أظهرت البحوث أنّ استبدال النقانق بخبز الحبوب الكاملة أو قليل من الطماطم أو حفنة من المكسرات قد يطيل العمر. ربما يبدو ذلك مجرّد استبدال بسيط، لكنّ إلغاء كمية صغيرة من اللحم الأحمر المصنّع من نظامك الغذائي ووضع البروتين النباتي مكانه يخفف من خطر الموت المبكر بنسبة 34%. كذلك الأمر إذا تخلّيت عن اللحم المقدّد والبيض.


ابتسام الحلبي من بيروت: قام باحثون في كلية الطب في هارفرد ومستشفى ماساتشوستس العام بمتابعة 130 ألف شخص لمدة 36 سنة، راصدين أنظمتهم الغذائية ونمط عيشهم ومرضهم ومعدل وفياتهم. ووجدوا أنّه في حال قام الرجل باستبدال 19 غراماً من البروتين الحيواني، أي ما يوازي حبة نقانق أو بضع شرائح من اللحم المقدد، بالمكسرات أو الخضار أو الحبوب الكاملة، سيقلّص خطر الموت المبكر. أما المرأة فيكفي أن تستبدل 15 غراماً حتى تحصل على النتيجة نفسها. وأدّى استبدال البيض بالبروتين الحيواني أيضاً إلى انخفاض خطر الوفاة بنسبة 19%. 

في المقابل، إنّ زيادة حصة البروتين الحيواني من السعرات الحرارية بنسبة 10% سبّبت ارتفاعاً بنسبة 2% في نسبة خطر الموت مهما كان سببه و8% في احتمال الموت بسبب أمراض القلب.
أهمية مصادر البروتينات
وأشار قائد الدراسة الدكتور مينغ يانغ صونغ، وهو عالم في مستشفى ماساتشوستس العام، إلى أنّ "اكتشافاتهم تدعم أهمية مصادر البروتينات الغذائية من أجل تحقيق نتائج صحية طويلة المدى. وبينما ركّزت دراسات سابقة بشكل رئيس على الكمية الإجمالية للبروتينات المستهلكة من وجهة نظر غذائية واسعة (وهذا أمر مهم). فالأطعمة المحددة التي يستهلكها الناس للحصول على البروتين تتمتّع بالقدر نفسه من الأهمية. "وتفترض نتائج الدراسة أنّه من الضروري أن يفكّر الناس في تناول بروتينات نباتية أكثر من الحيوانية، وإذا أرادوا الاختيار بين مصادر البروتينات الحيوانية، فالسمك والدجاج خياران أفضل على الأرجح." 

يذكر إنّ الأطعمة التي تحتوي بروتينات حيوانية تتضمّن كل أنواع اللحم والسمك والبيض ومنتجات الألبان مثل الحليب والجبن. أما المصادر النباتية للبروتين فتتضمّن الحبوب والمكسرات والخضار والصويا والخبز.

الاستغناء عن اللحوم من أجل صحة أفضل

يبدو خطر الموت المتزايد المرتبط بتناول البروتين الحيواني أكثر وضوحاً لدى المدخنين والأشخاص الذين يعانون البدانة ويحتسون كميات كبيرة من الكحول ولا يمارسون الرياضة بشكل كاف. ووفقاً للباحثين، اختفى هذا الرابط لدى المشاركين الأكثر صحة، ربما لأنّ الأشخاص الذين يهتمون بصحّتهم يميلون إلى تناول السمك والدجاج بدلاً من اللحم الأحمر والمصنّع.

وقال مدير وحدة علم الأوبئة السرطانية في جامعة أكسفورد، البروفسور تيم كاي، إنّ النتائج بيّنت أنّ الاستغناء عن اللحم المصنّع ضروري للحفاظ على صحة جيدة. وأضاف أنّ "دراسات قليلة سابقة تناولت علاقة معدّل الوفاة بتناول البروتين الحيواني من جهة والنباتي من جهة أخرى"، لكنّها تناولت أهم الأطعمة الحيوانية والنباتية وأظهرت تناسقاً مع النتائج الجديدة المحققة التي يمكن تفسيرها بالاستناد إلى آليات متعددة. ويلفت إلى أنّ هذه الدراسة "تضيف إلى معلوماتنا أنّ الأنظمة الغذائية الصحية ينبغي أن تركّز على الأطعمة النباتية بما فيها مصادر البروتينات، وتخفف كمية الأطعمة الحيوانية المستهلكة، لا سيما اللحوم المصنّعة. 

النظام النباتي هو الأفضل 
قام الباحثون بتحليل أكثر من 3.5 مليون سنة من البيانات التي جمعتها الدراسة من الأشخاص المشاركين. ووفقاً للدكتور إيان جونسون، من معهد بحوث الغذاء في نورويتش: "يبدو أنّ هذا العمل المثير للاهتمام والقوي يدعم الإجماع المتزايد على أنّ الحفاظ على صحة طويلة الأمد يستدعي اعتماد أنظمة غذائية مستندة بشكل كبير إلى الأغذية النباتية كونها أفضل من الأنظمة التي تحتوي كميات كبيرة من اللحوم ومنتجات الألبان، لكنّ هذا العمل لا يخبرنا إلا القليل عن الآليات. 
"ليس واضحاً بعد إن كانت البروتينات النباتية وقائية أو البروتينات الحيوانية مضرّة بالصحة، أو إذا كانت هذه المستويات من البروتينات هي بكل بساطة علامات تشير إلى أمور أخرى."

الرابط الأصلي للمادة عن صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية:
http://www.telegraph.co.uk/science/2016/08/01/ditch-sausages-for-a-longer-life-say-harvard-scientists/