تسعى المنظمات المؤيدة لتنظيم القاعدة لنسج شبكاتها بشكل متزايد في لبنان مستغلة شرارات الحرب الأهلية التي تنتقل من سوريا المجاورة والعجز عن السيطرة على الانفلات الحاصل على الحدود.

بيروت: يستغل تنظيم القاعدة الواقع الأمني الهش والخطير، لنسج شبكات دعم تعزز قدرته في لبنان، مما يثير مخاوف كبيرة من تدفق أعداد جديدة من المتشددين من المنطقة الحدودية السورية لتعزيز صفوف الجماعات الارهابية في البلاد.
وتشير التقارير الصحفية والأرقام المتوفرة إلى وجود عدد كبير من مقاتلي جبهة النصرة في المنطقة الحدودية الجبلية في سوريا، في حين يعتبر المحللون أن استمرار جهود الحكومة السورية للضغط على الجماعة قد يدفع الكثير من مقاتليها الى اللجوء الى لبنان، الأمر الذي سيؤدي الى تدهور الوضع الأمني وتفاقم عدم الاستقرار.
في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;واشنطن بوستquot; إلى أن تدفق المقاتلين المتشددين إلى لبنان يعزز القدرة التشغيلية للجناح اللبناني لجبهة النصرة، الذي حاز على موطئ قدم في البلاد.
وعلى الرغم من اعتقال عدد كبير من المشتبه بهم بسبب صلتهم بجماعات تابعة لتنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة، إلا أن السلطات اللبنانية تبذل اقصى جهدها لوضع حد لهذه الظاهرة.
ويعتقد المسؤولون أن الهزيمة التي منيت بها المعارضة المسلحة في بلدة يبرود الاستراتيجية، دفعت بالكثير من المقاتلين الى اللجوء الى بلدة عرسال الحدودية اللبنانية.
حرب تجاوزت الحدود
تدفق المقاتلين السوريين إلى لبنان هو الدليل الأبرز على أن الحرب السورية تجاوزت الحدود لتصل إلى لبنان. وعلى الرغم من أن الفرع اللبناني لجبهة النصرة يعتبر محدود القدرة، إلا أن هذا لا يعني أن المجموعة عاجزة عن تنفيذ الهجمات الإرهابية.
ونقلت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; عن ضابط كبير في الجيش اللبناني، رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، قوله إن quot;الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، لا سيما كتائب عبدالله عزام، تشكل التهديد الاكثر الحاحاً على لبنانquot;، مشيراً إلى أن المجموعة أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري المزدوج في المركز الثقافي الإيراني في بيروت وسفارة إيران.
واعتبر أن كتائب عبدالله عزام وجبهة النصرة تعملان جنباً الى جنب في تنفيذ العمليات داخل لبنان، إذ انهما تصدران أحياناً بيانات مشتركة، مؤكداً أن الجيش فكك قسماً من كتائب عزام المتمركزة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لكنه لم يعتقل أياً من أفراد الخلية الثانية التي يرأسها سراج الدين زريقات، الزعيم الديني للمجموعة.
وأشارت الـ quot;واشنطن بوستquot; إلى أن جبهة النصرة وكتائب عزام تعتبران مجموعات صغيرة في الداخل اللبناني، لكنهما تتمتعان بتأييد واسع في صفوف المجتمع السني، وهذا ndash; وفقاً للمحللين ndash; نتيجة الفراغ في القيادة السياسية السنية الرئيسية في لبنان.
وقال الداعية السلفي عمر بكري فستق إن تنظيم القاعدة في لبنان شبيه بالأحجار في مسبحة الصلاة. لقد كانوا أفراداً ولم يكن لديهم الحبل الذي يجمعهم معاً. لم يكن لديهم التنظيم، لكن هذا يتغيّر اليومquot;.