نصر المجالي:&رأت تقارير أن التصعيد العسكري التركي الجوي ضد تنظيم (داعش) في سوريا ومواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق،& يشكل تحولاً "تاريخياً" في الشرق الأوسط.&
وترأس رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، السبت، اجتماعاً أمنياً طارئاً في قصر جانقايا في العاصمة أنقرة، لبحث العمليات العسكرية الأخيرة، خارج الحدود، ضد تنظيم (داعش) ومنظمة (بي كي كي).&
وقالت وكالة (الأناضول) إن الاجتماع استمر ساعة وعشر دقائق، قدّم خلاله قائد القوات الجوية أقن أوزتورك، موجزَا عن العمليات الأخيرة للسلاح الجوي التركي ضد أهداف إرهابية.
وحضر &الاجتماع، نائبا رئيس الوزراء بولند أرينج، ويالتشين آقدوغان، ووزير الداخلية صباح الدين أوزتورك، ووزير الدفاع وجدي غونول، إضافة إلى رئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، وعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية التركية.
وأعلن أوغلو ان الشرطة التركية اعتقلت منذ الجمعة في جميع انحاء تركيا 590 شخصا متهمين بالارتباط بتنظيم داعش او حزب العمال الكردستاني.
وقال "حاليا اوقف 590 شخصا مرتبطين بمنظمات ارهابية لانهم يشكلون خطرا محتملا".
&
&
صحوة سنية&
وإلى ذلك، قال تقرير صحافي نشر في لندن إن العمل العسكري التركي رغم تأخره خطوة تتسم بالشجاعة بعد أن اتضح صعوبة هزيمة تنظيم الدولة بمعزل عن مشاركة الدولة العربية والإسلامية التي تمثل القوى السنية الكبرى في المنطقة.
وقالت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية في تقرير لها، السبت، إن آمال دحر توسعات تنظيم (داعش) المتشدد تتعلق بشحذ دول مثل مصر والأردن همتها لمواجهة التنظيم وهو ما سيحفز "الصحوة السنية" في المنطقة.
وأضافت أن التفجير الذي وقع في سروج على الحدود التركية السورية قد يكون هو السبب وراء التغير الدرامي في أولويات السياسة التركية التي ظلت عيونها مركزة لسنوات على دمشق واطاحة بشار الأسد كشرط لنزع فتيل الأزمة في المنطقة حيث أدى إلى لفت نظر أنقرة إلى ان تنظيم داعش سيكون خارج السيطرة حال سقوط الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنعطف الجديد الذي اتخذته تركيا قد يكون سببا في زيادة التوتر وتزايد العمليات الارهابية داخل الأراضي التركية والتي سيدفع ثمنها مدنيون في الأغلب لكنه أيضا سيكون سببا في أن العالم سيكون مكانا أكثر أمانا في وقت قريب.
&
تحول تاريخي&
ومن جهتها، رأت صحيفة (الغارديان) أن الغارات التي بدأتها تركيا لمواقع (داعش) في سوريا وسماح أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لضرب التنظيم المتشدد "قد تشكل تحولا تاريخيا في منطقة الشرق الأوسط".
وتقول الصحيفة إن اتباع تركيا للتوجه الذي يدمج بين التحركات العسكرية وتزايد إحكام القبضة الأمنية واعتقال عدد من المشتبه بأنهم عملاء لتنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد قد يسفر بالفعل عن تعزيز نتائج الحملة الجوية وتقليص تدفق الأموال والأسلحة والراغبين في الإنضمام إلى "داعش".
وأضافت أن تلك المكاسب لن تكون التبعات الوحيدة لهذا التوجه الذي سوف يسفر أيضا عن نتائج أكثر تعقيدا على الأرض في تركيا.
وأوضحت (الغارديان) أن المشكلة هي أن أنقرة منذ البداية كانت تحاول الحفاظ على حالة العداء بين تنظيم (داعش) وحزب العمال الكردستاني، وعلى الرغم من مفاوضاتها مع الحركة الانفصالية الكردية العريقة والزعيم المسجون عبد الله أوغلان، منذ العام 2012، إلا أنها أيضا سعت إلى تقوية شوكة تنظيم داعش في مواجهة الأكراد.
وتضيف: لكن يبدو أن تركيا، خشيت مؤخرا من اندلاع القتال بين الحزب الكردي والتنظيم المتشدد على الاراضي التركية وخاصة بعد عملية سروج الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 32 شخصا في بلدة بالقرب من الحدود السورية وأعقب ذلك هجمات حزب العمال الكردستاني على الشرطة التركية، يفترض لفشلها في حماية الأكراد.
وأضافت أن المفتاح الرئيس لفهم موقف تركيا المتناقض يتمثل في الخوف من احتمال انتصار الأكراد في نهاية المطاف الأمر الذي قد يشجعهم على المطالبة بالحكم الذاتي وهو ما ترفضه تركيا.
وخلص تقرير (الغارديان) إلى القول: إن السيناريو المثالي بالنسبة لتركيا بعد هزيمة (داعش) يتمثل في عودة العراق وسوريا دولتين متماسكتين وقويتين تتوليان حل أزمات أقليات الداخل فيهما وتتركان تركيا لتواصل التفاوض مع الأكراد على أراضيها. كما توقعت أن تنعش الضربات الجوية آمال مفاوضات السلام بين أنقرة والحركة الإنفصالية الكردية (بي كي كي).
&