&قالت الحكومة الفنلندية إن اعتقالها شقيقين عراقيين من طالبي اللجوء جاء لمنع مؤامرة ارهابية، مؤكدة انها تتابع حوالى&300 آخرين لهم صلات بالارهاب، بينما قضت محكمة سويدية بالسجن المؤبد بحق شخصين بعد ادانتهما بارتكاب جريمتي قتل في سوريا. &

&
أسامة مهدي: كشف وزير الداخلية الفنلندي بيتري اوربو عن وجود حوالى 300 طالب لجوء في بلاده لهم صلات بالارهاب، وان الجهات الامنية تقوم بمراقبتهم بشكل دقيق، وذلك من خلال تصريح صحافي تعليقا على إلقاء سلطات بلاده قبل ايام القبض على شقيقين عراقيين يشتبه بقيامهما بقتل 11 عراقيا أعزل خلال مجزرة سبايكر الشهيرة التي راح ضحيتها 1700 عراقي قتلوا على يد تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين العراقية (170 كم شمال غرب بغداد) في حزيران (يونيو) عام 2014.
&
ووفقا للوزير الفنلندي فان اعتقال المشتبه بهما يأتي ضمن اطار القانون الفنلندي الذي يهدف الى منع اية مؤامرة ارهابية في البلاد، واشار الى الجهد المشترك للشرطة واجهزة الاستخبارات "سوبو" والمكتب الوطني للتحقيقات في متابعة الارهابيين المشتبه بهم، مؤكدًا أن الجهات المختصة تتابع 300 من طالبي اللجوء الاخرين، الذين يشتبه بوجود صلة لهم بالاعمال والمنظمات الارهابية.
&
وكان رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا، قد اعلن&ان الحكومة تنظر في سبل ترحيل طالبي اللجوء الذين تتم ادانتهم بارتكاب جرائم ارهابية بأسرع وقت من البلاد، فيما رفعت حكومة فنلندا مؤخرا توقعاتها لأعداد طالبي اللجوء في البلاد هذا العام إلى نحو خمسين ألفا بعد تدفق أعداد كبيرة في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد أن كانت تتوقع ثلاثين ألفا فقط، حيث يقارن هذا الرقم مع 3600 شخص فقط طلبوا اللجوء في فنلندا العام الماضي. وقالت وزارة الداخلية الفنلندية إن التقدير الجديد مقارنة بعدد سكان فنلندا الذي لا يتجاوز 5.5 ملايين نسمة يشبه عدد طالبي اللجوء الى المانيا والسويد.&
&
مجزرة سبايكر
&
وقد تدفق آلاف اللاجئين معظمهم من العراق إلى فنلندا في الأسابيع الأخيرة عبر السويد، حيث عبروا منطقة حدودية شمالية في تورنيو قرب الدائرة القطبية، وأمس اعلنت فنلندنا رفضها طلبا عراقيا بتسليمها الشقيقين المتهمين ايضا بالعمل مع تنظيم داعش، فيما قال القضاء العراقي انه تم إنجاز ملفي استرداد للمتهمين بارتكاب جريمة معسكر سبايكر، مؤكداً أن أوامر قبض سبق أن صدرت بحقهما قبل هروبهما الى خارج العراق.
&
وقال المتحدّث الرسمي للسلطة القضائية، القاضي عبد الستار بيرقدار، في تصريح صحافي وزعته السلطة القضائية الاحد واطلعت على نصه "إيلاف": إن "محكمة التحقيق المركزية في بغداد أنجزت ملفي استرداد المتهمين الذين أعلن مؤخراً عن إلقاء القبض عليهما في فنلندا بتهمة المشاركة في مجزرة معسكر سبايكر"، وأضاف: "تم إرسال هذين الملفين إلى الجهات التنفيذية لكي يتم استرجاع المتهمين"، موضحًا أن "المحكمة سبق أن أصدرت اوامر قبض بالأسماء الكاملة لهما وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب قبل هروبهما خارج العراق".
&
ومن جهتها، اكدت فنلندا رفضها تسليم المشتبهين بالتورط بمجزرة &سبايكر اللذين وصلا الى عاصمتها هلسنكي مع افواج اللاجئين العام الحالي، وقالت وزارة الداخلية الفنلندية انها تدرس اوضاع اللاجئين العراقيين وامكانية تسليم الارهابيين المطلوبين الى العراق، واشارت الى ان المشتبهين سيحاكمان في فنلندا بسبب عدم وجود اتفاقية تبادل للمتهمين بين البلدين، معبرة عن خشيتها من افلات المتهمين من العقاب بعد وصولهما الى العراق .
&
لكن وزارة الخارجية العراقية اكدت انها تتابع موضوع المتهمين بجريمة سبايكر في فنلندا، وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال ان "سفارة جمهورية العراق في فنلندا تتابع موضوع التوأم المعتقلين من قبل السلطات الفنلندية، موضحًا ان المتابعة قانونية وتتضمن تفاصيل القضية وسير تعامل القضاء والادعاء العام الفنلندي بتوجيه التهم لهذين المجرمين الخطرين".
&
السجن المؤبد
&
وعلى الصعيد نفسه، قضت محكمة يوتيبوري الابتدائية في السويد، اليوم الاثنين، بالسجن المؤبد بحق شخصين بعد ادانتهما بارتكاب جريمتي قتل في سوريا، واعتبرت المحكمة جريمة المتهمين اللذين يتراوح عمراهما بين 30 و32 عاما جريمة إرهابية.
&
ورأت المحكمة أن الجريمتين كانتا تهدفان إلى ترهيب السكان في سوريا وغيرها من البلدان ممن لا يؤمنون بـ "التعاليم الإسلامية الصحيحة" أمر يؤكد رأي الإدعاء العام بأن الجريمة فعل إرهابي. أحد المدانين وهو في الثانية والثلاثين من العمر مقعد يستخدم كرسيا متحركا ويعاني من إضطرابات نفسية &جراء تعرضه لإصابة في الرأس لكن المحكمة التي لم توضح جنسيتهما رأت أن جريمته على درجة من الخطورة تجعله يستحق الحكم بالسجن المؤبد رغم انكارهما ارتكاب الجريمة.
&
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إنها اقتنعت بالأدلة التي قدمها الإدعاء العام على مشاركة المدانين في الجريمة، وذلك بعد عرضه على المحكمة فيلما يظهر المدانين وهما يقومان بقطع رأس اثنين من ضحاياهما.
&
خلايا نائمة
&
وكان الدكتور محمد الشيخلي، مدير المركز الوطني للعدالة وهي منظمة حقوقية عراقية تتخذ من لندن مقرا لها، قد ابلغ "إيلاف" الاسبوع الماضي عن تزويد المركز دولا اوروبية مؤخرا بأسماء 1700 طالب لجوء عراقي وسوري هم اعضاء في ميليشيات مسلحة تتوفر ضدهم أدلة عن مشاركاتهم في جرائم حرب وضد الانسانية، وقد اندسوا بين اللاجئين الى تلك الدول ليكونوا خلايا نائمة يمكن استخدامها عند الطلب.&
&
واضاف ان المركز قد أطلق الحملة الدولية لملاحقة الميليشيات في أوروبا ويعمل حاليا على مطاردة ومحاسبة هذه العناصر الارهابية كما يسعى الى إصدار قرار دولي لادراج هذه المجاميع المسلحة والميليشيات الطائفية في قوائم الارهاب الاممية.
&
واشار الشيخلي إلى ان المشكلة الاساسية لعناصر الميليشيات والشبيحة انهم استغلوا واستثمروا التعاطف الاوروبي والدولي مع موجة النزوح والهجرة الاخيرة وبدأت هذه العناصر الارهابية تزاحم الشباب العراقي والسوري الذي اضطر بسبب القتل والخطف والبطالة والتمييز الطائفي والمذهبي والملاحقات الباطلة الى مغادرة العراق وسوريا للبحث عن ملاذ آمن في الدول الاوروبية ولذلك فان هذه العناصر الارهابية لا تستحق الاستضافة او اللجوء لانها صاحبة سجل اسود في القتل والتخريب.
&
&
&