إيلاف من القاهرة: إفتتحت الفنانة رغدة رسمياً أمس عرض مسرحيتها الجديدة "الأم شجاعة"، وهو العمل الذي أعادها إلى الخشبة بعد 5 سنوات من الغياب. حيث كانت آخر أعمالها بلقيس على مسرح ميامي نفسه.

ورغم ضعف الحملة الإعلانية المصاحبة لموعد إنطلاق العرض بعد تحضيراته التي استمرت لحوالي العام، امتلأت غالبية مقاعد الصالة بحجوزاتٍ مسبقة، فيما وعد القائمون على إدارة المسرح بتكثيف الدعاية خلال الفترة المقبلة مع استمرار العروض خلال أيام عيد الأضحى.

واللافت أن الصعوبات الفنية والتقنية التي تواجه العاملين في مسارح الدولة لم تمنع صنّاع العرض من تقديم تجربة مختلفة وجيدة ستنضح بشكلٍ كافي خلال الأيام المقبلة مع تفادي الأخطاء التقنية البسيطة التي وقعت بسبب عدم تجهيز المسرح بتقنياتٍ حديثة.

في التفاصيل
وتدور أحداث المسرحية حول شخصية الأم شجاعة راعية الحروب التي تتلون بالمذاهب المختلفة من أجل ترويج بضاعتها وتفقد ابنها لعدم رغبتها في سداد الفدية. وعندما تُقتَل ابنتها على يد الغزاة تتركها دون دفنها لتحمي أبناء بلدتها، بينما تذهب لترعى حرباً جديدة، وتحقق مبيعات جديدة من تجارتها، وتقول: "الحي أبقى من الميت، والقرش أبقى من الإثنين"، حيث أنها سائقة كارو تتاجر بكل شيء.

وتناقش المسرحية قضية تجارة السلاح والموت والدمار الذي تسببه الحروب، حيث ترصد كيف تتحول حياة الأشخاص إلى حزن بفقدانهم أقاربهم ومدى الرعب الذي يصيبهم وتداعياته في ظل التزايد المستمر لتجار السلاح ورافضي السلام الذين يؤججون الصراعات المذهبية طمعاً بازدياد ثروتهم. 

هذا ويُحسب لرغدة أدائها الراقي للشخصية وتعايشها مع تحولاتها وانفعالاتها السريعة، وأيضاً مساعدتها للممثلين الشباب الذين جسدوا أدوار أبنائها، خاصةً ندى فقيه التي قدمت دور ابنتها الفتاة الصماء التي ترفض سياسة والدتها بعد أن ترى أشقاءها يموتون أمامها، بينما لا تضيّع والدتها وقتاً في البكاء عليهم، بل تُشغِل نفسها لتحقيق المزيد من الأموال باعتبارها الملاذ الآمن الذي لا تشبع منه أبداً.

من جهةٍ أخرى، لقد نجح للمخرج محمد عمر باستعانته بممثلين جيدين نجحوا بإيصال رسائل أدوارهم، بالإضافة للإداء الجيد الذي ظهر في اللوحات الراقصة، إلا أن البعض رأى أنه عليه اختصار مدة الوصلات الراقصة ليكون العمل أكثر فائدة ومنعاً لشعور الجمهور بالملل.
تصوير فوتوغرافي: شريف عبد ربه