إيلاف من لندن: كشفت تقارير بريطانية أن الدكتور صالح العتابي، الفيزيائي العراقي الذي كان يعمل في إحدى مصانع الأسلحة تحت إدارة نظام صدام حسين، يشغل حالياً منصباً علمياً في مركز بحثي بريطاني.
ورغم تاريخه المثير للجدل كعضو قيادي في حزب البعث، فإنه يعمل حالياً في مؤسسة ممولة من الحكومة وصندوق ويلكم ترست، مما أثار تساؤلات حول خلفيته وكيفية منحه تصريح العمل في المملكة المتحدة.

من العراق إلى بريطانيا
بحسب وثائق المحكمة العليا البريطانية، فر الدكتور العتابي إلى بريطانيا في عام 2006 عقب الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين.
انتمى العتابي لحزب البعث الذي استخدمه صدام كأداة قمعية ضد الشعب العراقي، وادعى لاحقاً في طلب اللجوء أنه سيواجه خطر القتل إذا عاد إلى بلاده بسبب ارتباطاته بالحزب.
العتابي، البالغ من العمر 57 عامًا، يعمل الآن لصالح شركة Diamond Light Source في مدينة ديدكوت، أوكسفوردشير. ويُعرف هذا المركز البحثي باستخدامه أشعة ضوئية مكثفة لإجراء تجارب علمية.
انضم العتابي إلى المؤسسة في أيار (مايو) الماضي كـ"عالم شعاع" بعد فترة عمله في جامعة إمبريال كوليدج بلندن. وقد أثار هذا الدور تساؤلات عديدة بالنظر إلى ماضيه، خاصة بعد أن أظهرت وثائق المحكمة أنه عمل سابقاً في منظمة إنتاج عسكري لنظام صدام حسين.

ارتباطات سابقة مثيرة للجدل
كشفت وثائق المحكمة العليا أن العتابي بدأ عمله في منظمة عسكرية لصدام حسين عام 1992، حيث تم تكليفه بالإشراف على إنتاج الذخائر والأسلحة مثل بنادق الكلاشنيكوف AK-47. ومع ذلك، نفى العتابي لاحقاً أمام المحكمة تورطه المباشر في تصنيع الأسلحة، مؤكداً أنه كان يعمل في مصنع للبلاستيك فقط.
بعد سقوط نظام صدام، هرب العتابي مع عائلته إلى بريطانيا، حيث طلب اللجوء على أساس أن حياته مهددة بسبب ارتباطه بحزب البعث.

معركة قانونية شاقة
واجه الدكتور العتابي معركة قانونية طويلة للبقاء في بريطانيا. ورغم منحه الإقامة الدائمة في عام 2013، تم رفض طلبه للحصول على الجنسية البريطانية مرتين.
في عام 2017، رفضت وزيرة الداخلية حينها أمبر رود طلبه، مشيرةً إلى ارتباطاته بحزب البعث الذي وصفته المحكمة بأنه "ارتكب جرائم دولية بشكل منتظم". وفي 2020، رفضت بريتي باتيل، وزيرة الداخلية التالية، استئناف العتابي، لكنه احتفظ بالإقامة الدائمة.
في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، قضت المحكمة العليا بعدم قبول طلب العتابي لمراجعة قضائية بشأن قرار وزارة الداخلية، مما أنهى محاولاته للحصول على الجنسية البريطانية.

توظيفه يثير الجدل
أكد متحدث باسم شركة Diamond Light Source أن العتابي اجتاز جميع الفحوصات المطلوبة قبل التوظيف، بما في ذلك فحوصات العقوبات، وتم منحه تصريحاً للعمل في المملكة المتحدة. لكن توظيفه أثار جدلاً واسعاً بين وسائل الإعلام والجمهور بسبب تاريخه السابق ودوره في نظام صدام حسين.
ورغم محاولات عديدة للتواصل مع الدكتور العتابي، لم يكن متاحاً للتعليق.

*أعدت إيلاف التقرير عن "تلغراف" البريطانية: المصدر