دافع رئيس الوزراء العراقي بشدة عن قوات الحشد الشعبي للمتطوعين ضد تنظيم "داعش" مؤكدًا انه ليس مليشيات مسلحة، وانما تشكيل قانوني يعمل تحت إرادة الدولة برغم إساءات بعض عناصره، الذين يخضعون لعقوبات السلطات. واتهم سياسيين بترويج اشاعات دفعت سكان الأنبار إلى النزوح، فميا طالب قادة عراقيون بتعزيز الانتصارات ضد التنظيم بتحقيق مصالحة حقيقية بين العراقيين.

&
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة السبت بالإحتفالية الكبرى ليوم الشهيد العراقي والتي اقامها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بمناسبة الذكرى 12 لاستشهاد رئيس المجلس الأسبق محمد باقر الحكيم وتابعتها "إيلاف"، إن العراقيين يعيشون الآن شراكة وطنية بين جميع مكوناتهم وهذه ليست منة من احد وانما هي حق لكل الجهات السياسية المشاركة في العملية السياسية والمساهمة في المشاركة بهموم وتطلعات العراقيين، وشدد بالقول على انه "لاتهميش الان في العراق لاي مكون او قوة سياسية".
&
وحذر من انه ليس من الصحيح ان تكون هناك شراكة معلنة فيما يكون لكل فريق همومه الخاصة والحزبية بعيدا عن المصلحة العامة للعراق كله". ودعا الجميع إلى مشاركة ودعم المقاتلين ضد "داعش" من اجل امن واستقرار العراق .. منوها إلى ان البلاد تستطيع بوحدة كلمتها وهدفها من تجاوز ظروفها الخطيرة الحالية برغم اختلاف وجهات النظر بين القوى السياسية. وشدد على ان حكومته ملتزمة بالشراكة السياسية والاتفاقات المعقودة بين جميع السياسيين.
واتهم العبادي قوى سياسية باطلاق تصريحات واشاعات لاهداف انتخابية كانت وراء نزوح اهالي محافظة الأنبار الغربية، واوضح ان هناك حاليا حرب اشاعات اشد خطورة وفتكا من السلاح .. وقال "شعبنا يقاتل في الأنبار والتحريض يلاحقه ونزوح أهل الأنبار لم يكن له اي مبرر، لكنها الاشاعات والتهويل والتحريض وراء ذلك لاهداف سياسية وانتخابية لم تكترث بتعريض النازحين للخطر وظروف العيش في العراء بظروف قاسية". واشار إلى ان السلطات وقواتها الأمنية تقدم جميع المساعدات لنازحي الأنبار الذين يقاتلون الارهاب بدورهم، وشدد بالقول "لن نسمح بالمتاجرة بقضية اللاجئين ولن نتخلى عنهم في اي مكان من العراق".
&
لكن العبادي اوضح في هذا المجال أن من مسؤولية الحكومة الحفاظ على امن العاصمة بغداد حتى لايندس بين النازحين عناصر لداعش خاصة وان النزوح كانت وراءه اهداف تحريضية سياسية مريبة.
واكد ان السلطات لن تسمح ابدا بفوضى النزوح منوها إلى النازحين من الأنبار عبروا عن تفهمهم لاوضاعهم وعن صبرهم على خلاف بعض السياسيين الذين لاجأوا إلى التحريض. وشدد على أنه لا يوجد بين السنة الآن من يريد تنظيم "داعش" الذي لم يعد يملك الكثير من المقاتلين العراقيين فمعظم عناصره الحاليين هم من الاجانب مثلما اظهر رصد محاثاتهم. وقال إن "افراد التنظيم في نقصان وافراد قواتنا بازدياد وتتعزز يوميا".&
وحول الانتقادات الموجهة إلى ممارسات طائفية لعناصر الحشد الشعبي الذي يضم تشكيلات مليشياوية مسلحة ومتطوعين فقد اشار العبادي إلى ان السلاح كله محصور بيد الدولة حاليا وهي لاتسمح بأي سلاح خارج سلطتها .. وقال "نحرص على ان يكون السلاح تحت ادارة الدولة فالقوات الأمنية والحشد الشعبي تعمل كلها ضمن القانون العراقي والحشد انشئ بقرار من مجلس الوزراء فهو يعمل تحت غطاء قانوني وتشريعي وتحت قيادة القوات المسلحة".&
&
وشدد رئيس الوزراء العراقي بالقول "لامليشيات لدينا في العراق وقد اوضحت خلال زيارتي الاخيرة إلى الولايات المتحدة ان المليشيات هي عدو العراق لانها تحمل السلاح خارج الدولة لكن الحشد الشعبي تم وضعه تحت سيطرة الدولة وهناك الكثير ممن حملوا السلاح خارج اطار الدولة لكنهم في السجون الان حيث تتم محاسبة المسيئين منهم ومعاقبتهم قانونا".
واشار العبادي إلى ان الحشد الشعبي يضم الآن كل مكونات الشعب العراقي من الشيعة والسنة والمسيحيين والعرب والتركمان والشبك والايزيديين ولكن الاكراد البيشمركة واختاروا عدم الإنضمام للحشد لكن مواطنيهم في محافظات خارج الاقليم يقاتلون مع الحشد. واكد أن اخراج داعش من العراق اصبح وشيكا وقال ان هذا التنظيم وكما انهار سريعا في تكريت فأنه سينهار عاجلًا ايضا في بقية المناطق العراقية التي يسطر عليها محذرا من اعانته "من خلال خلافاتنا واشاعاتنا".&
وكان الحكيم قد استشهد بانفجار سيارة مفخخة في 29 آب (أغسطس) عام 2003 بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة وراح ضحية ذلك التفجير حوالي 83 شخصا .
&
معصوم &
ومن جهته اكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم ان الانتصارات المتحققة ضد تنظيم داعش الارهابي تخلق جواً مناسباً للمصالحة الوطنية ولانصاف المظلومين ومنع الدكتاتورية والانفراد بالحكم. واضاف ان من اهم مااكد عليه الشهيد عدم تحميل اية جهة مذهبية او قومية وزر الارهاب الذي بدا في البلاد بعد عام 2003 منطلقاً من مبادئ الدين الحنيف والحقوق الانسانية كما وضعتها لوائح المجتمع الانساني".
واشار إلى ان مايشهده العراق اليوم من نزوح لاكثر من مليوني مواطن واخرها نزوح اهالي الأنبار واستقبال اخوانهم من باقي المدن والمحافظات لهم برحابة صدر وقلب مفتوح، واقتسموا معهم لقمة العيش "تعطي لنا درساً مهماً يجب ان نعمل به". وشدد معصوم على أن "هذا الدرس العظيم ان احسنا التعامل معه بايجابية وتاخذه الكتل السياسية لترجمة هذا التلاحم للعمل بروح نضالية متاخية لانجاز عدد من الخطوات والاجراءات تجعل المصالحة حقيقة ملموسة على الارض".
وأكد على أن "انتصارات قواتنا بمختلف تشكيلاتها ومعها الشعب تتطلب موقفا موحدا لتعزيزها بالاعتماد على انفسنا وعلى دول الاقليم والاشقاء , فالانتصارات تخلق جوا مناسبا لانجاز المصالحة الوطنية على أسس انصاف المظلومين والحريات ومنع الدكتاتورية والانفراد بالحكم ".
&
الجبوري
ومن جانبه دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى دعم واسناد جميع المقاتلين ضد تنظيم "داعش" من القوات الأمنية والحشد الشعبي ورجال العشائر، واشار إلى اهمية اندماج العراق في محيطه العربي ليواجه التحديات المشتركة ويتوسع دعمه في مواجهة الإرهاب والقضاء على التنظيم لمنع تسربه إلى دول الجوار ودول المنطقة والعالم الاخرى.
واعتبر التعامل مع مسألة نازحي الأنبار تحديا حقيقيا لقدرة العراقيين على استيعاب الأزمات المزدوجة &
وقال ان"انهار الدماء التي قدمها الشهداء تمثل مسؤولية تأريخية ثقيلة تنوء بها الجبال وان هذه المسؤولية تتشكل في اطار استحقاقات والتزامات لايمكن التفريط بها في أي حال ما يجعلنا اكثر حرصا على مراقبة بوصلة العملية السياسية من ان تنحرف عن مسارها او تبتعد عن مهمتها في إرساء العدل واسس الدولة الصحيحة".
واضاف الجبوري ان "رجال قواتنا الأمنية من ابناء الجيش والداخلية والحشد الشعبي وابناء العشائر والبيشمركة اتخذوا موقفا تاريحيا لايمكن اغفاله ونسيانه او تهميشه وكان لأبنائنا من أهالي الجنوب الموقف البطولي المتميز في تقديم التضحيات لتحرير الأرض في صلاح الدين وديإلى ومواجهة غربان داعش مشددا على انها شجاعة تستحق التكريم والاعتزاز ".
واكد الجبوري ان الاوان قد حان لأن يندمج العراق في محيطه العربي ويواجه التحديات بالقدرات المشتركة وقال ان هذا يعني ان تواصلنا مع جيراننا مهم وجوهري في دعمنا على مواجهة الارهاب ".
وبين "اننا تحدثنا عن ضرورة القضاء على داعش لمنع تسلله إلى دول الجدول وقال ان هذا تطلب جهدا تنسيقيا عالي المستوى تحقق في زياراتنا الاخيرة إلى دول المنطقة".
واشار الجبوري إلى ان "مشكلة النازحين في نسختها الأنبارية الجديدة تمثل تحديا حقيقيا واختبارا لقدرتنا على استيعاب الازمات المزدوجة واكد ان ماحصل في نزوح اهالي الأنبار يتطلب جهدا مضاعفا لتخفيف وقعه عليهم"مشيرا إلى ان"اهل الأنبار كرام والوقوف معهم يجب ان لا يكون منة من أحد حيث وقفوا مع اهلهم في بغداد ابان ازمتي 1991و2003 حين استقبلوا آلاف العوائل من بغداد وهذه اخلاق العراقيين وليس بغريب عليهم هذا الموقف".
&
الحكيم
اما رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم فقد أكد أن العراق سيكون شاهدًا على انطلاق الاستقرار الاقليمي منه بعد ان انطلقت منه الفوضى في السابق.
وقال الحكيم في كلمة له بذكرى استشهاد زعيمه الاسبق محمد باقر الحكيم ان البعض يحاول اختطاف الاسلام وتحريفه تحت عصابة ارهابية مجرمة تدعي خلافة مزعومة تقوم على القتل والتخريب والدمار وسبي النساء وحز الرؤوس،مشيرا إلى ان الوقت الحالي يتطلب من السياسيين التوحد وترك التشرذم والتقاطع وان يكونوا قادة على مستوى العراق وتكون مسؤوليتهم تأريخية ازاء ما يحصل.
وطالب بحمل السلاح ومواجهة من اعلن خلافته المزعومة لنحمي العراق من شذاذ الافاق وان لانصب جهودنا نحو الحسابات الضيقة فلا مجال امام لغة التشهير لافتا إلى ان المرحلة الحالية من تأريخ البلد فاصلة فأما ان يولد العراق واما ان نتخلى عنه ونكون بلا وطن.
واشار إلى ان العراق اليوم هو في قلب معادلة اقليمية جديدة يعاد فيها تشكيل المنطقة واساس هذه المعادلة هو العراق بعد ان تحول مايعرف بالربيع العربي إلى عواصف رملية، تحولت خلالها الحدود إلى رمال متحركة لتخلق شرق اوسط جديدا،مؤكدا اأن التأريخ سيكون شاهدا وشهيدا على جميع شخوص المرحلة الراهنة لذلك لابد من جعل العراق نقطة تواصل للمنطقة وليس نقطة تقاطع. واوضح ان محمد باقر الحكيم ادرك ان معركة الخلاص من النظام الدكتاتوري السابق كانت طويلة ومفتوحة والهدف منها هو اسقاطه فكان شهيد المحراب اسلاميا لكل الاديان ورساليا لكل الطوائف ووطنيا لكل الوطن.
&
بارزاني
أما رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني فقد أشار إلى أن العراق أصبح هدفا للقوى الظلامية والتكفيريةبعد سقوط نظامه السابق واصبح المواطن في العراق واقليم كردستان هدفا للقتل المجاني .
وقال بارزاني في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، فخري كريم إن العراقيين صاروا "بلا استثناء موضوعا للشهادة والتضحية والبذل والمواطن أصبح هدفا للقتل المجاني بالقتل والتفخيخلاوليس الشيوخ والاطفال والمرضى والمساجد والكنائس والمراقد المقدسة بمنأى عن هذه الاستهدافات".
وأوضح "العراق وكردستان وحلبجة وكل مكان على خطوط المواجهة مع داعش والارهاب"، معتبرا أن "استشهاد الحكيم نقطة تحول في مواجهة التكفيريين". وشدد على أن "قطعان سائبة تلعب بمقدرات ثلث البلاد بسبب سياسات مغامرة فاشلة".
وفي اتهام واضح لحكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي اشار بارزاني إلى ان ما يشهده العراق &من اوضاع امنية واقتصادية إلى "السياسيات التي مارستها الحكومات المتعاقبة منذ التغيير 2003 وتخلي البعض عن البرامج التي كانت هي اساس التغيير". وقال "منذ انزياح سلطة الاستبداد عام 2003 والعراق اصبح موضوعا للتدمير وشعبنا هدفا للاستهداف من قبل قطعان الارهاب التكفيري باختلاف الشعارات والقوى التي انضرت من امكانية التحول الديمقراطي وبغض النظر عن الاخطاء التي لازمت عملية الانتقال والتعقيدات التي رافقتها ان لجأت الادوات والاساليب والتدابير غير الحكيمة فان ما جرى لا يمكن عزله عن ممهداته التاريخية المرتبطة بسياسة القمع الشامل، التي اعتمدتها الدكتاتورية وتصفية الحياة السياسية بإفراغها من قواها الاجتماعية والحزبية الحية وتكريس سلطة الحزب الواحد وإن كان شكليا والفرد المهيمن وممارسة اشد الاساليب القمعية بما انطوت عليه من تصفيات جسدية وعسكرة للمجتمع الدولة وتعريب وتغيير سكاني وتشويه للقيم والمثل العليا".
واضاف ان "هذا التوصيف لا يكفي دون التوقف عن السياسيات التي مارستها الحكومات المتعاقبة منذ التغيير وتخلي البعض عن البرامج التي كانت هي اساس التغيير، بل محاولة اعادة انتاج صورة مشوهة لكل ما استهدفه التحول من حكم الفرد والسلطة الباغية والعبث بالدولة ونهب المال العام وتعطيل المؤسسات الديمقراطية".&
واشار بارزاني إلى أهن "هذا الذي كان هو ما يؤشر إلى ما اصبحنا عليه اليوم، ثلث البلاد تعبث بسكانها ومواردها قطعان سائبة تكفيرية لم يكن لها ان تستبيح كرامتنا دون ان تمهد لها سياسة عجفاء هزيلة &ومغامرة معزولة فاسدة بلا قيم وطنية، وخزينة خاوية تنوء تحت ثقل عجز وقد أرهقها فساد منفلت وسرقة صريحة للمال العام وعبث لموارد البلاد".
&
وشدد بارزاني على ضرورة الوقوف على هذه التداعيات وما تشكله من محنة مأساوية للشعب والبحث في سبل معالجتها بجرأة وحزم واتكال على الارادة الوطنية، المأسورة بفك اسرها واعادة الاعتبار للقيم الوطنية والدينية والانسانية التي ضحت بسبيلها كوكبة تتسع كل يوم من اخيار العراقيين المتشوقين لحياة تليق بالإنسان .
يذكر ان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" يسيطر على مساحات واسعة من الأنبار كبرى محافظات العراق والتي تتشارك حدودا مع سوريا والاردن والسعودية. كما سيطر التنظيم ومقاتلون مناهضون للحكومة على مدينة الفلوجة واحياء من الرمادي منذ مطلع 2014 قبل الهجوم الواسع الذي شنه داعش في حزيران (يونيو) الماضي واتاح له السيطرة على مساحات واسعة في محافظات الموصل وصلاح الدين وديإلى وكركوك اضافة إلى توسيعه لسيطرته خلال الايام الاخيرة في الأنبار على رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
&
&
&&
&

&