بدفع من امرأة تُدعى جين دنيس المعروفة باسم يوجين، أصبح ألبرت أينشتاين شديد الاهتمام باستكشاف عالم يرى كثيرون أنه أكذوبة يُراد بها خداع السذج والبسطاء من الناس، وهو عالم التنبؤ وقراءة الطالع. ورغم أنه لم يكن مؤمنًا بموهبة دنيس الاستثنائية، اعترف بقدراتها على إعطاء "تخمينات" صائبة لا أكثر.


كان ألبرت اينشتاين عالمًا عبقريًا يتعامل مع قوانين الفيزياء والقوى الطبيعية التي تقف وراءها. وكان اينشتاين آخر مَنْ يُنتظر منه الإيمان بوجود اشخاص ذوي قدرات خارقة تتيح لهم التنبؤ والتخاطر والاستجلاء البصري أو الاستشفاء مثلاً ناهيكم عن ثقته بهؤلاء الأشخاص أو الاعتراف بقدراتهم الخارقة. لكن اينشتاين لم يكن يؤمن بقوة هؤلاء الأشخاص فحسب، بل كان شديد التأثر بقدراتهم ايضًا، على ما يبدو.

وكان اينشتاين الذي يعتبر من أكبر العلماء في تاريخ العالم، صاحب اهتمامات متشعبة في حقول المعرفة، ولم يكن أحد يتوقع أن تكون من بين اهتمامات هذا العالم الفذ محاولة الغور في مضمار القدرات الذهنية الخارقة. لكن هذا على وجه التحديد ما فعله اينشتاين. وبدفع من امرأة تُدعى جين دنيس المعروفة باسم يوجين، اصبح البرت اينشتاين شديد الاهتمام باستكشاف عالم يرى كثيرون أنه اكذوبة يُراد بها خداع السذج والبسطاء من الناس.&

ادعاء نبوة
لم تكن اجين دنيس صاحبة قدرات خارقة، بل ادعت النبوة ايضًا. وكانت جين تزعم أنها لم تمارس قط قراءة الطالع أو معرفة ما يدور في الأذهان أو الاستخارة، بل اكتفت بالادعاء بأنها تمتلك القدرة على التنبؤ بالمستقبل. وصادف أن كانت هذه المرأة واينشتاين يقضيان الاجازة في بالم سبرنغ في ولاية كاليفورنيا، وهناك التقى الاثنان.&

اسفر لقاء اينشتاين وجين دنيس، التي كانت ذات شعبية واسعة وقتذاك، بسبب قدراتها الخارقة، عن تأثر العالم الكبير تأثراً عميقاً، لا بشخصيتها فحسب، بل ودَّعها وهو معجب بهذا الفن الغريب ايضاً.&

وقال اينشتاين في معرض حديثه عن اللقاء إن جين دنيس "قالت لي اشياء ما كان ليمكن أن يعرفها احد، اشياء كنتُ أشتغل عليها، وأظهرتْ أن لديها القدرة على عمل اشياء لا أستطيع ان اجد لها تفسيرًا. يجب أن اتحدث الى بعض زملائي بهذا الشأن. فهو كان عجائبيًا بحق".&

صيت الشهرة
غني عن القول إن هذا القول المنقول عن اينشتاين رافق جين دنيس اينما ذهبت. وأصبحت العبارة القائلة "الفتاة التي أذهلت اينشتاين" سمة ملازمة لترويج نشاطها. وسرعان ما اصبحت دنيس من أعلى النجوم المشهورين في هذا المضمار أجراً، كما أفاد موقع كاردوبوليس.&

وأبدى الكاتب ابتون سنكلير اهتماماً كبيراً بموقف عقل من أكبر العقول العلمية أثبت أن الرياضيات والعلم وراء أعظم "المعجزات"،&إزاء قضية القدرات الخارقة، كما كتبت صحيفة نيو ريبابليك. وبحسب سنكلير فإن البروفيسور اينشتاين كان منذ فترة طويلة مهتماً بموضوع القدرات الخارقة وأجرى بحوثاً في هذا الحقل.
&
لكنّ كثيرين يعتقدون اعتقاداً راسخاً بأن اينشتاين لم يقر ذات يوم بموهبة دنيس الاستثنائية، بل اعترف بقدراتها على اعطاء "تخمينات" صائبة لا أكثر. يضاف الى ذلك أن اينشتاين بخلاف العديد من العلماء والفيزيائيين وغيرهم من العقول الفذة في الوسط العلمي، كانت لديه اهتمامات متعددة للغاية بينها الروحانيات. وكانت اهتمامات البرت اينشتاين موضوع تأرخة واسعة النطاق، ولكن اهتمامه بما لا تفسير له أمر يتحدى قوانين الفيزياء القابلة للتفسير.