إيلاف من لندن: خرجت وزيرة الخارجية الألمانية عن صمتها بعد الجدل الذي أثير حول قضية المصافحة باليد مع مسؤولي الإدارة السورية الجديدة في دمشق وعلى رأسهم أحمد الشرع.
وقالت أنالينا بيربوك، إنه مع وصولها إلى العاصمة دمشق يوم الجمعة كان واضحا أن لقاءها بالمسؤوليين السوريين الجدد سيخلوا من مصافحات اليد المعتادة في مثل هذه اللقاءات الدبلوماسية.
وكانت وسائل الاتصال الاجتماعي العربية انشغلت بمصافحة اليد خلال زيارة الوزيرة الالمانية رفقة وزير الخارجية الفرنسي إلى دمشق.

جدل
وجاء تعليق الوزيرة الألمانية بعد الجدل الذي أثاره مقطع فيديو يوثق لاستقبالها رفقة نظيرها الفرنسي، جان نويل بارو، من قبل قادة سوريا الجدد، حيث امتنع مسؤولون في الإدارة السورية الجديدة عن مصافحتها عند استقبالها، كما لم يصافحها قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع.
وتابعت بيربوك "أعتقد أن شركائي في الحوار أيضا كان ذلك واضحا لهم، إذ لم يمد وزير الخارجية الفرنسي أيضا يديه".
وشددت المسؤولة الألمانية أنها ونظيرها الفرنسي أوضحا للقادة الجدد أن قضية حقوق المرأة ليست مجرد قضية تتعلق بحقوق المرأة، "بل إن حقوق المرأة مؤشر على مدى حرية المجتمع".
وظهرت بيربوك مرتدية سترة واقية من الرصاص بعد هبوط طائرتها في مطار دمشق الدولي، كما أظهرت تسجيلات مصورة أن مستقبلي الوزيرة لم يصافحوها باليد واكتفوا بالترحيب بها قولا وتبسّماً، في حين صافحوا الرجال الآخرين في الوفد.
وتكررت. الواقعة مع الشرع حين كان في استقبال بيربوك في قصر الشعب في دمشق، حيث اكتفى بالتلويح لها مبتسما بينما مد يده ليسلم على نظيرها الفرنسي جان نويل بارو، الذي كان برفقتها.

تعليقات
وخرجت تعليقات تنتقد تصرف مسؤولي الإدارة السورية الجديدة، وتتهمهم بعدم مراعاة قواعد وبروتوكول المصافحة لدى السياسيين في العالم، واتهمهم البعض بمحاولة جر البلاد لنموذج يشبه أفغانستان التي تحكمها جماعة طالبان.
ويشار إلى أن وزيرة خارجية ألمانيا ونظيرها الفرنسي هما أول وزيرين من الاتحاد الأوروبي يزوران سوريا منذ سيطرة المعارضة على دمشق في الثامن من ديسمبر، ما أجبر الرئيس السوري السابق بشار الأسد على الفرار بعد أكثر من 13 عاما من الحرب لينتهي حكم عائلته المستمر منذ عقود.
واجتمع بارو وبيربوك مع الشرع في قصر الشعب في دمشق، بهدف توجيه رسالة تفاؤل حذر إلى الإدارة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام، وإظهار الانفتاح على الاعتراف بالحكام الجدد لسوريا مع حثهم على الاعتدال واحترام حقوق الأقليات.

سترة واقية
وفي مقطع فيديو متداول ظهرت بيربوك تنزل من طائرة يبدو أنها عسكرية مرتدية سترة واقية للرصاص. وارتدت الوزيرة السترة قبل هبوطها من الطائرة.
وقبيل توجهها إلى دمشق، حددت بيربوك شروطا للحكام الفعليين الجدد في سوريا لاستئناف العلاقات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وقالت بيربوك: "لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين - نساء ورجال وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية - مكانا في العملية السياسية، ومنحهم حقوقا ووفر لهم الحماية".
وخلال الزيارة زارت بيربوك رفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو سجن صيدنايا سيء السمعة والذي شكل رمزا للقمع في ظل حكم بشار الأسد.
وكانت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أفادت بأن الشرع التقى ووزير الخارجية أسعد الشيباني مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك والقائم بالأعمال لبعثة الاتحاد الأوروبي مايكل أونماخت في العاصمة دمشق.
ونشرت الوكالة الرسمية صورا للقاء الشرع مع وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، في قصر الشعب بدمشق.

لا أموال لهياكل اسلامية
وأكدت بيربوك، في مؤتمر صحفي بعد لقائها الشرع، ضرورة مشاركة كل المكونات السورية في إعادة بناء الدولة. وقالت "أخبرنا قائد الإدارة السورية أن أوروبا لن تعطي أموالا للهياكل الإسلامية الجديدة".
وبشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، قالت بيربوك إن ذلك "سيعتمد على المضي قدما في العملية السياسية"، مضيفة "هناك إشارات متباينة حتى الآن".
وأكدت بيربوك أيضا أنه يجب إفساح العملية السياسية "أمام جميع السوريين - نساء ورجال - وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية".