عبّر الشعب العماني عن بالغ فرحه مع ظهور السلطان قابوس مستعيدًا عافيته، وهم ينتظرونه في 18 الجاري، ليحتفلوا معه بعيد السلطنة الوطني.


يوسف بن أحمد البلوشي من مسقط: مع اقتراب إحتفال سلطنة عُمان بعيدها الوطني بمناسبة تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم، ومرور 45 عامًا على ذلك، وذلك في ذكرى ميلاد السلطان يوم 18 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، يترقب العمانيون كل لحظة ظهور القائد الأب الذي غاب عن شعبه 8 أشهر في العام الماضي، بين تموز (يوليو) 2014 وآذار (مارس) 2015، في رحلة علاج في ألمانيا.

على عادته

ينتظر الشارع العماني أن يرعى السلطان قابوس العرض العسكري الذي يقام بالمناسبة، كما يتوقع أن يلقي خطابًا ساميًا، وأن يكون ذلك الخطاب في أثناء انعقاد مجلس عمان الذي يضم مجلس الدولة ومجلس الشورى، وهو يعقد في العادة قبل احتفال العيد الوطني، جريًا على عادة السلطان في السنوات الأخيرة.

قابوس ببدلته العسكرية خلال وضع حجر الأساس لمتحف عمان عبر الزمان في رمضان ) 14 يوليو 2015

ويطل السلطان بين حين وآخر على شاشات التلفزة العمانية، وآخر مرة أطل فيها كان يوم الأحد الماضي، حين ترأس اجتماعًا لمجلس الوزراء العماني، وهو ثاني اجتماع يرئسه منذ عودته إلى السلطنة، ما أراح العمانيين كلهم، فقد اتضح أن السلطان بدأ يستعيد صحته بشكل كبير، بعد آخر ظهور له في 14 تموز (يوليو) الماضي، حين ظهر بلباسه العسكري خلال وضع حجر أساس متحف "عمان عبر الزمان" في ولاية منح في محافظة الداخلية.

وقام السلطان الأحد الماضي بتكريم عدد من الوزراء لدورهم في أداء واجبهم الوطني. وهو يتنقل بين فترة وأخرى إلى داخل عمان، إلى ولاية منح التي يفضلها حيث قصره "حصن الشموخ"، ويزور قصره "بيت البركة" في ولاية صحار في شمال عمان، التي تبعد نحو 220 كيلومترًا عن العاصمة مسقط.

محطة سياسية مهمّة

مع كل ذلك، لم يظهر السلطان قابوس حتى الآن في استقبال أي مسؤول خارجي، في وقت أصبحت فيه السلطنة محطة سياسية مهمة في ظل ما تؤديه الدبلوماسية العمانية من دور لحلحلة قضايا عدة، منها علاقة إيران بالغرب واميركا من خلال البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى الجهود بشأن الحرب في اليمن والأزمة في سوريا.

السلطان قابوس عند وصوله بتاريخ 23 مارس/ آذار 2015 من رحلة العلاج في المانيا

ما يفرح العمانيين في ظهور سلطانهم هو استعادته صحته، وهذا مؤشر خير. فحينما نقارن بين ظهوره الأحد الماضي وآخر ظهور في رمضان الماضي نجده قد استرد عافيته بعد العلاج في المانيا من سرطان القولون.

ويتسمر كل العمانيين أمام شاشات التلفزيون مع كل إعلان لظهوره من أجل رؤية السلطان ومراقبة صحته، في حين يتداول العمانيون على شبكات التواصل الاجتماعي صور سلطانهم في آخر كل ظهور، ما يؤكد الحب الذي يكنّه الشعب العماني لقائده، الذي نقل البلاد من العدم إلى مصاف الدول المتقدمة، بانيًا المدارس والمستشفيات والجامعات ومؤسسًا الطرق الحديثة، ومثبتًا الأمن والاستقرار بفضل حكمته.