أكدت سهير الأتاسي، عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، لـ"إيلاف" أنها تقدمت بإستقالتها من رئاسة وحدة تنسيق الدعم بعد عامين من العمل إلى الدكتور خالد خوجة رئيس الائتلاف، فيما أعلن المكتب الإعلامي للائتلاف أن الاستقالة لأسباب شخصية، وبناء على طلبها، وأن خوجة قَبِل الاستقالة، وباتت سارية المفعول.


بهية مارديني: حول أسباب الاستقالة، قالت الأتاسي لـ"إيلاف": "هو قرار اتخذته منذ أشهر.. ربما منذ أن وصلت حملات التشويه إلى حد إلصاق الاتهامات بي في قضية لقاحات الحصبة.. حينها قلت إنني سأستقيل بعد إثبات براءتي.. وعندما ظهرت البراءة، كانت وحدة تنسيق الدعم في حالة مالية صعبة، فتحمّلت مسؤولياتي في تأمين الدعم لها، ثم قررت أن أتركها، وهي في حالة جيدة من حيث الاستقرار الإداري والقدرة على القيام بواجباتها.. إذًا هو قرار قمتُ بإنضاجه منذ أشهر.. وكانت الاستقالة في أول يوم عمل من هذا الشهر: 2 آذار (مارس) 2015، ولكنني تأخرت في إعلانها حتى عودتي من السفر إلى مقر إقامتي في عنتاب في تركيا".

ضمير مرتاح
وردًا على سؤال حول تحميلها بعد الاستقالة كل الأخطاء والمسؤوليات، أجابت: "أنا مستعدة للمساءلة، وضميري مرتاح، وكلي ثقة أنني قد ساهمت في بناء مؤسسة وطنية تعمل وفق معايير إنسانية".

وأعلنت الأتاسي عن استقالتها، التي أثارت ردود فعل عديدة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وذلك رغم إلغاء اللجنة القانونية في الائتلاف سابقًا قرارًا بإقالتها إبان هيئة الرئاسة السابقة.

وقالت في قرار الاستقالة إنه بعد "عامين من عملي في وحدة تنسيق الدعم، يمكنني القول إننا – كسوريين - نجحنا في بناء مؤسسة إنسانية، تعملُ وفقَ ضوابط ومعايير العمل المؤسساتي، ويشتركُ جميعُ موظفيها في إدارتها وقيادتها بشكلٍ جماعي، وهذا ما يدعو إلى الشعور بالفخر، لي شخصيًا، ولكل من ساهم في بناء الوحدة، ولنا جميعًا. لقد بلغت الوحدة اليوم مرحلةً جيّدة من النضج والتطوّر، من حيث معايير العمل المتّبعة، ومن حيث العلاقات مع المانحين في الخارج والشركاء التنفيذيين في الداخل، ومن حيث خضوعها لتدقيق مالي خارجي من قِبَل واحدة من أكبر شركات التدقيق المالي في العالم، ومن حيث اعتمادِ تقاريرها الإنسانية من قِبَل الأمم المتحدة وأكبر المنظمات الإنسانية.

تعثر فنهوض
أضافت: "قبلَ عامين، تم اختياري من قبل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، لبناء هذه المؤسسة الإنسانية، وكانت مهامي فيها سياسية ودبلوماسية، تهدف إلى جلب الدعم من الدول الصديقة والجهات الدولية المانحة، لتخفيف آثار الكارثة الإنسانية على أهلنا في الداخل، وكذلك الحفاظ على هوية الوحدة كمؤسسة إنسانية، وإبعادها عن التجاذبات السياسية، سواءً في مرحلة البناء أو من حيث معايير العمل. لقد تعثّرنا مرارًا أثناء عملنا، لكننا نهضنا من جديد، بفضلٍ من الله تعالى، وبمساعدة أهلنا السوريين وأصدقائنا العرب والأجانب الواثقين بأهميّة هذه المؤسسة وضرورتها".

ورأت: "أنني قدّمتُ كلّ ما أستطيع تقديمه خلال العامين الماضيين، ولذلك قرّرتُ الاستقالة اليوم، وترك الوحدة وهي في مرحلة من القوة، والعودة للاهتمام بالعمل السياسي أكثر، فما زالت الثورة السورية بحاجة إلى الكثير من النشاط السياسي، والدعم في المحافل العربية والدولية، ولذلك سأركّز على هذا الموضوع في المرحلة المقبلة، وأعطيه الأولوية ضمن اهتماماتي والتزامي بالثورة السورية".

شكرًا قطر
وشكرت الأتاسي "كل الدول التي ساهمتْ في دعم الوحدة منذ تأسيسها، سواءً من حيث دعم البناء المؤسساتي، أو دعم المشاريع الإنسانية في الداخل، وأطلبُ منهم الاستمرار في تقديم المساعدات إلى الشعب السوري عن طريق مؤسسات الثورة السورية ومنها وحدة تنسيق الدعم. وأخصُّ بالشكر دولة قطر الشقيقة، التي كان لها الفضلُ في استمرار عمل الوحدة وتطوّرها".

كما شكرت أيضًا الائتلاف الوطني "الذي منحني الثقة لبناء هذه المؤسسة"، وتمنّت استمرار العلاقة الوثيقة بين الائتلاف والوحدة والحكومة السورية الموقتة، بما يخدم مصلحة الشعب السوري وثورته.

&

&

.
&