الخليل: قتل فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي الذي اطلق عليه النار بعدما حاول طعن جندي في مدينة الخليل بينما اصيبت اسرائيلية بجروح طفيفة بعد اقدام فلسطيني على طعنها في جنوب الضفة الغربية، واطلق النار على المنفذ.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان "حاول فلسطيني طعن جندي في موقع عسكري في الخليل. تم اطلاق النار على المهاجم في المكان". بعدها قال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفلد على تويتر "ان الارهابي الفلسطيني توفي متاثرا بجراحه". وقال شهود عيان في مدينة الخليل "ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار على الشاب وقتله على الفور وتركه ارضا وبعدها قاموا بلفه بورق القصدير وحملوه الى جهة غير معلومة".

وفي هجوم ثان، اصيبت اسرائيلية (40 عاما) بعد ظهر الاربعاء عند مجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم بعدما اقدم فلسطيني على طعنها اثناء خروجها من مجمع تجاري، بحسب الشرطة.

من ناحيته دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جنيف المجتمع الدولي الى وضع نظام حماية دولية بشكل عاجل للفلسطينيين. واتهم عباس اسرائيل بـ "تنفيذ اعدامات ميدانية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل واحتجاز جثامينهم بما فيهم الاطفال".

وبمقتل الشاب، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص القوات الاسرائيلية والمستوطنين الى 60 فلسطينيا وعربي اسرائيلي واحد منذ بداية شهر تشرين الاول/اكتوبر الجاري خلال مواجهات وعمليات طعن ومحاولات طعن قتل خلالها تسعة اسرائيليين. واعتبر المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين ان الازمة بين اسرائيل والفلسطينيين "بالغة الخطورة" وستؤدي الى "كارثة" ان لم يتم التحرك على الفور لوقف العنف.

وفي نداء جديد الى الهدوء وجهه الاربعاء اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان موجة العنف الراهنة "هي دليل اضافي على انه من الجنون الاعتقاد بأن الجهود للتوصل الى سلام دائم ومصالحة لا تستحق عناء المتابعة". واضاف الوزير الاميركي "ببساطة الوضع الراهن لا يمكن احتماله لوقت طويل".

وكانت الخليل التي ينتمي اليها عدد كبير من الفلسطينيين الذين قتلوا في الايام الاخيرة شهدت تظاهرة للمطالبة اسرائيل باعادة جثامين "الشهداء" الى عائلاتهم. وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت في 14 من تشرين الاول/اكتوبر الماضي انها لن تعيد جثامين منفذي الهجمات الى عائلاتهم.

وبين الجثامين التي لم تعدها اسرائيل، جثمان الفتاة& دانية ارشيد (17 عاما) التي قتلت الاحد برصاص الجيش الاسرائيلي امام الحرم الابراهيمي في قلب الخليل. ويقول جهاد والد دانية لوكالة فرانس برس "لم يحرموني انا فقط من ابنتي، كل المدينة لا يمكنها الحداد". وبحسب ارشيد فان الاسرائيليين "يرغبون في الضغط علينا لانهم يعلمون ان الاحتفاظ بجثامين الفتيات خط احمر لنا: يقومون باعدامهن ثم يحاولون المس بكرامتنا وشرفنا".

وخرج المئات من الفلسطينيين الثلاثاء عند باب الزاوية في وسط المدينة حيث يعيش 500 مستوطن اسرائيلي تحت حراسة الجيش، مطالبين باعادة جثامين "الشهداء"، في اول تحرك حاشد. وقال سالم خلة منسق عام الحملة الوطنية لفرانس برس ان الهدف من وراء احتجاز الجثامين هو "ردع الشباب والفتيات عن اعمال المقاومة (...) اعتقادا بان اعادتهم وتشييعهم في جنازات جماهيرية يشجع على اعمال المقاومة".

وتقوم سياسة اسرائيل على مصادرة جثث الفلسطينيين الذين يقتلون عند تنفيذ هجمات وطبقت ذلك خاصة على منفذي الهجمات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005). وتحتجز الدولة العبرية حاليا بحسب الحملة الوطنية 242 جثة اضافة الى 25 اخرين قتلوا في الشهر الماضي.

ونجحت الحملة في استعادة 130 جثة منذ تأسيسها في عام 2008، بحسب خلة. ويقول مسؤولون وناشطون فلسطينيون ان اسرائيل تدفن الجثامين في "مقابر الارقام" التي لا تكشف عن مواقعها. من جهة اخرى، ينظر القضاء الاسرائيلي الخميس في اجراء عقابي اخر، وهو هدم منازل منفذي الهجمات الذي يعد اسلوبا للعقاب الجماعي.

وستنظر المحكمة العليا الاسرائيلية في 9 التماسات ضد هدم المنازل. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو امر بتسريع وتيرة الهدم في اوائل هذا الشهر. وقرر نتانياهو ايضا منع اعضاء البرلمان الاسرائيلي ووزراء من دخول باحات المسجد الاقصى في وقت سابق لتخفيف حدة التوتر. ورغم المنع، دخل النائب العربي المسيحي باسل غطاس الى المسجد الاقصى الاربعاء ما اثار غضب المسؤولين الاسرائيليين الذين اعتبروا الزيارة تحريضاً على العنف.

وقال غطاس لفرانس برس "الهدف من الزيارة كان كسر قرار نتانياهو بمنع اعضاء الكنيست العرب والقول انه ليست له سلطة على المسجد الاقصى ومدينة القدس المحتلة".
وتكتسي زيارة غطاس للاقصى طابعا رمزيا كونه مسيحيا. وهو نائب عن حزب التجمع في القائمة العربية المشتركة التي يمثلها 13 نائبا من اصل 120 في البرلمان الاسرائيلي. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

واندلعت اشتباكات في الاعياد اليهودية الشهر الماضي مع تزايد زيارات اليهود للحرم القدسي الذي يسميه اليهود جبل الهيكل، ما زاد من مخاوف الفلسطينيين من محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 الذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة".
وانتقد نتانياهو ووزير الامن الداخلي جلعاد اردان زيارة غطاس.

وقال نتانياهو في بيان ظهر الاربعاء "لقد دخل عضو الكنيست باسل غطاس الى جبل الهيكل وذهب الى المسجد الأقصى. اؤكد لكم بانه لم يقم بذلك من اجل اداء الصلاة بل من اجل الاستفزاز فقط لا غير ومن اجل تاجيج الخواطر" مؤكدا "لن اسمح لاي عضو كنيست ولاي وزير بتاجيج المشاعر في جبل الهيكل".

اما اردان، فقد اتهم غطاس بالتحريض الذي يؤدي الى قتل الابرياء، قائلا في بيان "ان اعضاء الكنيست الذين يتسللون الى جبل الهيكل +الاقصى+ من وجهة نظري هم حقيرون ويعززون التحريض الذي يؤدى الى قتل الأبرياء."

من جهة اخرى اقر البرلمان الاسرائيلي في قراءة اولى تقديم دروس اللغة العربية إلزاميا للتلاميذ اعتبارا من سن السادسة، في خطوة يأمل مؤيدوها ان تساعد على تحسين العلاقات بين اليهود والعرب في إسرائيل.
&