"إيلاف" من بيروت: صرّحت الشرطة الروسية يوم أمس أنها فتحت تحقيقاً جنائيا ًبعد سلسلة من الإحتجاجات العنيفة التي تضمنت إضرام نار بسبب فيلم عن آخر قياصرة روسيا. وهو فيلم بعنوان "ماتيلدا" للمخرج أليكسي أوتشيتيل الذي يحكي قصة علاقة غرامية بين نيقولا الثاني آخر القياصرة الروس وراقصة الباليه نصف البولندية ماتيلدا كشيسينسكايا التي كانت قد دونت تفاصيل العلاقة في مذكراتها.

ومن المقرر عرض الفيلم عالمياً في أواخر أكتوبر تشرين الأول، رغم احتجاجات المحافظين الدينيين الذين يعتبرونه تصويراً غير لائق لرجلٍ تعتبره الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية شهيداً. 

وفيما أعلنت بعض دور العرض أنها لن تطلقه في صالاتها بسبب التهديدات التي تلقتها من المتشددين، أوضحت الشرطة في بيانها أنه تبين وفقاً للتحقيق الجنائي بأن "دور العرض أُجبِرَت على عدم عرض الفيلم بعد تلقيها تهديداً بأن مشاهدي الفيلم سيتعرضون للعنف كما سيتسبب الفيلم في أضرار لملاك تلك الدور". علماً أن وكالة تاس الروسية للأنباء قد نقلت عن مصدر في الشرطة قوله أنها فتحت تحقيقاً على صلة بهجمات إضرام النار رفضاً لعرض فيلم "ماتيلدا" الذي تغاضى بيان الشرطة عن ذكر اسمه.

هذا وتُشير التقارير إلى أن شرطة موسكو قد ألقت القبض على متطرف مسيحي بناء على حكم قضائي بسبب نزاع بينه وبين ملاك سينما هددهم بالأذى في حال عرضوا فيلم "ماتيلدا". وقررت السلطات وضع المشتبه فيه ألكسندر كالينين الذي يرأس مجموعة "الدولة المسيحية" الراديكالية في الحبس الاحتياطي حتى الثاني والعشرين من نوفمبر المقبل لقيامه بعملية إكراه بحق أصحاب السينما.

يشار إلى أن النقاد أدانوا الفيلم التاريخي الذي يقوم الممثل الألماني لارس أيدينجر بالدور الرئيسي فيه بوصفه تدنيسا للمقدسات، لأن الكنيسة الروسية الأرثوذكسية طوبت القيصر الروسي الذي أعدمه البلاشفة في العام 1918 كشخصية مقدسة.

فهل يُعرّض الفيلم في روسيا بتدابيرٍ إحترازية أم ستنتصر يد القمع والتطرف على الإبداع في بلدٍ حكمته الشيوعية لعقودٍ طويلة ولا تزال المقدسات ونزعات التطرف الديني تلعب دوراً بارزاً فيه؟