخاصة تقنيات "البلوك تشين" بهدف تعزيز مواردها الاقتصادية.
وأوضح الدكتور سليمان أن هذه التقنيات الرقمية باتت تشهد نمواً كبيراً على المستوى العالمي خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعل من الضروري مناقشة الجانب الشرعي من دمج هذه التقنيات ضمن الاقتصاد الإسلامي.