إيلاف - متابعة: ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل، تناول فيها إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين مصر والإمارات، والتي أرساها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشيدًا بالمواقف التاريخية للإمارات، حكومة وشعبًا، في مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصري.

تجديد الخطاب الديني

نقلت التقارير عن السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، قوله إن السيسي تحدث عن القمة العالمية لطاقة المستقبل، وأهم التحديات التي تؤثر&في قطاع الطاقة، لاسيما في القارة الأفريقية.

كما تناول ظروف العالم العربي وتفاقم ظاهرة الإرهاب، محذّرًا من المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي، ومنددًا بالإرهاب وترويع المواطنين الآمنين، مع التأكيد أن التصدي لهذه التحديات يتطلب شراكة واعية مع المجتمع الدولي، وتجديدًا للخطاب الديني وتنقيته من الأفكار المغلوطة.

وقال: "مواجهة هذه التحديات تتطلب جهدًا عربيًا مضاعفًا، ومصر تعتبر أن أمن منطقة الخليج العربي خطٌ أحمر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي"، ووجه رسالة إلى الشعب الإماراتي فدعاه إلى الحفاظ على دولته وأمنها واستقرارها.

سياسات مصر

واستعرض السيسي في كلمته السياسات التي تنتهجها مصر في مجال الطاقة، "من خلال إصلاح الدعم وتنويع مزيج الطاقة وتبنّي خطط لترشيد وتحسين كفاءتها، وللتغلب على التحديات الناجمة عن الفجوة بين احتياجات الطاقة والمتاح منها، وتعمل مصر على تطوير استراتيجية وطنية للطاقة تقوم على عدة محاور، فضلًا عن تنفيذ خطة شاملة لإصلاح دعم الطاقة على مدى 5 سنوات تتضمن اتخاذ تدابير لحماية الفقراء، وهو الإجراء الذي أسهم أيضًا في إزالة إحدى أكبر العقبات أمام نمو الاقتصاد وزيادة القدرة التنافسية".

وقال، بحسب السفير يوسف، إن هذه الاستراتيجية تشمل تحويل مصر إلى مركز محوري لتجارة وتداول الطاقة للاستفادة من موقعها الجغرافي الذي يتوسط كبار منتجي ومستهلكي الطاقة، ومن توافر البنية التحتية وعلى رأسها قناة السويس، أهم ممر ملاحي عالمي، خصوصًا في ظل التوسعة الجديدة التي تتم حاليًا، وكذلك خط أنابيب سوميد، وخطوط شبكات البترول والغاز، وتسهيلات إسالة الغاز والطاقات المتاحة بمعامل تكرير النفط.

إمكانات كبيرة

وتناول السيسي توجه مصر للتوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة في ظل الإمكانات الكبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وصولًا لنسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري إلى 20 بالمئة بحلول 2020.

ودعا إلى مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ هذه الخطط، "لاسيما مع عناصر الجذب التي تتمثل في استقرار سوق الطاقة المصرية، وتوافر المعلومات وقلة المخاطر، والعمل بمعايير ومواصفات قياسية لمشروعات الطاقة، إضافة إلى تطوير تشريعات جديدة لتحفيز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة وتنمية استخدامها".

وختم السيسي كلمته بإشارة إلى مؤتمر تنمية ودعم الاقتصاد المصري، الذي سيعقد في شرم الشيخ في آذار (مارس) القادم، لعرض التوجه الاقتصادي للحكومة ولصياغة مشاركات فاعلة في عدد من القطاعات من خلال خريطةٍ استثماريةٍ موحدة لمصر، داعيًا الحضور إلى المشاركة.

درع الشيخ زايد

شارك السيسي في تسليم جوائز ''الشيخ زايد لطاقة المستقبل''، والتي تمنح للمشروعات الرائدة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وتسلم ''درع جائزة الشيخ زايد'' من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تقديرًا لجهوده ودعمه لتطوير قطاع الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

وجال الرئيس المصري متفقدًا أجنحة معرض للشركات العالمية والإماراتية العاملة في مجال الطاقة المتجددة، وذلك بعد مشاركته صباح اليوم بالجلسة الافتتاحية للقمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تعقد على هامش أعمال أسبوع أبو ظبي للاستدامة.

وكان في استقباله في قاعة المؤتمرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.