وجهت بكين اتهامات لتركيا بمنح أبناء أقلية الإيغور المسلمة، وثائق هوية ثم تسهيل سفرهم لسوريا والانضمام لـ(داعش)، وتزامناً، أعادت تايلند أمس قرابة 100 من أفراد الإيغور إلى الصين ورحلت 170 منهم إلى تركيا بعد التأكد من هوياتهم التركية.&

نصر المجالي: كشف مسؤول كبير في وزارة الأمن الصينية، عن حصول بعض أفراد اقلية الإيغور المسلمة من أهالي إقليم شينجيانغ في الصين، على وثائق هوية تركية من دبلوماسيين أتراك في جنوب شرق آسيا، ثم ينقلون إلى تركيا حيث "يباعون" للقتال لصالح جماعات مثل تنظيم (داعش).&
ولفت المسؤول إلى أن هؤلاء يتعرضون لـ"غسيل دماغ" وينقلون إلى العراق وسوريا ليستخدموا كوقود في جبهات القتال.
وتقول بكين إن أبناء أقلية الإيغور الناطقة بالتركية مواطنون صينيون في المقام الأول، وإن الإيغور الذين يهربون من الصين، يجب أن يعادوا إلى موطنهم في الإقليم الواقع بأقصى غرب البلاد على الحدود مع آسيا الوسطى.
وقال رئيس قسم البحث الجنائي في وزارة الأمن العام الصينية تونغ بيشان، أمام الصحافيين في بكين، "ستعطيهم السفارات التركية وثائق إثبات شخصية"، واضاف: "من الواضح أنهم صينيون، لكنهم سيعطونهم وثائق على أنهم أتراك".
ومن المرجح، بحسب (رويترز) أن يؤجج الاتهام غضب أنقرة التي تشعر بالقلق لعودة أكثر من مئة من الإيغور من تايلاند إلى الصين الأسبوع الماضي.
ويعتبر بعض الأتراك أنهم يشتركون مع "أشقائهم" الإيغور في التراث الثقافي والديني.
&
سفر سري&
وسافر المئات وربما الآلاف من الإيغور سراً إلى تركيا عبر جنوب شرق آسيا، للفرار من الإضطرابات في شينجيانغ. ويعيش نحو 20 مليون مسلم في الصين ولا يمثل الإيغور سوى نسبة منهم.
وقال المسؤول الصيني إن مئات الإيغور حصلوا على وثائق من دبلوماسيين أتراك خاصة في كوالالمبور ثم سمح لهم بالسفر إلى تركيا.
ولم تعلق وزارة الخارجية التركية ولا السفارة التركية في كوالالمبور على الفور.
وذكر تونغ بيشان أنه عندما يصل الإيغور إلى تركيا لا يجدون فرصة عمل مشروع وينتهي الحال ببعضهم في أيدي جماعات متشددة مثل حركة تركستان الشرقية الإسلامية التي تتهمها بكين بأنها تشن حملة تمرد في شينجيانغ لإقامة دولة.
وأضاف: "وتتحكم فيهم بسهولة قوى محلية معينة خاصة حركة تركستان الشرقية الإسلامية وجماعات إرهابية أخرى"، مبينا أنهم "ينظمون الشبان ويغسلون أدمغتهم وينقلونهم إلى جبهة القتال، ويستخدمون كوقود للمدافع".
وتابع المسؤول الصيني قائلاً إن "هناك تنافسا عليهم، البعض يرسل إلى العراق وآخرون يرسلون إلى سوريا"، مبينا أن "الجماعات الإرهابية هناك بحاجة إلى أشخاص، وتدفع الجماعات الإرهابية ألفي دولار على الأقل نظير كل شخص، فهذه هي طريقتهم للتجنيد".
وأشار تونغ بيشان الذي يساعد في قيادة جهود الصين لإعادة الإيغور في جنوب شرق آسيا إلى الصين إلى أنه لا يعلم عدد الإيغور الذين يقاتلون الآن في صفوف "داعش".
وأضاف، "جرت إعادة مجموعات عديدة من الإيغور إلى الصين هذا العام من جنوب شرق آسيا وبينهم 109 أشخاص أعيدوا من تايلاند الأسبوع الماضي"، ولم يعلن تونغ العدد الكامل لمن أعيدوا إلى الصين.
وأثارت الترحيلات احتجاجات أحيانا تكون عنيفة في تركيا حيث يعيش عدد كبير من الإيغور في الشتات.

إعادة 100 للصين
ويشار إلى أن تايلاند كانت أعادت يوم الخميس الماضي قرابة 100 من أفراد الإيغور المسلمين إلى الصين، وهي خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية انتهاكا للقانون الدولي، وذلك بعد أن تظاهر أتراك في اسطنبول أمام القنصلية التايلندية تعبيرا عن رفضهم هذه الخطوة.
وقال العقيد ويراتشون سوكوندهاباتيباك نائب المتحدث باسم الحكومة للصحافيين إن تايلند أعادت قرابة 100 من الإيغور إلى الصين بعد التحقق من جنسياتهم، كما رحلت أكثر من 170 من الإيغور إلى تركيا بعد التحقق من أنهم مواطنون أتراك، بينما لا يزال يتعين التحقق من جنسيات 50 آخرين.
وسارعت منظمة (هيومن رايتس ووتش) على لسان ممثلها في تايلند سوناي فاسوك إلى انتقاد إعادة الإيغور إلى الصين، وقالت إن هذه الخطوة تعد انتهاكا للقانون الدولي، لأن هؤلاء الإيغور يمكن أن يتعرضوا لانتهاكات جدية لحقوق الإنسان في هذا البلد.
وأضاف فاسوك أن المسؤولين التايلنديين لا يأخذون&في الاعتبار الوضع الإنساني في دول المواطنين الأجانب الذين يتم إعادتهم إليها، وأنه سبق للسلطات التايلندية أن قامت بإعادة مماثلة لأفراد من عرقيات الروهينغا والهمونغ.
&
تظاهرة&
وتظاهرت مجموعة من الأتراك أمام القنصلية التايلندية في اسطنبول وقذفوها بالحجارة، لدى ورود أنباء عن عزم السلطات التايلندية إعادة عدد من الإيغور إلى الصين، بينما أوقفت السلطات التركية تسعة من المتظاهرين.
وشهدت مدن تركية السبت تظاهرات حاشدة للتضامن مع مسلمي الإيغور، الذين درجت أنقرة على ذكر اسمهم التركي، وهو سكان تركستان الشرقية، في حين تعهدت تركيا ترك أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين الإيغور الفارين من الاضطهاد في الصين في موقف قد يفاقم الخلاف بين أنقرة وبكين بشأن معاملة الأقلية المسلمة الناطقة بالتركية.
وتسيطر الصين على الإقليم الذي تسميه شنغيانغ (أي الحدود الجديدة) منذ العام 1949، وهو يشهد أعمال عنف دامية منذ العام 2009، حيث يطالب سكانه بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر بكين الإقليم منطقة ذات أهمية إستراتيجية لها.
&