لا حديث في صحافة لندن هذه الأيام سوى عن الانتقال المرتقب للنجم البلجيكي كيفين دي بروينه إلى الدوري السعودي، وبالطبع الأمر يستحق كل هذا الاهتمام، فالنجم البلجيكي هو صانع الألعاب أو بالأحرى "صانع الأهداف" الأفضل في العالم دون منازع، كما أنه كلمة السر في توهج مان سيتي خلال السنوات الأخيرة، وفي تألق بيب غوارديولا "تكتيكيا"لأنه يبني عليه خططه وفكره الهجومي، بل إن دي بروينه يقوم بأدوار مركبة دفاعاً وهجوماً، ويملك مزيجاً مذهلاً من الشجاعة والهدوء.

هل يفرط السيتي بالنجم الأول؟
سر الدهشة كذلك أن مان سيتي لا يفرط بنجومه لأسباب مادية، فهو النادي الأكثر مقدرة على دفع أعلى الرواتب، وشراء أفضل النجوم، ولكن يبدو أن العرض السعودي أكبر من أن يتم تجاهله، فمن المرجح أن تكون قيمته أكثر من 100 مليون يورو، وهو رقم كبير من شأنه أن يعيد التوازن المالي لمان سيتي، خاصة أن قانون اللعب المالي النظيف لا يمكن تجاهله في أوروبا، فضلاً عن أندية البريميرليغ اتفقت على تشريع قانون "لعب مالي نظيف انكليزي"، يحدد سقف الإنفاق أيضاً.

ضربة قوية
دي بروينه في حال انتقل إلى الدوري السعودي، فسوف تكون ضربة موجعة جديدة لبطولات الدوري في أوروبا، ومؤشر على أن الدوري السعودي في طريقه فعلياً لمنافسة البطولات العالمية، وجذب أفضل النجوم، فالنجم البلجيكي يبلغ 32 عاماً، ولايزال في قمة العطاء والتأثير، مما يعني أن دوري السعودية لا يجذب نجوماً في نهاية مسيرتهم فحسب، بل يمكنه أن يغري النجوم الذين لازالوا في قمة العطاء والتأثير.

موقف غوارديولا
ويظل السؤال المحير، كيف يوافق بيب غوارديولا على التضحية بروح الفريق؟ كيف يفرط في "سلاحه التكتيكي"؟ أم انه نوع من التحدي الذي يتوجب عليه قبوله لإثبات قدرته على صناعة من هو أفضل من كيفين دي بروينه، وسد فراغ أي نجم يغيب أو يرحل عن صفوف الفريق؟ بالطبع يجب على المدرب الأفضل في العالم أن يتحرك لتعويض أي لاعب، سواء باستقطاب نجم واعد، أو تغيير دور لاعب ما في الفريق، وهي فرصة سانحة له لكي يتخلص من السمعة التي تطارده، وهي أنه يعتمد على مهارات أفضل نجوم العالم، ومن ثم يمكن لأي مدرب في العالم أن يحقق بهم المعجزات.

الأكثر أناقة
على أي حال سيظل كيفين دي بروينه أحد أكثر اللاعبين مهارة وأناقة في الأداء، وتأثيراً في النتائج، ومقدرة على تحويل دفة أي مباراة بتمريرة سحرية في غفلة من الجميع، ومن ثم سيظل معشوق الجماهير سواء ممن يشجعون السيتي أو جماهير الأندية الأخرى، وانتقاله للدوري السعودي سوف يكون بمثابة الطفرة الجديدة في المشروع الكروي السعودي.