حذر نائب الرئيس العراقي أياد علاوي من خطر رسم خرائط جغرافية جديدة وأخرى مجتمعية لدول منطقة الشرق الاوسط... وقال إن الطائفية السياسية والمناطقية هيّأت المناخ والارضية المناسبين للارهاب والجماعات المتطرفة... ودعا إلى مؤتمر اقليمي ودولي لتحقيق مصالحة وطنية في المنطقة والعراق.&
&
لندن: قال نائب الرئيس العراقي اياد علاوي، في كلمة ألقاها خلال الجلسة اﻻفتتاحية لأعمال منتدى الدوحة الخامس عشر، إن الإرهاب والتطرف والطائفية السياسية هي من ابرز التحديات التي تواجهها شعوب المنطقة، محذرًا من التداعيات السلبية للمتغيرات الديمغرافية التي تفرضها عمليات التهجير القسري والنزوح في اعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة .

قلق من رسم خرائط جغرافية جديدة لدول المنطقة
وعبر علاوي عن القلق من أن تؤدي اﻻحداث الجارية في المنطقة إلى رسم خرائط جغرافية جديدة لبعض دول منطقة الشرق الاوسط الكبير... وقال "اننا فقدنا الهوية الوطنية الجامعة، ولذلك تسببت الطائفية السياسية والمناطقية بتهيئة المناخ والارضية المناسبين للارهاب والجماعات المتطرفة". وشدد الليلة الماضية في كلمته امام المنتدى الذي انطلقت اعماله وبحضور رؤساء دول وحكومات وشخصيات سياسية واكاديمية من 80 دولة لمناقشة آفاق الربيع العربي وتداعياته، على أن الإرهاب والتطرف والطائفية السياسية بأشكالها المتعددة هي من أبرز التحديات التي تواجه المنطقة "وتقع في مقدمة عوامل التهديد الجدي لكياناتنا الوطنية ونسيج مجتمعاتنا ولمنجزات الانسان الحضارية ايضاً".&
واضاف أن التدخلات الخارجية ودعم بعض الدول لقوى التطرف قد فاقما الاحتقانات والازمات في كل بلدان المنطقة "ما يشكل خطراً على شعوبنا وعلى كل المجتمعات البشرية، من دون استثناء، حيث أدت هذه الاحتقانات إلى افرازات سلبية كثيرة، وفي مقدمتها متغيرات ديموغرافية بسبب النزوح والتهجير القسري الهائل، الذي تشهده مناطق واسعة في الشرق الاوسط الكبير، حيث بلغ عدد النازحين في سوريا اكثر من سبعة ملايين نازح ومهاجر، وفي العراق بحدود ثلاثة ملايين نازح داخل العراق عدا المهاجرين نتيجة الإرهاب والتطهير العرقي والمذهبي، بالاضافة إلى النزوح المستمر من السودان والصومال وليبيا واليمن وأجزاء أخرى من العالم، بالرغم من موت الآلاف غرقاً وجوعاً بحثاً عن حياة كريمة في دول أخرى.&
&
واوضح ان الخطر الاوسع من كل ما يجري هو عندما تؤدي التغييرات الديموغرافية إلى اعادة رسم خرائط جديدة جغرافية، وأخرى مجتمعية لبعض الدول في منطقة الشرق الاوسط الكبير، وتأثيرات ذلك على دول العالم بأسره. وقال إن ما يواجهه العالم اليوم من مخاطر تتلخص في الصراع المرير بين قوى التطرفِ والإرهاب من جهة، وقوى الاعتدال والعقلانية من جهة أخرى، فضلاً عن اضطراب التوازن العالمي وتصاعد ألازمات الاقتصادية العالمية الخانقة، والتي عطلت قوى الاعتدال في العالم، وأدت إلى إنكفائها وفشلها في ادارة الصراع لصالح الاستقرار والامان.
واشار إلى أن في مقدمة الفشل، ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتراجع فرص السلام العادل والشامل كحل مقبول لكل الاطراف، حيث أنتجت كل هذه العوامل مناخات سياسية ساعدت على تصعيد حدة التوترات، وأثرت سلباً على نوعية الحياة في كل جوانبها.

التمايز والاقصاء أذكيا التطرف والتعصب
وقال علاوي "إن ما يحصل في منطقتنا المهمة والحيوية في العالم، خير دليل على أن تفاعل وتداخل الاحتقانات والمآسي، عقّد سبل المعالجة والحلول وأدى إلى استمرارها، وساهم في إذكاء التطرف والتعصب نتيجة لتفاقم مشاعر الاحساس بالحيف والتمايز والتهميش والاقصاء وفقدان معنى المواطنة، فضلاً عن سيطرة الخوف وتراجع الحريات الأساسية، والاصلاحات السياسية وتوسع رقعة العوز والفقر، الذي يلف أنحاء كثيرة في العالم ومنه منطقتنا، وفقدان الهوية الوطنية الجامعة التي حلت مكانها الجهوية الضيقة والطائفية السياسية والمناطقية والإرهاب، حيث تسبب كل ذلك بتهيئة الأرضية والحاضنة المناسبة لتجذير التطرف عقائدياً وفكرياً وسياسياً". واضاف أن هذه التداعيات تتطلب اجراء اصلاحات فورية في المفاهيم السياسية والأقتصادية والثقافية، والنظر في إعادة هيكلة المؤسسات الاقليمية كجامعة الدول العربية والدولية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والأمم المتحدة. &&

دعوة لمصالحة وطنية في العراق والمنطقة
وعن الاوضاع الراهنة في العراق، اشار علاوي قائلاً: "لقد دعونا في العراق الذي يصارع اليوم قوى التطرف والإرهاب والطائفية السياسية، إلى عقد مؤتمر اقليمي، برعاية دولية، لإيجاد التفاهمات على قواعد واضحة في بناء العلاقات السليمة، التي تقوم على تبادل المصالح وتوازنها من جهة، وعلى احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من جهة أخرى، وإعطاء الفرص الواقعية لتحقيق الأمن والأمان، واستقرار ورفاهية شعوبنا ودعم السلام العالمي".
واوضح أن هذه الدعوة قد حظيت بمباركة البعض، ومنهم أمين عام الأمم المتحدة، "كما إننا وعلى الصعيد الداخلي في العراق والمنطقة نكافح لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية، عبر عدالة تنصف الضحايا وتعاقب المجرمين، وإقامة دولة المؤسسات، وسيادة القانون والمواطنة الحقيقية، التي تنعم بالعدالة والمساواة، كذلك طالبنا بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة وأمينها العام، لوضع الحلول والمعالجات، لمشاكل وآفات النزوح، والهجرة القسرية واللجوء السياسي، التي باتت تهدد المنطقة والعالم، والعمل على توفير الظروف للحد منها وتقليص تأثيراتها".
واكد أن الاستجابة لهاتين الدعوتين، على الصعيدين الاقليمي والعالمي، تسهل عمليات التحول نحو العدالة والمساواة والتنمية وتكبح الانتهاكات، كما تعزز فرص الأمن الجماعي والوحدة المجتمعية والاستقرار الاقليمي والدولي، وتنشط التعاون في قطاعات الاقتصاد، والتبادل التجاري والثقافي والاعمار والاستثمار والطاقة والاتصالات والاعلام والصحة، وتمنع عسكرة المجتمعات المحلية وسباق التسلح، بين دول المنطقة بما في ذلك حيازة الأسلحة النووية، وأسلحة الدمار الشامل الاخرى، على حساب التنمية والحرية والعدالة الاجتماعية.
&ويشارك علاوي في المنتدى الذي يستمر ثلاثة ايام على رأس وفد يضم عددًا من مستشاريه، إلى جانب &اكثر من 500 مشارك من 80 دولة، لبحث آفاق الربيع العربي وتداعياته والتحوّل الديمُقراطي، وقضايا الأمن الجماعي، والاستقرار الإقليمي والدولي، وقضايا التنمية الإنسانيّة وأمن الإنسان، والاقتصاد والأعمال والطاقة، ومجالات التعاون الدولي، والمسائل المصيريّة وحقوق الإنسان والإعلام المُعاصر والتواصُل.
&
&