لا تزال قضية رئيسة طاقم الطائرة بالخطوط الجوية التونسية، نبيهة جلولي، تتفاعل داخل الكواليس السياسية، وتطفو على الساحة الإعلامية، لا سيما بعد أن حكم القضاء لصالحها، بيد أن الخطوط الجوية التونسية مصرة على منعها من العودة إلى عملها بحجة مخالفتها للنظام الداخلي للمؤسسة. وهو ما أكده مسؤول كبير، لـ "إيلاف"، ردًا على سؤال بهذا الخصوص. وقد زاد من توتر الأوضاع، تصريح وزير النقل محمود بن رمضان، مؤخرًا بأن" الحجاب يقلل من نسبة السمع 30 في المائة".&


عبدالباقي خليفة: رغم صدور حكم قضائي يسمح لرئيسة طاقم الطائرة، بالخطوط الجوية التونسية، نبيهة جلولي، بالعودة الى عملها&الذي تمارسه منذ 35 سنة، إلا أن إدارة الخطوط الجوية التونسية لا تزال تمانع في تنفيذ الحكم القضائي، بسبب مخالفة جلولي للنظام الداخلي للمؤسسة، وهو ما فتح الباب مجددا للنقاش حول متى تمثل اللوائح المهنية وبعض القوانين سارية المفعول مع روح الدستور الجديد الذي يعتبر من أكثر الدساتير احتراما لحقوق الإنسان في العالم؟
&
نبيهة جلولي، قالت لـ "إيلاف": "ارتديت الحجاب الشرعي، منذ خمس سنوات، وكنت أنزعه، عند صعود الطائرة، ومنذ عامين، التزمت بالحجاب داخل الطائرة وخارجها، ولم أتعرض لأي مشكلة بسبب ذلك لا في العمل، ولا في العلاقة مع الإدارة".
&
وتبين جلولي أن المنغصات والمشاكل بسبب الحجاب مع الإدارة واحد الطيارين بدأت تكبر منذ ابريل/نيسان 2015، وتقول: "في 7 أبريل 2015 م طلب مني قائد الطائرة نزع الحجاب، أو النزول من الطائرة، فقلت له لن أنزع حجابي ونزلت من الطائرة".
وتضيف: "استمر الأمر بين كر وفر، قائد طائرة يقبل صعودي بالحجاب، وآخر يرفض، أصعد أحيانا وأنزل حينا".
&
وتابعت: "وظل الأمر على نفس المنوال حتى يوم 21 أبريل/نيسان 2015 م حيث تم انزالي مرة أخرى من الطائرة، ووصل الأمر إلى وسائل الإعلام، التي تساءلت عن السبب، لأن الحجاب أصبح واقعاً في تونس، وموجودا في كل القطاعات والمؤسسات، ويحميه الدستور الذي أنجزه التونسيون بنضالاتهم وتضحياتهم وثورتهم".
&
وتابعت" ثم عدت للعمل، لكن ما راعني مجددًا إلا وقائد الطائرة ينزلني من رحلة بين باماكو وتونس، واكتشفت أنهم نزعوا اسمي من برمجة الرحلات التي تقوم بها الخطوط التونسية وإلى يومنا هذا لا أعمل، وقطعوا عني الراتب".&
&
وأعربت نبيهة جلولي عن سعادتها بصدور الحكم القضائي لصالحها. مشيرة إلى أنها خاضت العديد من النضالات على حد تعبيرها، وقالت: "اتصلت بمجلس نواب الشعب، واتصلت ببعض الاحزاب، إلى جانب وسائل الاعلام، وأنتظر المشاورات والحراك الدائر بخصوص قضيتي، التي هي قضية حريات، تعلو فوق التراتيب الداخلية للمؤسسات ولوائحها الداخلية الخاصة. وفي الخطوط التونسية لا يوجد أي قانون ينص على منع الحجاب. بل إن الخطوط التونسية تمنح المضيفات ورئيسات الطواقم الجوية فولات أو كشكولا بدل وضعه في رقبتي وضعته على رأسي. وبعد الثورة أصبحت النساء بمقدورهن استخراج &وثائق السفر، وبطاقات الهوية، وبطاقات العمل في المؤسسات بالحجاب".&
&
وتحدثت عن وجود مضيفات محجبات في الخطوط الجوية الأخرى" في بريتش ايرويز، والخطوط الماليزية، والخليجية، كقطر، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وحتى الأميركية أميركن ايرلاينز، والتركية، هناك الكثير من المحجبات اللواتي لم تثر أحجبتهن أي فوبيا، أو كراهية ، أو عقد نقص أو تفوق. ما تم بخصوصي هو موقف أيديولوجي سياسي في آن واحد.، فقد قيل لي، لا نريد وجه الدين، في الطائرة".
&
وعبرت عن صدمتها من موقف المؤسسة التي عملت بها أكثر من ثلاثة عقود" من الصعب فهم الموقف الذي عليه الآن الخطوط الجوية التونسية، وهو موقف ينظر للمرأة بدونية وعلى أنها قاصر، مهما تعلمت ومهما كسبت من خبرات، ومهما وصلت في سلم الارتقاء المعرفي والإجتماعي، ودائما هناك من يتأله ويطلب منها أمرًا مخالفًا لأوامر الله الذي يأمرها بالحجاب ويقول لها هو، انزعيه أولا كي تعملي".&
&
وقد أدى الضغط المتأصل من قبل نواب مجلس الشعب، وأحزاب سياسية تعمل من وراء الكواليس، وحقوقيين، إلى دفع المديرة العامة للخطوط التونسية للتأكيد على أن" الميثاق الخاص لعمل المضيفات سينقح، وفق الدستور واحترام الحريات". &وهو ما هدأ من شدة الحملة التي ينفذها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لنبيهة جلولي، لكن التصريح الأخير لوزير النقل محمود بن رمضان، زاد من حدة التوتر وجعل الوزير في مرمى لعبارات التهكم والتهجم بمختلف أنواعه.&
&
وكان بن رمضان قد وصف الحجاب بأنه" يقلل من نسبة السمع 30 في المائة" ودعا العاملين في الخطوط الجوية التونسية التي تعيش مشاكل وتحديات جمة إلى الإلتزام باللوائح الداخلية للمؤسسة.
&
وقد وصف الوزير بـ" الدغمائي" &وهو رد النائبة بمجلس نواب الشعب محرزية العبيدي" مانيش طرشاء {لست صماء} رغم إني محجبة" ووجهت كلامها للوزير بطريقة غير مباشرة: "السياسي الذي لا يتغير ولا يرتقي بتفكيره &يعني أنه لا يفهم الواقع أو متحجر في تفكيره". &وحذرت من المساس بما وصفته بالحقوق والحريات ومساحتها، على حد تعبيرها. وطالبه البعض بأسلوب متهكم، بذكر مصدر المعلومة، العلمية.&
&