كشف النقاب في بغداد اليوم أن وزير التخطيط العراقي السابق والنائب المنتخب عن ائتلاف العراق مهدي الحافظ سيترأس الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي الجديد الثلاثاء المقبل لتولي مهمة اختيار الرئاسات الثلاث في وقت يواجه العراق أخطر أزمة سياسية وأمنية تهدده بالتمزق ومواجهة حرب أهلية طائفية.
لندن: قالت المفوضية العراقية العليا إن النائب الدكتور مهدي الحافظ (72) عاما هو أكبر أعضاء مجلس النواب الجديد ولذلك فهو الذي سيترأس الجلسة الاولى الثلاثاء المقبل تنفيذا للمادة 54 من الدستور العراقي التي تنص على (يدعو رئيس الجمهورية مجلس النواب للانعقاد بمرسومٍ جمهوري خلال خمسة عشرَ يوماً من تاريخ المصادقة على نتائج الانتخابات العامة وتعقد الجلسة برئاسة أكبر الأعضاء سناً لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه ولا يجوز التمديد لاكثر من المدة المذكورة آنفاً) حيث كانت الرئاسة العراقية قد دعت في وقت سابق اليوم لعقد هذه الجلسة الاولى.
وقال رئيس الادارة الانتخابية في المفوضية مقداد الشريفي في تصريح صحافي وزع على الصحافة إن "مفوضية الانتخابات ابلغت ظهر اليوم مجلس النواب رسميا ان أكبر الأعضاء سنا هو مهدي الحافظ لترؤس جلسة البرلمان الاولى".
شيوعي سابق تحول ليبراليا
ومهدي الحافظ شيوعي سابق تحول ليبراليا وشغل منصب وزير التخطيط في اول وزارة شكلها رئيس الوزير العراقي الاسبق اياد علاوي عام 2004 بعد عام من سقوظ نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتشير سيرة حياته الوظيفية الى انه مثل العراق وزيرا مفوضا في& الامم المتحدة& بجنيف للفترة بين عامي 1978و1980.. ثم التحق بمنظومة التجارة والتنمية التابعة للامم المتحدة حيث عمل فيها مديرا للتنمية الصناعية الخاصة للفترة بين عامي 1983و1996، وعمل بعدها مديرا اقليميا للتنمية الصناعية لغاية 1999.
كما شغل الحافط عضوية مجلس المعتمدين والمستشارين& في& معهد الايدولوجية العربي منذ عام 1996 وكان رئيسا للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية في القاهرة& للفترة بين عامي 1998و2000. كما كان عضوا مؤسسا للمنظمة العربية لحقوق الانسان وعمل نائبا لرئيس منظمة التسامي الافرو- آسيوية منذ عام 1980. وبعد انهائه دراسته الجامعية في الكيمياء& حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة براغ.
سيرة سياسية حافلة ورؤية أقتصادية ثاقبة
ومعروف عن الحافظ تمتعه برؤية أقتصادية شاملة ومتابعة سياسية واضحة لكل أبعاد العملية السياسية وما رافقها من إحباطات كبيرة ومؤثرة على الحياة العامة للعراقيين. ومعروف عن الحافظ انه كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سبعينات القرن الماضي ثم تحول الى الليبرالية بعد استقالته من الحزب بداية الثمانينات.&
وقالت مصادر عراقية على صلة وثيقة بالحافظ اتصلت بها "إيلاف" اليوم انه يتمتع بشخصية هادئة ويتميز بكفاءة وتجربة وكانت بداية علاقته بالعمل السياسي من خلال ارتباطه بالحزب الشيوعي العراقي في عام 1958 عندما تخرج من قسم الكيمياء بدار المعلمين العالية في بغداد ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العراقيين التابع للحزب وغادر الى براغ للحصول على شهادة الدكتوراه ثم اصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العالميين الشيوعي.. لكنه عاد الى بغداد عام 1970 ليصبح عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الذي دخل آنذاك في ما سميت بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي يقودها حزب البعث عام 1973 واصبح عضوا في قيادة السكرتارية العامة للجبهة وعين مستشارا في وزارة الخارجية العراقية متفرغا للعمل في الجبهة.
لكنه مع انفراط عقد الجبهة واختلاف الحزب الشيوعي مع النظام البعثي واستقالة الوزراء الشيوعيين عام 1978 اثر اعدام البعثيين 20 عسكريا قالوا انهم كانوا يحاولون تشكيل تنظيم شيوعي داخل الجيش العراقي غادر العراق عائدا الى براغ برغم صدور قرار رسمي بنقله الى السفارة العراقية في سويسرا بدرجة وزير مفوض الا انه لم يلتحق بعمله.
ثم استقال الحافظ من الحزب الشيوعي عام 1982 اثر اندلاع الحرب العراقية الايرانية اواخر عام 1980 لاحتجاجه على موقف الحزب في الوقوف ضد صدام حسين حيث كان رأيه ومجموعة من الشيوعيين ان العراق يتعرض لمخاطرغزو ايراني ويجب عدم العمل ضده.. فشكل عام 1982 مع مجموعة من الشيوعيين السابقين من براغ تنظيما ليبراليا حمل اسم البديل الديمقراطي واصدروا مجلة شهرية بهذا الاسم.
ثم انحل هذا التنظيم فغادر الحافظ براغ الى فيينا فعمل في احد اقسام التنمية في مكتب الامم المتحدة هناك في منتصف الثمانينات ثم عمل في وكالة التنمية الصناعية للامم المتحدة في بيروت لمدة خمس سنوات الى ان احيل على التقاعد ثم ظل يتنقل بين فيينا وبيروت.
وفي العام 2002 شكل الحافظ مع مجموعة من الشيوعيين السابقين والليبراليين والديمقراطين وتكنوقراط مستقلين تنظيما سياسيا باسم تجمع الديمقراطيين المستقلين بزعامة وزير الخارجية الاسبق والشخصية العراقية المعروفة عدنان الباجة جي فاصبح هو نائبا للرئيس ونشط في العمل ضد نظام صدام حسين.. ثم عاد مع قيادة التجمع الى العراق ليكون رئيسه الباجة جي عضوا في الهيئة الرئاسية لمجلس الحكم وليصبح الحافظ وزيرا للتخطيط.&
والحافظ (72 عاما) شيعي لكنه علماني من مواليد مدينة الديوانية (255 كيلومترا جنوب بغداد) وله دراسات وابحاث في الاقتصاد والصناعة في المنطقة العربية.. متزوج وله ابن اسمه خيام يعمل في الامم المتحدة.
حوارات تسبق جلسة البرلمان
ومن المنتظر ان تعقد قيادات التحالف الوطني الشيعي في وقت لاحق اليوم الخميس اجتماعا لمناقشة مرشح رئاسة الحكومة والاتفاق على آليات تشكيل الحكومة المقبلة. ويصر ائتلاف دولة القانون على ترشيح زعيمه نوري المالكي لولاية ثالثة مستندا الى فوزه في الانتخابات الاخيرة لكنه في مقابل ذلك فإن المجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري وقوى شيعية اخرى اضافة الى السنة والاكراد يرفضون هذه الولاية ويدعون لمرشح جديد قادر على قيادة البلاد لتخطي الاخطاء السابقة وتجاوز الازمة الخطيرة التي يعيشها العراق حاليا وتنذر بتقسيمه الى دويلات عدة.
يذكر أن العراق يعاني حاليا من انهيارات أمنية خطيرة دفعت برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد في العاشر من الشهر الحالي بعد سيطرة مسلحي& داعش على محافظة نينوى بالكامل وتقدمهم نحو محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.&
التعليقات