يجمع مشروع أوراق أينشتاين كل رسائل وبطاقات ألبرت أينشتاين البريدية، ليضعها في متناول الجميع عبر الانترنت.


بيروت: يعمل خبراء لغويون ومترجمون على جمع أرشيف كامل للعالم ألبرت أينشتاين، يحتوي على مجموعة هائلة من الرسائل والبطاقات البريدية والأوراق الخاصة، في سياق مشروع يحمل اسم "مشروع أوراق أينشتاين" في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.

العمل مستمرّ

يهدف هذا المشروع إلى نقل أرشيف حياة العالم العبقري إلى كل العالم، ليصبح متوافرًا للجميع على شبكة الانترنت. وتمت ترجمة ونقل 5000 وثيقة خاصة به، كتبها خلال السنوات الأربع والأربعين من حياته، على أن يستكمل العمل على بقية المواد.

ويتضمّن الأرشيف رسائل رومانسية تبادلها أينشتاين مع زوجته ميلفا ماريك بعد ولادة طفلهما الأول، إضافة إلى معاناته للتأقلم مع الشهرة وموقفه كأحد دعاة السلام في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

أوراق أينشتاين الرقمية التي تم نشرها على الانترنت بعد ترجمتها تأخذ القراء في رحلة عبر حياة هذا العبقري (1879-1923)، ضمنها رسالة بعث بها لماريك عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، وتحديدًا بعد أن بلغه نبأ ولادة ابنته في برن في سويسرا.

مشاعر نبيلة

الرسالة بتاريخ شباط (فبراير) 1902 تحمل الكثير من الفرح والمشاعر النبيلة، إذ كتب لحبيبته ميلفا يقول: "هل الطفلة بصحة جيدة؟ هل بدأت البكاء؟ ما شكل عينيها الصغيرتين؟ من تشبه أكثر أنا أم أنت؟ هل تقومين بإرضاعها؟ أهي جائعة؟ أهي صلعاء تمامًا؟ أنا أحبها كثيرًا مع اني لم أرها بعد!".

هذه الأسئلة تفشي الكثير من مشاعر أينشتاين النبيلة وإحساسه بأنه أب للمرة الأولى، لا سيما عندما&طلب في رسالته من ميلفا أن تلتقط صورة لابنته الرضيعة بعد أن تستعيد نشاطها.

ووفقًا للأرشيف، تزوج أينشتاين من ميلفا بعد سنوات، ويبدو أن الحياة الزوجية كانت مصدر فرح له، إذ كتب لصديقه ميشيل بيسو يخبره أنه يعيش حياة لطيفة جدًا، "وأنا مرتاح جدًا مع زوجتي فهي تهتم بي وتعد طعامًا لذيذًا وتبتسم دائمًا".

ساعي البريد عدوّي

لكن، رغم هذه السعادة التي أثمرت طفلين آخرين، تشير الرسائل والوثائق في الأرشيف إلى أن أينشتاين أقام في وقت لاحق علاقة غرامية مع ابنة عمه إلسا وينثال.

في رسالة بعثها لها يوم 7 أيار (مايو) 1912، كتب أينشتاين: "كلانا من الشياطين الفقيرة، المكبّلة بأغلال الواجبات. لا أستطيع أن أعبّر بما يكفي عن مدى رغبتي في أن أكون معك. لكن إذا استسلمنا لحبنا، فالنتيجة لن تكون جيدة. أنت تعرفين هذا جيدًا".

وتابع: "أنا أحبك وسأكون سعيدًا إذا سمحت لي برؤيتك والسير إلى جانبك فقط حتى ولو لحظات، أو إذا ما كان بإمكاني أن أكون قريبًا منك". في وقت لاحق، تزوج أينشتاين من إبنة عمه إلسا وينثال، وذلك بعد أن وافقت زوجته الأولى ماريك على منحه الطلاق.

وفي رسائل أخرى يصف كيف أثرت الشهرة على حياته الشخصية، يقول: "أشعر وكأن ساعي البريد عدوّي اللدود، لأنني لا أستطيع أن أتخلّص منه وكأني عبد له".

فائدة موسّعة

من جهتها، تقول ديانا كورموس بوشوالد، وهي مديرة مشروع "أوراق أينشتاين" في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: "هذا المشروع مستمر، ولم ننجز سوى السنوات الأربع والأربعين من حياته، على أن يستكمل العمل على كل الرسائل والمواد الأخرى خلال حياته".

وأضافت: "لم يكن متاحًا للناس، من الصين إلى أميركا الجنوبية والهند وأماكن أخرى كثيرة، أن يصلوا إلى هذه الرسائل، وسيكون بمقدورهم اليوم الاطلاع عليها على الانترنت". وأشارت إلى أن هذه الوثائق كانت عادة محور اهتمام المتخصّصين، "لكن نأمل أن تتوسّع الفائدة منها بشكل كبير".