يرحّب أهالي عرسال البقاعية بالإجراءات الأمنية للجيش اللبناني في البلدة، ولا يمانعون التوقف على عشرات الحواجز الأمنية طالما أنها تعود إلى الجيش، وليس لحزب الله، كما يقول رئيس بلديتها لـ إيلاف، مؤكدًا وجود حملة إعلامية مبرمجة تروّج لوجود مسلحين سوريين في عرسال، وهو أمر عارٍ من الصحة.


هيثم الطبش من بيروت: استحوذت الأوضاع في بلدة عرسال في لبنان، المتاخمة لسوريا، على حيز كبير من الاهتمام خلال الأيام الماضية، خصوصًا بعد إقفال طريق اللبوة المؤدية إليها (إلى الغرب من عرسال)، ما استدعى تحركات في مناطق لبنانية عديدة، منادية بفك الحصار عن المدينة، التي تحتضن نحو 96 ألف لاجئ سوري، فاتخذ القرار السياسي بنشر أعداد إضافية من الجيش وقوى الأمن الداخلي وفتح الطريق. هذه الخطوة لاقت استحسان أهل عرسال، الذين رحّبوا بالجيش، وأبدوا كل تعاون مع قواته.

quot;إيلافquot; سألت نائب رئيس بلدية عرسال، أحمد فليطي، عن الأوضاع في المدينة، فأشار إلى أن الأمور مستقرة، وسط تجاوب من الأهالي مع انتشار الجيش. وقال quot;بيّن انتشار الجيش في عرسال وجردها أن الإدعاءات بوجود أسلحة ومخازن سلاح وسيارات مفخخة في عرسال، إنما هي أكاذيب لا أساس لها من الصحة، ونحن نطالب الجيش بأن يكون حاسمًا، ليساهم في رفع الاتهامات عن أهالي عرسال، لأننا ندفع ثمن روايات واختلاقات، ونحن أبرياء منهاquot;. أضاف: quot;نقوم بدورنا الإنساني في دعم الثورة السورية، لأننا قوة مجتمع مدني، لكن لا دور عسكريًا لنا، ولا أحزاب أو سلاح لديناquot;.

وتابع quot;نراهن على وعي الجيش في التعاطي مع أهالي عرسال، وعلى وعي القيادة السياسية، التي شعرنا للمرة الأولى بأن هناك اختلافًا في طريقة تعاطيها معنا، فهذه الحكومة، ومن قبل نيلها الثقة، اتخذت قرار نشر الجيش في المدينة، وهذا ما لم يكن متوافرًا من قبل، كان يمكن للحكومات السابقة اتخاذ قرار بتعزيز وجود الجيش في عرسال منذ بداية الثورة السورية، ولو حصل ذلك لكان كفيلًا بالحد مما وصلت إليه الأمور اليومquot;.

الحملة الإعلامية
وردًا على سؤال عن انتشار مسلحين هاربين من سوريا في جرود عرسال، أكد فليطي أن هناك حملة مبرمجة إعلامية ضد المدينة. وتابع: quot;وسائل الإعلام، وتحديدًا قناة المنار ومحطتا الجديد وquot;أو تي فيquot;، ومن قبل سقوط يبرود، وهي تروّج لوجود مسلحين سوريين في عرسال، وقد عرضت quot;الجديدquot; تقريرًا عن سيارة مفخخة موجودة في يبرود، وقالت إن وجهتها كانت عرسال، علمًا أن هناك عشر قرى قبل الوصول إلى عرسال، وبالتالي هذا يؤشر إلى وجود نوايا مسبقةquot;.

وأوضح أن للجيش اللبناني 12 نقطة في عرسال، والانتشار الجديد إنما هو تعزيز لدوره واستعادة لهذا الدور، الذي تخلوا عنه في السابق، وليس كما تروّج هذه المحطات، بأن الدولة استعادت عرسال من يد الإرهاب. وكشف أن قوى الأمن عززت تواجدها في عرسال أيضًا بـ50 عنصرًا مقارنة بوجود مخفر وأربعة عناصر في السابق.

حواجز حزب الله
لم يبدِ فليطي أي تخوف من أن تؤثر الإجراءات الإضافية للجيش على الأوضاع المعيشية في المدينة. وقال quot;عرسال تقع في محيط يؤيد النظام السوري، وهي تقف إلى جانب المعارضة، وهذا ما يجعل وضعها حساسًا ومختلفًا، وأهالي عرسال يعرفون ذلك ويتقبلون الإجراءات المشددة، لأنها تأتي من الدولة اللبنانية، ممثلة في الجيش، وليس من فصيل حزبي أو ميليشيا محلية، ولا مشكلة لدينا في التوقف على أربعة حواجز للجيش اللبناني، في المسافة الفاصلة بين عرسال واللبوة، لكن لدينا مشكلة كبيرة جدًا في التوقف على حواجز لحزب اللهquot;.

وشدد على أن عرسال ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الثورة السورية، قائلًا quot;بدأنا طريقًا وسنواصلها، وسنستمر في تقديم هذا الدعم، فكل الأعراف تدفعنا إلى إسعاف الجريح السوري، وعندما وصل النازحون إلى المدينة، قمنا بدورنا من خلال البلدية، واحتضنا هؤلاء، بالتعاون مع المؤسسات الدولية، فنحن لا سلاح لدينا لنهبه للثوار، ولا حزب مسلحًا يحتكر القرار في المدينةquot;.

96 ألف نازح
وأعلن أن عدد النازحين السوريين بلغ، وفق آخر إحصاء، قبل معركة يبرود، نحو 87 ألف نازح، وإحصاءاتنا تشير إلى نزوح نحو ألف إلى 1500 عائلة، عقب هذه المعركة، ما يرفع عدد النازحين حاليًا في عرسال إلى ما بين 94 ألفًا و96 ألفًا، وحركة النزوح مستمرة مع تهديد النظام السوري بدخول رأس المعرة ورنكوس وفليطاquot;.

وردًا على سؤال عن احتمال قيام القوات السورية بعمل عسكري واسع النطاق ضد عرسال في الفترة المقبلة، أجاب فليطي quot;الطيران الإسرائيلي يخرق الأجواء اللبنانية يوميًا، وربما يكتفي بالغارات الوهمية. أما الطيران السوري فيقصف عرسال بشكل يومي، ويوقع القتلى والجرحى من اللبنانيين والنازحين السوريين، وبالتالي فإن هناك واجبًا على الدولة اللبنانية القيام به في تأمين الحماية للجميع في كل الأحوالquot;.