اقتحم الحوثيون مكتب الرئاسة في اليمن اليوم الأحد وعينوا مديرًا جديدًا له بدلًا من أحمد بن مبارك، الذي خطفته جماعة الحوثي منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، ثم أطلقت سراحه لاحقا.

صنعاء: أعلن مسلحو الحوثي ممثل الجماعة بمؤتمر الحوار، محمود الجنيد، مديراً لمكتب الرئاسة خلفاً لأحمد بن مبارك بعد اقتحامه في صنعاء. وكان أحمد بن مبارك يشغل منصب مدير مكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكذلك منصب الأمين العام للحوار الوطني، وقد رفض الحوثيون في السابق تعيينه رئيسا للورزاء.

هذا وأعلن الحوثيون تشكيل لجنة امنية عليا لادارة شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين لضمان سيطرتهم على البلاد بعد اعلانهم حل البرلمان وانشاء مجلس رئاسي في خطوة وصفها المعارضون لها "بالانقلاب".

ودافع زعيم حركة انصار الله الشيعية عبد الملك الحوثي السبت عن تشكيل اللجنة وقال انه يخدم مصالح جميع اليمنيين ودول الخليج.& وقال "ان الذي حصل خطوة تاريخية وضرورية لمواجهة الفراغ الذي اراده الاخرون للالتفاف على الشعب".

وقال عبد الملك ان تشكيل اللجنة تم للقضاء على تهديد القاعدة التي لها وجود قوي في شرق وجنوب اليمن. واكد ان الحوثيين "حريصون على استقرار بلد لا يكون خاضعا للقاعدة مع ما تمثله القاعدة من خطر".

مسلحو "أنصار الله"

وذكر شهود ان صنعاء تشهد انتشارا كثيفا لمسلحي حركة انصار الله الحوثية الشيعية بعد تجدد التظاهرات بدعوة من منظمات حقوقية وشبابية يمنية ضد الاعلان الدستوري للحوثيين في عدد من المحافظات اليمنية.

وبعيد الاعلان عن تشكيل اللجنة الامنية، انفجرت عبوة ناسفة عند المدخل الجنوبي للقصر الرئاسي الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ 20 كانون الثاني/يناير مما ادى الى جرح عسكري ومدني، كما ذكر شهود عيان.

وفي ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء فرق المسلحون الحوثيون بالرصاص الحي تظاهرة لعشرات خرجت رفضا للإعلان الدستوري. واتهم منظمو التظاهرة الحوثيين باعتقال 17 ناشطا في التظاهرة واقتيادهم الى جهة مجهولة.

وقال شهود عيان ان المسلحين الحوثيين أغلقوا كل المداخل المؤدية إلى ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء لمنع المتظاهرين من الوصول والتجمع في الساحة وقاموا بحملة اعتقالات واسعة لطلاب جامعة صنعاء.

البيان الأول

وقال الحوثيون في بيانهم الاول الذي نشر بعيد حل البرلمان الجمعة ان هذه اللجنة تضم بين اعضائها البالغ عددهم 18 وزيري الدفاع والداخلية في حكومة عبدربه منصور هادي التي استقالت تحت ضغط حركة انصار الله الحوثية.

وقال البيان الذي بثته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان "اللجنة الامنية العليا ستدير شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي". ويرأس اللجنة اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع في حكومة عبدربه منصور هادي المستقيلة.

واثار تعيين الصبيحي وظهوره الى جانب القادة الحوثيين عند اصدارهم "الاعلان الدستوري" تشكيكا في محيط هذا الضابط الذي يعتبر مواليا للرئيس هادي.

فقد المح مدير مكتبه عبد العزيز منصور في تصريحات عدة مساء الجمعة الى ان اللواء الصبيحي "اجبر بالقوة على الظهور مع الحوثيين". وقال لوكالة فرانس برس "قطع كل اتصال معه ونحن قلقون على حياته".

وجاء تشكيل اللجنة الامنية العليا غداة "الاعلان الدستوري" الذي اصدره الحوثيون ويقضي بحل البرلمان اليمني واقامة مجلس وطني بدلا منه تمهيدا لتشكيل مجلس رئاسي ثم حكومة وحدة وطنية لمرحلة انتقالية مدتها عامين.

تنديد بالإنقلاب

ونددت دول مجلس التعاون الخليجي السبت بما وصفته بـ "انقلاب" الحوثيين.

وقال المجلس في بيان نشر في مقره بالرياض ان "هذا الانقلاب الحوثي تصعيد خطير مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حال، ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني، ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر".

واعلن المؤتمر الشعبي العام وهو الحزب اليمني الذي يتراسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح السبت معارضته للاعلان الدستوري واعتبره "تعديا على الشرعية الدستورية".

واعرب الحزب في بيانه عن "الاسف إزاء المسار الذي أخذته الأحداث في ضوء الإعلان الصادر عن انصار الله وهو ما يعتبر تعديا على الشرعية الدستورية، ومخالفا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها، واتفاق السلم والشراكة الوطنية".

واضاف البيان ان المساس بالدستور هو "مساس بكل مكتسبات الوطن والشعب وفي مقدمتها الوحدة اليمنية كما أن الدستور متكامل ومنظومة واحدة ولا يجوز فيه أو معه الانتقاص أو الانتقاء من مواده وإلغاء أخرى، حتى يتم التوافق على مشروع الدستور الجديد والاستفتاء عليه".

من جهته اعلن التجمع اليمني للاصلاح رفضه للاعلان الدستوري الصادر عن الحوثيين. وجاء في بيان صادر عن هذا الحزب تعليقا على الاعلان الدستوري "نؤكد رفضنا لتلك الخطوة الأحادية وما يترتب عليها، ولا حل إلا بإلغاء كافة الخطوات الانفرادية والعودة للحوار".

وصرح مسؤول اميركي رفيع طلب عدم كشف اسمه بعد اجتماع بين وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي في ميونيخ الجمعة ان واشنطن تعارض انشاء مجلس رئاسي اعلن عنه الحوثيون في اليمن.

الا ان هذا المسؤول الاميركي اوضح ان الولايات المتحدة لم تحدد بعد كيفية تعاملها مع "الاحداث الملتبسة والتي تجري بسرعة"، موضحا انها ستجري مشاورات حول الخطوات المقبلة.

من جهته، اعرب مجلس الامن الدولي الجمعة عن "قلقه العميق" من الوضع في اليمن وهدد بفرض عقوبات في حال لم تستأنف المحادثات لاخراج البلاد من الازمة. وطالب المجلس ايضا بـ "الافراج الفوري" عن الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء الذين فرضت عليهم الاقامة الجبرية.